المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خطوة نادرة ومثيرة للدهشة، وجه العالم صفعة قاضية للولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. للمرة الأولى منذ غزو العراق عام 2003، انعقد التصفيق في قاعة المجلس بعد اعتماد قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأغلبية ساحقة.
في لحظة تاريخية، تحققت الوحدة العالمية التي طال انتظارها، حيث انضمت الدول الأعضاء في مجلس الأمن لمعارضة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل، صوتت جميع الدول الأخرى لصالح القرار الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة.
هذه الصفعة الدبلوماسية القوية تمثل نقطة تحول في العلاقات الدولية، حيث أظهرت الدول الأخرى استعدادها لمواجهة الولايات المتحدة والتصدي لسياستها المتحيزة تجاه إسرائيل. لم تعد الدول الأخرى على استعداد لتقبل الازدواجية المعايير والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في حين أن القرار لا يلزم الولايات المتحدة قانونياً، إلا أنه يمثل ضربة معنوية قوية لسياستها الخارجية ويعزز مكانة القانون الدولي. كما أنه يرسل رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن العالم لن يتغاضى بعد الآن عن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.
في الواقع، كانت الصفعة الدبلوماسية آتية من زمن بعيد، حيث تراكمت الاحتجاجات على السياسة الأمريكية في المنطقة على مدى عقود. من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية إلى الحرب العدوانية في العراق، واجهت الولايات المتحدة انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي.
ومع ذلك، فإن هذا التصويت التاريخي في مجلس الأمن يمثل لحظة فارقة، حيث أظهر العالم أنه لن يقبل بعد الآن بالهيمنة الأمريكية غير المقيدة. لقد حان الوقت للولايات المتحدة لإعادة النظر في سياستها الخارجية وإعطاء الاعتبار الواجب للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية.
في حين أن الطريق أمام السلام في الشرق الأوسط لا تزال طويلة ومليئة بالتحديات، إلا أن هذا القرار يمثل خطوة هامة نحو تحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة. لقد أثبت العالم أنه مستعد للوقوف في وجه السياسات المتحيزة والانتهاكات، وأن الوحدة والتضامن هما السبيل للتغلب على التحديات الدولية.
المرجو الضغط هنا لمشاهدة التصويت بالأغلبية المطلقة لوقف إطلاق النار الفوري في غزة