أحمد شوقي..شاعر المنفى الأندلسي

أحمد شوقي في المنفى

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في عام 1915، تعرض الشاعر الكبير أحمد شوقي للنفي إلى إسبانيا بسبب انتمائه للحاشية المقربة من الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي أقصته السلطات البريطانية وأجبرته على التنازل عن العرش في ذلك العام. وقد كان نفي شوقي إلى البلاد الأندلسية حدثًا محوريًا في حياته الأدبية، حيث أتاح له الاحتكاك المباشر بتراث الحضارة الإسلامية في الأندلس وإرثها الثقافي الغني.

في رحلة منفاه الإسباني، انغمس شوقي في دراسة آثار الأندلس وتاريخها العريق، فزار مدنها التاريخية كقرطبة وإشبيلية وغرناطة، وأعجب بروائع عمارتها الإسلامية كقصر الحمراء وساحة الأسود. وفي هذا الجو الحضاري الأندلسي، نظم شوقي قصائده الرائعة كـ “السينية” التي عارض فيها البحتري، و”لصقر قريش” تخليدًا لذكرى عبد الرحمن الداخل مؤسس دولة بني أمية في الأندلس.

كان للمنفى أثر عميق في شخصية شوقي الأدبية، حيث اعتبره النقاد ميلادًا ثانيًا لشاعريته، يقول شوقي في رثائه لتلك الحقبة: “يا ديارًا نزلت كالخلد ظلًا.. وجـنى دانيًا وسلسال أنس”. وعندما عاد إلى مصر بعد ثلاث سنوات من المنفى، استقبله الوطن بحفاوة كبرى حيث قال: “ويا وطنى لقيتك بعد يأسٍ كأنى قد لقيت بك الشبابا”.

لا شك أن تجربة المنفى الأندلسي كانت محطة مفصلية في مسيرة الشاعر الكبير أحمد شوقي، حيث صقلت موهبته وأضافت لشعره أبعادًا جديدة من الرومانسية والحنين لعراقة التراث العربي الإسلامي.

أحمد شوقي في المنفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!