المصطفى الجوي – موطني نيوز
لا شك أن توفر الخدمات الصحية بشكل عادل ومتكافئ للمواطنين هو أولوية قصوى، إلا أن الواقع يبدو مختلفًا في المركز الاستشفائي الإقليمي ببنسليمان الذي يعاني من نقص حاد في بعض الاختصاصات الطبية الحيوية.
ففي سابقة من نوعها وطنيًا، يتوفر هذا المستشفى على كافة المعدات والتجهيزات اللوجستيكية الضرورية في تخصص طب الأسنان، إلا أنه يفتقر إلى وجود طبيب مختص في هذا المجال. بينما في المقابل، نجد أن مستوصف بوزنيقة يضم طبيبة أسنان لا تستطيع ممارسة عملها لعدم توفر أي معدات أو تجهيزات ضرورية لذلك.
فأي فعالية صحية يمكن تحقيقها في ظل هذا الواقع المؤسف؟ كيف يمكن أن يستقبل المركز الاستشفائي الإقليمي ببنسليمان الذي يخدم ساكنة تناهز 300 ألف نسمة دون وجود طبيب مختص في طب الأسنان رغم توفر كافة الآليات والتجهيزات اللازمة؟ وفي المقابل، كيف يمكن لمستوصف بوزنيقة أن يقدم خدمات طب الأسنان للمواطنين عندما لا تتوفر فيه أي معدات لممارسة هذا الاختصاص؟
هذا الواقع المريع يكشف عن خلل كبير في التخطيط والتدبير الصحي على مستوى الإقليم. فالمركز الاستشفائي الذي يفترض أن يكون النواة الأساسية ومحور تقديم الخدمات الطبية للمواطنين يعاني من نقص فادح في عدد من التخصصات، بينما المستوصفات الصغيرة قد تتوفر على بعض الإمكانيات دون الاستفادة منها بشكل عملي.
لا شك أن هذه المعضلة تتطلب تدخلاً عاجلاً من المسؤولين لإعادة هيكلة وتنظيم الخدمات الصحية بطريقة تضمن توزيعها العادل والمنصف بين مختلف المناطق وتلبي احتياجات المواطنين على أكمل وجه. فالحق في الصحة هو حق أساسي لا يمكن التنازل عنه أو المساومة فيه.