السنواتٌ الخدّاعاتٌ

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

‏لله ثم للتاريخ، وليسجل التاريخ للأجيال القادمة…

في عام 1967، اجتاحت إسرائيل خمسة دول عربية ودمرت جيوش ساندتة في ستة أيام.

كانت الحصيلة ثقيلة ساعتها، 25 ألف قتيل عربي. وتدمير 80% من قوة الجيوش العربية. بالإضافة إلى الأسرى الذي قدر عددهم بالآلاف من الجيوش العربية.

ويقال أنها دفنت في الصحراء آلاف الجنود المصريين أحياء واحتلت الضفة والقدس وغزة والجولان وشبه جزيرة سيناء.

و في عام 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان، وخلال عدة أيام كان الجنوب كله وجزء من البقاع في حوزتها. طبعا مع خسائر هائلة لمنظمة التحرير “فتح” وللجيش السوري.

تمت خلالها محاصرة بيروت لمدة شهر وأكثر تقريبًا واحتلالها بعد فرار ياسر عرفات مع المسلحين إلى تونس.

ويومها ارتكبت الميلشيات الطائفية المسيحية اللبنانية مجزرة صبرا وشاتيلا.

وفي عام 2001، اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس تحالف دولي أفغانستان بعد هجوم 11 سبتمبر المزعوم والمفبرك.

حيث استمر الغزو حوالي عشرين يومًا. تم احتلال أفغانستان من شمالها إلى جنوبها.

وفي عام 2003، شنت أمريكا كذلك حربًا صليبية على العراق وعلى مرأى من كل الدول العربية والإسلامية بحجة كاذبة وهي وجود أسلحة دمار شامل.

لتستمر الحرب على العراق ثلاثة أسابيع تقريبًا وسقطت خلالها بغداد.

سجل أيها التاريخ. أن غزة قامت بهجوم السابع من أكتوبر 2023. فاكتسحت مستوطنات العدو. وقتلت اكثر من 1400 قتيلاً. واسرت اكثر من 250 صهيونيًا.

لتشن إسرائيل حرب إبادة على غزة بدعم أمريكي أوروبي ياباني كندي هندي وتواطؤ عربي فاضح وجسر جوي وبري وبحري من السلاح والعتاد.

استهدفت خلالها إسرائيل المدنيين فقط. فقتلت حتى اللحظة أكثر من ثلاثون ألف شهيدًا أغلبهم من النساء والأطفال.

وهي الحرب التي عرفت بالحرب على الأطفال وعلى المستشفيات. استمرت أكثر من140يومًا إلى الان، لم يستطع فيها الصهاينة ومن يدعموهم تقديم انجازاُ عسكرياً واحداً. 

بل على العكس تماما تتكبد إسرائيل والمرتزقة التي تحارب معها كل يوم خسائر فادحة. بلغت حتى اللحظة مئات الدبابات والآليات وآلاف القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليين.

بل ولا تزال خسائرهم تتفاقم يوم على يوم. ولا تزال إسرائيل ترتكب المجازر ضد الأطفال والمستشفيات.

علما أن غزة لا تتعدى مساحتها 360 كم مربع كلها محاصرة. دون كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا وقود ولا اتصالات.

ورغم كل هذا لا تزال صامدة صمود الجبال..ورجالها جبابرة في مواجهة العدو. أما شعبها فمتمسك بأرضه رغم القتل والجوع وتواطأ الجميع يرفض التهجير.

سجل أيها التاريخ..أن غزة طوت عقود الهزائم والخزي والعار العربي.

غزة العزة فضحت الأنظمة العربية العميلة والمتواطئة مع الأعداء وأظهرت الصادقين الواقفين معها دون تردد أو خوف.

غزة بمقاوميها وصمود شعبها الجائع فضحت الجيوش العربية وأظهرت عجزهم عن فتح معبر واحد لإدخال زجاجة ماء إلى المدنيين وقليل من الخبز.

كما أن غزة فضحت هشاشة العدو وغباء استخباراته وأنها أسطورة الجيش الذي لا يقهر وقهرته وجعلته اضحوكة للعالم كله. 

غزة أسقطت الإرادة الدولية والعالمية بتكريس الاحتلال والتطبيع وكشفت كل الأقنعة الكاذبة والمزيفة التي تدعي حقوق الإنسان كذبا وزورا.

غزة أظهرت الرجال الصادقين والمخلصين لله وللقضية الفلسطينية. (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

غزة علمتنا أن القدس عقيدة وأن مجاهدة الإحتلال فريضة دينية.

سجل أيها التاريخ..غزة معجزة القرن الواحد والعشرين. لله در المجاهدين المرابطين في غزة، مبدعوا طوفان الأقصى تحت شعار : “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”.

إننا بالفعل نعيش وعشنا السنوات الخداعات. فطوال سنين حياتنا نعيش في خديعة وكذب وزيف حكامنا وتأمروهم علينا بقيادة دول العالم الكبرى نعيش الظلم والجور نعيش الذل والهوان..نعيش وعشنا فترة يصدق فيها الكاذب ويكذّب فيها الصادق..ويؤتمن فيها الخائن ويخّون فيها الأمين…ويتحدث التّافه الوضيع في الأمور العامة..وما اكثر الصهاينة بيننا. 

وما السابع من أكتوبر إلا أنه كشف لنا أننا كنا نعيش في عصر. الظلام والخديعة والكذب وكشف عنا الغشاوة..

وراينا عمالة العرب المتصهينين ورأينا الدول الكبرى كيف تكالبت على غزه..على فئة مؤمنة تقيم على ارض صغيرة محاصرة برا وجوا وبحرا.. 

رأينا الحصار والجوع والقتل والتدمير..وكانهم يقاتلون دولة عظمى..ولم نرى دولة تقف بقوتها العسكرية الى جانب غزه حتى حكامنا حاصروها بدلاََ من محاصرة العدو…والوقوف والدفاع عنها…

نعم كنّا نعيش في هذه الخديعة التي جاءت في حديث الرسول صل الله عليه وسلم (سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ). 

وها نحن نعيش نفس الوصف..وهي والله أعلم أنها نهاية هذه السنوات بعدما كشفنا كل شيء..وهي إحدى البشريات التي فيها خلاصنا

One thought on “السنواتٌ الخدّاعاتٌ

  1. تحياتي الخالصة و العالية للأخ المصطفى ، أشكرك كثيراً على هذا المقال و هذه النبذة التاريخية للصراع العربي الاسرائيلي ، لقد عبرت بوضوح على مساندتك الشجاعة للمقاومة الفلسطينية و أشرت إلى ضعف و تخاذل و تواطؤ الأنظمة و الجيوش العربية الخائفة . أهنئك و أهنئ موطني نيوز المناضلة بفضلك . تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!