المصطفى الجوي – موطني نيوز
أغلبكم شاهد وبشوق فيلم الزعيم عادل إمام “السفارة في العمارة” للمخرج عمرو عرفة الذي تم عرضه بتاريخ 19 يوليوز 2005. طبعا الكل عارف أن أحداث الفيلم تدور حول المهندس (شريف خيري) الذي يعمل بإحدى شركات البترول بدبي، ويضطر إلى العودة لمصر بعد غياب عشرين عامًا، ليفاجأ بأن السفارة الإسرائيلية بجانب شقته ويحاول جاهدًا بيع الشقة في البداية، إلا أن فشله يجعله يتعامل مع الأمر بطرق مختلفة.
لكن هل تساءلتم عن السبب الحقيقي الذي دفع يوسف معاطي لتأليف هذه القصة. فمن وجهة نظري الخاصة لا يوجد فيلم أو مسرحية الا ومن ورائها هدف ورسالة تريد إبلاغها. كما هو الشأن بالنسبة للمسرحية التي تم عرضها في عام 1980 تحت عنوان “أنت المطلوب” من بطولة الفنان المصري “وحيد سيف” الذي كان إسمة في المسرحية “السيسي” ضابط المخابرات الذي تولى حكم مصر وكأنه يحكي الوضع الراهن لمصر…!!!!
صدق أو لا تصدق، هناك مشهد يقول فيه الفنان وحيد السيف الذي يمثل دور السيسي (حتى لو النظام تغير مش ممكن أبدا السيسي يتغير. السيسي في كل مكان وكل زمان هتلاقوه هتشفوه قدامكم، مش هيمشي بعيد حيكون معاكم على طول. مفيش بلد من غير السيسي). والذي كان غرضه اعتقال الشباب الذين ينتقدون النظام بل ويطارد الفنانين الذين يغنون للحرية والكثير من الاحداث التي تعيشها مصر حاليا. فهل يا ترى حتى هذه المسرحية صدفة.
المهم اليوم سأتحدث عن السفارة في العمارة، وتحديدا عن ما يقع في قطاع غزة لكن بطريقة أخرى سيفهمها أولو الألباب و لا مجال هنا لأصحاب روتيني اليومي، ومن تستهويهم لغة المؤخرات وعالم التفاهة.
هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح، لماذا أبناء العم مستمرين في ضرب غزة؟ ومتى سيتوقفون؟ رغم أن إقتصادهم تدمر وعملتهم إنهارت.
الجواب، هو أننا في الربع ساعة الأخير من الفيلم “السفارة في العمارة” يا باشا. ممكن أختار له عنوان أخر يتناسب والاحداث الجارية مثلا عنوان “من النيل للفرات”. لا تشغلوا بالكم بما يحدث في غزة. وكما يقول إخواننا المصرين المحاصرين للشعب الغزاوي..”غزة فتحتها إنقرأت”. حذاري انك تغضب لحالهم أو تشفق عليهم، لنهم أخر ما تبقى من كرامة و عزة الإسلام..لا تيأس عليهم و لا تغضب، عاشوا ابطال وماتوا شهداء وكلنا نتمنى الشهادة. بل إسألوا عن أنفسكم أنتم يا خونة ويا مطبعين ومنبطحين. لأن حاضركم ومستقبلكم يضيع أمام أعينكم وأنتم صم بكم عمي أنتم لا تعقلون.
الجواب ليس في غزة، الجواب الصحيح و الرد الصريح في العمارة التي بجانب غزة!!! كل ظروف العمارة جاهزة حاليا لإتمام آخر ربع ساعة من الفيلم “السفارة في العمارة” أو “من النيل للفرت” أختار الي على ميزاجك أنت وفهمك للأمور، تماما كما هو مكتوب بالضبط في السيناريو. والذي تبقى منهم ثلاثة مشاهد فقط.
أول مشهد سينتهي..هو عندما خزان المياه المجود فوق العمارة يفرغ تماما. لأنه مادام الخزان به ماء، سكان العمارة لن ينتبهوا أن وزارة المياه ألغت خط الإشتراك الذي يزود العمارة بالماء بشكل نهائي. لعدم سداد الفواتير طبعا.
بمعنى أصح انه طول ما لا يزال خزان المياه موجودا لن ينتبهوا، علما أن هذا الوضع لن يطول كثيرا فمذة صلاحيته لن تتجاوز سنتين على أكثر تقدير، وهذا مرهون بحسب معدل غستهلاك سكان العمارة المجاورة للغزة لكمية مياه الخزان الذي يوجد على سطح العمارة.
أما بالنسبة للمشهد الثاني..فسينتهي عندما يقوم بواب العمارة “محسوبكم عباس” يحكم سيطرته بشكل كامل على مصعد العمارة، وأي شخص طالع أو نازل من العمارة أو مارا من أمام العمارة سيدفع الفلوس والتي ستدهب كلها الى بواب العمارة.
المشهد الثالث و الأخير..والذي لا يزال طاقم الفيلم يشتغلون فيه على قدم وساق وسهر الليالي وتجنيد كل الطاقات المادية و اللجستيكية. وهو بيع كل محلات العمارة ذات قيمة مالية أو تاريخية أو حتى ثقافية. والتي طبعا كانت تساعد سكان العمارة في حياتهم اليومية. حتى يتحول سكان العمارة من ملاك إلى مستأجرين بل وعاجزين حتى عن دفع إيجار مساكنهم وحلاتهم بالعمارة. والنتيجة الحتمية طبعا هي طردهم من العمارة.
وما حصل لغزة في الماضي وما عرفته من ظلم وقهر واغتصاب. سيحصل اليوم في سكان العمارة فالتاريخ يعيد نفسه وهم يشاهدون ذلك بأم اعينهم..هههههه.