من قتل بروسلي ولماذا ؟

بروس لي

المصطفى الجوي – موطني نيوز

بروس لي هو واحد من أشهر وأعظم نجوم الفنون القتالية والسينما في التاريخ. لقد غير وجه الكونغ فو والأفلام القتالية بمهارته وشخصيته وفلسفته. لقد ألهم ملايين الناس حول العالم بقصته ورسالته. لكن وفاته المفاجئة والغامضة في عام 1973 أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات. ما هو السبب الحقيقي وراء موته؟ هل كان حادثاً أم جريمة؟ هل كان هناك مؤامرة؟ هذا ما سنحاول استكشافه في هذا التحقيق.

النظرية الرسمية التي أعلنتها السلطات الطبية هي أن بروس لي توفي بسبب نقص صوديوم الدم، وهي حالة ينخفض فيها تركيز أيونات الصوديوم في بلازما الدم. ويمكن أن يحدث نقص صوديوم الدم غالباً بسبب شرب الكثير من الماء. ونتيجة لذلك، تتشوه الخلايا وتنتفخ بسبب عدم القدرة على إفراز المواد، مما قد يؤدي إلى ظهور حالات وأعراض مختلفة، بما في ذلك تلك التي تهدد الحياة .

عائلة بروس لي

وقد كان لي يستهلك كميات كبيرة بشكل غير معتاد من السوائل في ذلك الوقت بسبب نظامه الغذائي، والذي يتكون من الكثير من العصائر ومشروبات البروتين. كما تم العثور آنذاك على آثار لتعاطي الماريغوانا في معدة بروس لي وأعلن الأطباء أن وذمة الدماغ هي حالة قد تكون مهددة للحياة وتتميز بتراكم السوائل في الدماغ. نظرًا لوجود الدماغ في بيئة مغلقة داخل الجمجمة. نتجت عن فعل لعقار “Equagesic“.

وحديثاً، اكتشف العلماء أن سبب الوذمة الدماغية يعود لنقص صوديوم الدم وهي حالة ينخفض فيها تركيز أيونات الصوديوم في بلازما الدم. وكتب العلماء حول طبيعة وفاته بعبارة أخرى، نقترح أن عدم قدرة الكلى على إفراز الماء الزائد أدى إلى مقتل بروس لي. وقال الباحثون إنه وفقا لزوجته، توقف في الأشهر الأخيرة عن تناول الطعام وعاش على الجزر وعصير التفاح وهذا النمط من الأطعمة السائلة فقط قد يفسر فقدانه الوزن الذي تسارع عام 1973.

بروس لي التنين الصغير

هذه هي النظرية الرسمية التي تفسر وفاة بروس لي بناء على الأدلة الطبية والعلمية. ولكن هل هي النظرية الوحيدة الممكنة؟ هل هناك نظريات أخرى تقدم تفسيرات مختلفة أو متناقضة؟ إحدى النظريات الشائعة التي تدور حول وفاة بروس لي هي أنه تم اغتياله من قبل عصابات صينية، والتي كانت تعارض تعليمه للفنون القتالية للأجانب. وفقا لهذه النظرية، كانت هناك محاولات عديدة لقتل لي قبل وفاته، مثل محاولة تسميمه في عام 1970، ومحاولة إطلاق النار عليه في عام 1971، ومحاولة طعنه في عام 1972. ولكن كل هذه المحاولات فشلت بسبب قدرة لي على الدفاع عن نفسه والهروب من المواقف الخطرة.

بروس لي التنين الصغير

وفي عام 1973، تمكنت العصابات من الوصول إلى لي من خلال صديقه الممثل الشهير بيتي تينغ بي، الذي كان يعمل معه في فيلمه الأخير “Game of Death“. وفقا لهذه النظرية، تم تزويد صديقه بيتي تينغ بي بمسحوق سام يحتوي على مادة تسمى “موسكارين”، وهي مادة توجد في بعض أنواع الفطر السام. وقد أعطى بيتي تينغ بي هذا المسحوق لبروس لي في يوم وفاته، مدعياً أنه دواء للصداع. وبعد تناوله، شعر بروس لي بالغثيان والدوار والتعرق والتشنجات والقيء والإغماء. وتوفي بروس لي في شقة صديقه بيتي تينغ بي بعد ساعات قليلة. هذه هي النظرية الأولى التي تزعم أن بروس لي تم اغتياله من قبل عصابات صينية. ولكن هل هي نظرية مقنعة؟ هل هناك أدلة تدعمها أو تنفيها؟ لنقوم بتقييم النظرية الأولى التي تقول إن بروس لي تم اغتياله من قبل عصابات صينية. هل هي نظرية معقولة ومنطقية؟ هل هي متوافقة مع الحقائق والشهادات والتقارير الرسمية؟ هل هي موثقة بمصادر موثوقة أو مستقلة؟

أولاً، لا توجد أدلة قاطعة أو ملموسة تثبت أن بروس لي كان مستهدفاً من قبل عصابات صينية. لا توجد أي وثائق أو تسجيلات أو شهود عيان تؤكد وجود محاولات لقتله قبل وفاته. كل ما نملكه هو بعض الادعاءات والشائعات والتكهنات التي لا تستند إلى أساس صلب. بالعكس، هناك العديد من الأدلة التي تنفي هذه النظرية. مثلاً، لم يكن بروس لي يخشى من العصابات أو يتجنبها. بل كان يتعامل معها بشكل طبيعي وودي. كما أنه كان يتلقى الكثير من الاحترام والتقدير من قبل الصينيين والأجانب على حد سواء. كما أنه لم يكن له أي سبب لإخفاء أو تغيير أسلوبه في الفنون القتالية. بل كان يفخر به وينشره للعالم.

وفاة بروس لي

ثانياً، لا توجد أدلة قاطعة أو ملموسة تثبت أن بيتي تينغ بي كان متورطاً في موت بروس لي. لا توجد أي وثائق أو تسجيلات أو شهود عيان تؤكد أن بيتي تينغ بي كان يعمل مع العصابات أو أنه أعطى بروس لي مسحوقاً ساماً. كل ما نملكه هو بعض الادعاءات والشائعات والتكهنات التي لا تستند إلى أساس صلب. بالعكس، هناك العديد من الأدلة التي تنفي هذه النظرية. مثلاً، كان بيتي تينغ بي صديقاً مقرباً ومحترماً لبروس لي. كما أنه كان حاضراً في موقع الحادث وساعد في نقل بروس لي إلى المستشفى. كما أنه تعرض للكثير من الضغوط والانتقادات والتهديدات بعد وفاة بروس لي. كما أنه لم يكن لديه أي دافع أو مصلحة لقتل بروس لي. بل كان يستفيد من شراكته معه في الأفلام.

وفاة بروس لي

ثالثاً، لا توجد أدلة قاطعة أو ملموسة تثبت أن مادة الموسكارين كانت السبب الحقيقي لوفاة لي. لا توجد أي تحاليل أو تقارير أو تجارب تؤكد أن لي تناول هذه المادة أو أنها تسببت في تورم الدماغ. كل ما نملكه هو بعض الادعاءات والشائعات والتكهنات التي لا تستند إلى أساس صلب. بالعكس، هناك العديد من الأدلة التي تنفي هذه النظرية. مثلاً، لم يظهر بروس لي أي علامات أو أعراض تشير إلى تسمم بالموسكارين. كما أنه لم يتناول أي فطر سام أو طعام ملوث. كما أنه لم يكن لديه أي حساسية أو تفاعل سلبي مع أي دواء. كما أنه لم يكن لديه أي مشاكل صحية مزمنة أو وراثية تؤثر على وظائف الدماغ أو الكلى. هذه هي بعض الأسباب التي تجعل النظرية الأولى غير مقنعة أو موثوقة. هي نظرية تعتمد على الافتراضات والخيالات والمبالغات والتضليلات. هي نظرية تتناقض مع الحقائق والشهادات والتقارير الرسمية. هي نظرية غير موثقة بمصادر موثوقة أو مستقلة. لذلك، نستطيع أن نرفضها كنظرية غير صحيحة أو غير مؤكدة.

قبر بروس لي

إحدى النظريات الشائعة التي تدور حول وفاة بروس لي هي أنه تم تسميمه من قبل معجبة غيورة، والتي كانت تحبه وتريد أن تكون معه. وفقا لهذه النظرية، كانت هناك امرأة تدعى بيتي تينغ بي، وهي ممثلة وعارضة ومغنية تايوانية وليس اسم ممثل صديق بروس لي، بل كانت سيدة تعشق بروس لي وتحاول إغوائه. ولكن لي كان مخلصاً لزوجته ليندا وأبنائه براندون وشانون. ولم يكن يبادل بيتي تينغ بي أي مشاعر أو اهتمام. وفي يوم وفاته، تمكنت بيتي تينغ بي من الوصول إلى بروس لي من خلال دعوته إلى شقتها لمناقشة فيلمه الأخير “Game of Death“. وفقا لهذه النظرية، أعطت بيتي تينغ بي بروس لي مشروباً يحتوي على مادة تسمى “هاشيش”، وهي مادة توجد في بعض أنواع القنب الهندي. وبعد تناوله، شعر لي بالنعاس والخمول والصداع والتشويش والإغماء. وتوفي لي في شقة بيتي تينغ بي بعد ساعات قليلة.

وتبقى هذه مجرد فرضيات وفي نهاية هذا التحقيق الغالبية ترجح ان بروس لي مات بسبب نقص الصوديوم في الدم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!