من السادات إلى السيسى..جواسيس الصهاينة فى قصر الرئاسة

رؤساء الجمهورية العربية المصرية

بقلم وفاء حسن – موطني نيوز

منذ توقيع اتفاقية السلام “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتحديدًا عام 1979 عندما تم تعيين سفير إسرائيلي بالقاهرة، ليصل العدد بعد ذلك إلى 13 سفيرا منذ بدء العلاقات وحتى الآن، ورغم الاحتفاء بهم على المستوى الرسمي، إلا أن جميع سفراء إسرائيل عانوا من المعاملة الجافة، من قبل الشعب المصري كما قُيدت حريتهم بشكل كبير، ولم يُكمل أي سفير منهم مدته القانونية (4 أعوام) بسبب النفور الشعبي المصري، ما اضطر اثنان منهم لقطع عملهما، والعودة لتل أبيب، وترك السفارة عدة أشهر لحين البحث عن سفير جديد.
“الموجز” ترصد خلال السطور القادمة السيرة الذاتية، ورحلة عمل سفراء إسرائيل في القاهرة، على مدار الـ36 عامًا الماضية، الذين كان آخرهم، ديفيد جوفرين، الذى قدم أوراق اعتماده للرئيس السيسى منذ عدة أيام.

ديفيد جوفرين..سفير العلاقات الدافئة بين القاهرة وتل أبيب

الدكتور ديفيد جوفرين سفير إسرائيل الجديد لدى مصر، الذى تعدى الخمسين عامًا بأعوام قليلة، مهدت له دراسته المتعمقة في الشئون السياسية الخارجية، وبالأخص الشرق الأوسط، في أن يتدرج في مناصبه حتى استقر به الحال في أن يجلس على مقعد سفير إسرائيل لدى مصر، ليُصبح “ديفيد جوفرين” رسميًا سفير “العلاقات الدافئة”، كما وصفته صحيفة جيروزاليم بوست.
وتحت عنوان “النشيد الوطني الإسرائيلي يُعزف بقصر الرئاسة المصري.. سفير إسرائيلي جديد في القاهرة”، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن دافيد جوفرين، السفير الإسرائيلي الجديد، بدأ مباشرة مهام منصبه، مقدمًا أوراق اعتماده للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال طقس حار في القاهرة رافقته موسيقى عسكرية.
وأضافت الصحيفة أن “النشيد الوطني الإسرائيلي المعروف باسم (نشيد الأمل) أو بالعبرية (تكفا)، تم عزفه من قبل فرقة مصرية”، وفق ادعائها.
ولد ديفيد جوفرين، عام 1963، بالقدس المحتلة، وبعد خدمته العسكرية فى سلاح الجو، التحق بقسم الدراسات الشرقية فى الجامعة العبرية، وقام بأول زيارة له لمصر، خلال دراسته الجامعية، وحصل على دكتوراة في فلسفة الشرق الأوسط من الجامعة العبرية الإسرائيلية، كما حصل في نوفمبر 2008 على وسام زمالة الأبحاث من معهد أديلسون للدراسات الاستراتيجية، وجائزة دكتوراة التميز في 2008 من مركز حاييم هرتسوج لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية.

بدأ “جوفرين” عمله الدبلوماسى، عام 1989، عندما التحق بالبعثة الإسرائيلية فى الأمم المتحدة، وتدرج فى المناصب داخل وزارة الخارجية حتى شغل منصب رئيس قسم الأردن وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية وذلك عام 2009، كما كان سفيرًا فى الأردن، إضافة إلى عمله كباحث زميل بمعهد هاري ترومان لأبحاث السلام في القدس، وخلال مسيرته المهنية عمل فى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وفي 17 يوليو 2016 تولى رسميًا منصب سفير إسرائيل بمصر، خلفًا لـ “حاييم كورين”.

وقال جوفرين، فى تصريحات سابقة لصحيفة “معاريف”:”وصلت هناك (مصر) بعد عام من اتفاقيات أوسلو..كان هناك ازدهار كبير فى العلاقات بين البلدين فى هذا التوقيت.. زيارات لرئيس الوزراء إسحق رابين، وللرئيس عيزرا فايتسمان، بجانب وفود صحفية كثيرة”.

ولعل عمل “جوفرين” السابق فى القاهرة مهد له الطريق، حيث جعله ينفتح أكثر على جزء من النخبة المصرية، وجعله أيضًا على دراية بالواقع المصرى جيدًا، وهو ما رجح كفته أثناء عملية اختيار سفير جديد بالقاهرة، والذى كان واحدًا ضمن ثلاثة مرشحين فيها، أحدهم أكاديمى سابق فى جامعة تل أبيب، والثانى مستشرق سبق أن عمل فى المركز الأكاديمى الإسرائيلى فى القاهرة، إلا أن ما رجح كفة “جوفرين” هو احتفاظه بعلاقات وطيدة بجزء من النخبة المصرية، ودرايته بالأوضاع فى مصر.

ومن خلال تصريحات سابقة لـ”جوفرين” تستطيع أن تعرف ولو قليلًا عن علاقاته بجزء من النخبة، وتستطيع أن تفهم أيضًا رؤيته للتعامل مع المصريين، حيث يقول: “دعيت للقاء (أثناء خدمته فى القاهرة) مع باحثة فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبطريقة أو بأخرى، كانت قد حددت لنفسها لقاءً لمدة ساعة مع شخص آخر، وكلانا وصل فى نفس التوقيت، وكما هو مفهوم بدأنا الحديث”. وأضاف جوفرين: “سألنى من أكون، قلت: دبلوماسى أجنبى، قال: نعم، من أين؟ أجبت: من دولة جارة، أصر وسألنى: من أين؟، فأجبته: من إسرائيل”.

وتابع السفير الجديد سرده للواقعة قائلًا: “كان هذا كما لو أنك ألقيت قنبلة تزن طنًا على الغرفة، الرجل اختنق، وصار لونه شاحبًا، عندما هدأ، سألته ببراءة ماذا حدث، قال لى: هذه هى المرة الأولى التى ألتقى فيها إسرائيليًا”. وكان الطرف الآخر فى المحادثة أستاذ فى جامعة القاهرة، ولم يذكر “جوفرين” إذا كانت ثمة علاقة جمعته به بعد هذا اللقاء، إلا أنه استدل بالواقعة على ضرورة إزالة الحاجز النفسى بين المصريين، والإسرائيليين، يقول جوفرين: “الرجل كان أستاذًا بجامعة القاهرة، ولم يكن رجلًا من الشارع، كان مصدومًا عندما رأى أن الإسرائيلى هو إنسان مثله، وليس شيئا خاصا، هذا أعادنى لأشياء تحدث عنها السادات، أن 70% من الصراع عبارة عن حاجز نفسى”. يقص السفير الجديد واقعة أخرى عما يسميه “الحاجز النفسى”، والواقعة تعود إلى إحدى جلسات محاكمة الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام، والتى كان يحضرها جوفرين ممثلًا للسفارة، يقول: “فى نهاية الجلسة الأولى حاولوا ضرب محامى السفارة، وحدث شغب فى القاعة، وتهديد لنا، لكن قوات الأمن المصرية هربتنا، ولا أعرف إن كنا سنبقى على قيد الحياة بعد نصف دقيقة من ذلك”.

ويرى “جوفرين” أن مهمة إزالة الحاجز النفسى، الذى سيحاول ترجمته على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة، تستلزم إجراء لقاءات مباشرة مع المصريين، ويقول: “يجب علينا العمل من أجل لقاءات تكون وجهًا لوجه، وفى رأيى أن لقاءات كهذه مؤثرة جدًا، ويجب ألا نتخلى عنها”.

اللقاء وجهًا لوجه، قد يسبقه لقاء آخر من خلف الشاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، التى يدرك “جوفرين” أهميتها جيدًا للتواصل مع المواطنين، لذلك قرر بدء خدمته بمقطع فيديو مدته 3 دقائق، أو يزيد قليلًا ، توجه به مباشرة للمواطنين المصريين، وبدأ الفيديو بالخلفية الموسيقية ، يرافقها صور سابقة له فى القدس المحتلة، والقاهرة، وصور للرئيس السادات، وأخرى له إلى جانب قبر السادات، ويتحدث الرجل عن زيارة السادات للقدس، ثم يُلخص مهمته فى جملة واحدة: “الحاجز النفسى هو أول عقبة فى طريق السلام المنشود”.

ونُشر المقطع على صفحة السفارة الإسرائيلية عبر “فيس بوك”، متضمنًا رسالة للشعب المصري، حيث حاول السفير من خلال الفيديو التقرب للمصريين، بمدح الفنان عادل إمام، والإشادة بخفة دم المصريين، وقال في رسالته للمصريين إنه معجب جدًا بمصر، وخاصة خفة الدم التي يتمتع بها الشعب المصري بالإضافة إلى حسن الضيافة، مضيفًا أن الفنان المصري، عادل إمام، أفضل كوميدي في العالم. وتتضح ملامح الدبلوماسية الإسرائيلية التى سينتهجها “جوفرين” من خلال حديثه الذى أكد فيه أن من بين المهام الأكثر أهمية له كسفير فى مصر هى توسيع مستوى التعاون مع المصريين، لتشمل مجالات مثل الزراعة، والاقتصاد، والتجارة، والمياه، والطاقة، إلا أن الرجل قال: “إن العلاقات المصرية – الإسرائيلية قائمة على ألا نضغط على المصريين، ومن الممكن أن نطلب، وهم من الممكن أن يستجيبوا، المصلحة المشتركة الآن هى الحرب على الإرهاب، وكل طرف منا يُدير المعركة بشكل مختلف”.

ويُحاول “جوفرين” جاهدًا إزالة الحاجز النفسى بينه وبين المصريين، حيث نجده دائم التحدث باللهجة المصرية، فضلًا عن استخدامه أمثالًا مصرية، ويسقطها على نفسه، مثل:”اللى بيشرب من النيل بيرجع له تانى”، ويتحدث دائمًا عن أهمية مصر، ومكانتها المحورية فى الشرق الأوسط، ثم يوضح ما يُمكن أن تُقدمه إسرائيل لمصر، أو لنقل ما يُمكن أن تُفيد به تل أبيب المواطن المصرى، (كما أراد أن يقول من رسالته) جراء تطبيع العلاقات بين البلدين، فيتحدث عن خبرات إسرائيل فى “الزراعة والمياه”، قائلًا: “جارك القريب أحسن من أخوك البعيد”.

يُشار إلى أن السفير الإسرائيلى لدى مصر وصل وحيدًا، بينما بقت أسرته فى إسرائيل، تخوفًا من أى مخاطر أمنية قد تتعرض لها، ومن المتوقع أن يباشر عمله من داخل مبنى صغير فى ساحة منزل السفير الإسرائيلى بالمعادى، يتم استخدامه كمقر للسفارة، منذ اقتحام المقر الرسمى فى سبتمبر 2011.

وللسفير الجديد العديد من المؤلفات منها على سبيل المثال كتاب رحلة إلى الربيع العربي: الجذور الأيديولوجية لاضطرابات الشرق الأوسط في الفكر الليبرالي العربي، في 2014، بالإضافة إلى عدة مقالات في سياسة الشرق الأوسط، والمجتمعات العربية، منها مقال “تحطم حلم الشرق الأوسط”، ومقال “بين طهران والقدس” الذي نشر عام 2007، و”الإسرائيليون والعرب سابقة السادات”، و” السادات وليس إسرائيل من صنع التاريخ”، وفي 14 مارس 2012 كانت له مقالة في صحيفة “إسرائيل هايوم” بعنوان تحطم حلم الشرق الأوسط.

قام “جوفرين” بإعداد أبحاث منها: ورقة بحثية عن السعي نحو الإصلاحات الديمقراطية السياسية في الشرق الأوسط والثقافة السياسية السائدة في الدول العربية، بالإضافة إلى ورقة بحثية أخرى وهي الحوار الديمقراطي العربي تقرير عن العمليلة، ومن ضمن أبحاثه بحث بعنوان هالة مصطفى ومأزق الليبرالية العربية “الإصلاحية المصرية تواجه المؤسسة” وقام بكتابته في مايو 2010. لم يكن “جوفرين” بعيدًا عن السياسة المصرية، وعن ما يحدث داخل البلاد، حتى قبل أن يتولى منصب سفير إسرائيل الجديد لدى مصر، فأثناء ثورة 25 يناير وتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، شبه التنحي بسقوط جدار برلين، حيث قال: “إن التنحي كان أشبه بسقوط جدار برلين العربي.”
في ظل الحراك الثوري الذي ضرب البلاد العربية، قال إن الثورات ليست بالضرورة تقود إلى الديمقراطية، وكان التصريح هو “تآكل ثقة الشعوب في الأنظمة العربية إلى جانب عدم قدرة الأخيرة على علاج البطالة والفساد وارتفاع الأسعار، هذه التغييرات الدرامية لن تقود بالضرورة إلى الديمقراطية.”

لم يغفل “جوفرين” جماعة الإخوان، فقد كان لهم أيضًا نصيبًا في تصريحاته فقال إن”اندماج عناصر المعارضة المصرية ومن بينها الإسلاميين وعملها بالسياسة يستلزم قبل كل شيء الاعتراف بقواعد اللعبة الديمقراطية، و”الإخوان”على سبيل المثال لم يعترفوا مطلقًا بالبرلمان كمصدر للسلطة التشريعية، أو بالقيم الليبرالية وفقًا للمعيار الغربي، ولهذا فإن الطريق من أجل نظام حكم ديمقراطي في القاهرة بعيد”. منذ أن وطأت قدمه أرض مصر، حرص “جوفرين” على اصطحاب رئيس الطائفة اليهودية في مصر، ماجدة هارون، برفقة نائبه، وطاقم السفارة، على التجول في القاهرة، لزيارة معبد بن عزرا، ومعبد عدلي شعاري شمايم، والمعبد اليهودي بالمعادي “بيتون”.
وبحسب الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في مصر فقد تحدثت هارون عن أحوال المعابد في مصر، خاصة معبد بن عزرا الأقدم، الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، وبه العديد من كتب التراث اليهودي التي عُثر عليها في القرن الـ 19 ، ويعتبر موقع التراث الرسمي.

بمجرد تقديم السفير الإسرائيلي الجديد لدى القاهرة أوراق اعتماده إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، نشرت السفارة الإسرائيلية، عبر صفحتها بموقع “فيس بوك”، “إسرائيل في مصر” كلمة لـ”جوفرين” قال خلالها: “أشعر بمزيد من الفخر، والاعتزاز أن أتولى هذا المنصب في مصر أم الدنيا بلد الحضارات والتاريخ العريق، ولا يساورني الشك بأن العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل حيوية ومحورية من أجل تحقيق السلام والاستقرار المنشودين للمنطقة بأسرها لا بل الرفاهية لشعوبها، وأتطلع إلى تحقيق المزيد من التعاون المثمر بين مصر وإسرائيل لتحقيق المصالح المشتركة، مع الأمل أن يسود السلام والأمن والأمان في منطقة الشرق الأوسط وهو مبتغانا جميعا”.

حاييم كورين..عميل الموساد الذى أعاد فتح السفارة بعد 4 أعوام من إغلاقها

تولى “كورين” منصبه، خلفًا لـ”عمتاي”، فى الفترة من سبتمبر عام 2014 وحتى 2016، ولُقب بـ”عميل الموساد” والمخطط الأول لتقسيم السودان واحتلال إفريقيا، وأصبحت هذه الصفة، وربما “التهمة”، التي تُلاحق حاييم كورين أينما ذهب , وبمجرد توليه مهام منصبه، احتفل “كورين” بإعادة فتح السفارة الإسرائيلية بعد مرور 4 أعوام على إغلاقها، بحضور وفد إسرائيلي يترأسه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ولد “كورين” في 6 يونيو 1953، وعندما التحق بالخدمة في جيش الاحتلال عمل كضابط في لواء جولاني، وهو اللواء الذي احتل هضبة الجولان، والضفة الغربية في حرب 1967، كما حارب القوات السورية في حرب 1973، وكاد أن يدخل دمشق لولا تدخل القوات العراقية.

بدأ سيرته الأكاديمية بالحصول على البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والإسلام بجامعة حيفا، ثم التحق بالعمل فيما يُسمى بمكتب المستشار للشئون العربية في الشمال، الذي يقوم بمهام استخبارية، وهناك أجاد اللغة العربية، وحصل على الماجستير من الجامعة العبرية، ودرس لغات أخرى إلى جانب العربية كالتركية، بعد ذلك حصل على الدكتوراة في معهد الدراسات الآسيوية، والأفريقية التابع للجامعة العبرية. ارتبط “كورين” بعلاقات وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وبقراءة متأنية في نشاطات “كورن” في مختلف المناصب التي شغلها، وتحديدًا في جنوب السودان حيث عمل كسفير لإسرائيل فى جنوب السودان هناك، يتضح أننا لسنا بصدد رجل عادي، وأن كانت هناك ثمة خطورة مؤكدة على الأمن القومي المصري تتعلق بتواجد تلك القامة الاستخبارية الخطيرة على الأراضي المصرية. شغل “كورين” العديد من المناصب في قنصلية إسرائيل بشيكاغو، ونيبال، والإسكندرية، كما ترأس لجنة رئيس موظفي وزارة الخارجية، وقاد صراعًا لإصلاح عملية تعيين السفراء الإسرائيليين بالخارج، كما تولى منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي بوزارة الخارجية، وهو القسم الأكثر أهمية في عملية رسم خريطة الأمن الإسرائيلي الخارجي.

في عام 2011 تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل في تركمانستان، لكن تم إلغاء تعيينه بعد أن رفضت عشق آباد استقباله معتبرة إياه عميلاً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، يهدف وجوده إلى جمع المعلومات عن إيران الجارة الجنوبية لتركمانستان. في يناير 2012 تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل بجنوب السودان، وهناك قاد الرجل مهمة تحويل الدولة الوليدة إلى مستعمرة إسرائيلية وهو ما يعترف به في إحدى الحوارات النادرة التي أجراها معه الموقع الإلكتروني لقسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية بتاريخ 26 مايو2013. وبعد توليه منصبه فى مصر طلب “كورين” إعفاءه من مهامه الدبلوماسية لاعتبارات شخصية، وذلك في ضوء القيود الصعبة التي تُفرض عليه في مصر لأسباب أمنية، ولتقييد حركته.

ياكوف عميتاي..أول سفير للكيان الصهيوني بعد ثورة 25 يناير

ياكوف عميتاي هو دبلوماسي إسرائيلي، شغل منصب سفير إسرائيل بالقاهرة فى الفترة من ديسمبر 2011 إلى 2014، وهو أول سفير إسرائيلي بلا سفارة، وأول سفير لتل أبيب بالقاهرة بعد ثورة 25 يناير.
عمل “عميتاي” في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة منذ منتصف الثمانينات لسنوات في مهمات بحثية تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ثم عمل في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1989 و1993، ثم سفيرًا لإسرائيل في كينيا، ومسئولًا عن مصالح إسرائيل في دول شرق أفريقيا، ثم شغل منصب سفير إسرائيل في إثيوبيا لثلاث سنوات، ثم أصبح نائبًا لرئيس مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويعد واحدًا من أفضل الخبراء فى العالم العربي بإسرائيل.
وقدم “عميتاي” أوراق اعتماده في القاهرة إلى رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي، وظل يعمل من منزله بسبب عدم وجود سفارة، وفي عهده قررت لجنة الشئون العربية بالبرلمان المصري مطالبة الحكومة باستدعاء السفير المصري من تل أبيب، وطرد السفير الصهيوني من القاهرة، احتجاجًا على الهجمات التي استهدفت قطاع غزة عام 2012، وتم استدعاؤه من قبل الخارجية المصرية للاحتجاج على العدوان.

إسحاق لفانون..أكثر سفراء تل أبيب تعرضًا للإهانة فى مصر

تولى إسحاق لفانون سفيرا لإسرائيل في القاهرة خلال الفترة من نوفمبر 2009 حتى ديسمبر 2011، وهو من يهود لبنان، وكانت تأمل إسرائيل أن ينجح في تخفيف التوتر الناشئ بين وزارتي الخارجية في البلدين على خلفية رفض القاهرة استقبال وزير الخارجية، أفيجدور ليبرمان، لتصريحاته الاستفزازية ضدها، وضد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ولد “لفانون” في لبنان لتاجر يهودي لبناني، وهو ابن الجاسوسة شولا كوهين كيشيك التي اعتقلت في لبنان عام 1961 بعد أن عملت لصالح المخابرات الإسرائيلية لمدة 15 عاماً بدأت عشية إقامة الدولة العبرية، ونشطت أساساً في هجرة اليهود من لبنان وسورية ودول عربية أخرى إلى إسرائيل، وفي حينه حكم عليها بالإعدام، ثم خفف الحكم للسجن سبع سنوات، وأطلق سراحها في إطار صفقة تبادل أسرى بعد حرب عام 1967، وسبقها أولادها بالهجرة سرًا إلى إسرائيل.

كان “ليفانون” دائم الشكوى من تجاهل المصريين له، ورفضهم التعامل معه، حتي أن أحد المواقع الإلكترونية الإسرائيلية نسبت إليه تصريحات وصف فيها الشعب المصري بغير الودود والكاره لإسرائيل. من أبرز الأخطاء التي ارتكبها “ليفانون” هي الشكوى التي تقدم بها إلى وزارة الخارجية المصرية بشأن الحكم القضائي الذي صدر في حق كارمن واينشتاين، رئيسة الطائفة اليهودية، وهو الحكم الذي قضى بسجنها عقابًا لها على تحرير عقود مزورة لأحد رجال الأعمال، ادعت فيها واينشتاين امتلاك أراض، وعقارات ليست تابعه لها، وأثارت هذه الشكوى غضب الخارجية المصرية، حيث طلب منه وزير الخارجية وقتها أحمد أبو الغيط، حسبما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت، ضروره الحذر عند الحديث عن قضايا تتعلق بأحكام القضاء، الأمر الذي دفع بليفنون إلى الاعتذار.

كان “ليفانون” أكثر السفراء الإسرائيليين تعرضا للإهانة، حيث شهد اندلاع ثورة 25 يناير، واقتحام مئات المصريين السفارة في فترة توليه سفارة إسرائيل، وبعثرة أوراقها في الشارع، واضطر لمغادرة مصر هو وعائلته، وأعضاء من السفارة الإسرائيلية، بعد أن اقتحم المتظاهرون السفارة.

وقبل هذا تعرض السفير “ليفانون” لمحاولة طرد من مطعم شهير في منطقة المعادي في القاهرة 22 يونيه 2010 عندما فوجئ مدير المطعم الشهير بأربعة أشخاص تبدو عليهم الملامح الأوروبية يجلسون على طاولة في المطعم، وحولهم نحو ستة حراس، ما أثار انتباه جميع رواد المطعم، وعندما استفسر من أحد أفراد الحراسة عن شخصية الضيف أوضح له أنه السفير الإسرائيلي في القاهرة، فطلب من رئيس طاقم الحراسة إبلاغ السفير بأن يُغادر حالاً منعاً للإحراج، وكان بصحبة “ليفانون” زوجته، وصديقتها، وزوجها، وثار السفير الإسرائيلي، ورفض المغادرة، فأبدى العاملون، والرواد استعدادهم لإلقائه بالقوة خارج المطعم، فقام “ليفانون” باستدعاء شرطة النجدة.

شالوم كوهين..”التونسى الأصل” الذى قاد حملة ضد فيلم “السفارة فى العمارة”

ولد شالوم كوهين عام 1955، وهو يهودي من أصل تونسي، ودبلوماسي إسرائيلي، شغل منصب سفير إسرائيل بالقاهرة بين عامي 2005 و2009، وعمل أيضًا رئيسًا للبعثة الإسرائيلية في تونس بين عامي 1996 و2000، كما عمل بقسم المغرب العربي بوزارة الخارجية الإسرائيلية بين عامي 2000 و2003.

اهتم “كوهين” بالتطبيع الثقافي، ومن مواقفه المعروفة زيارته لوزير الثقافة فاروق حسني، واعتراضه لديه على عرض فيلم عادل إمام “السفارة في العمارة”، ومطالبته بأن يتم إيقاف عرضه لأنه علي حد قوله يُسيء للعلاقات المصرية الإسرائيلية، ويشوه دور السفارة الإسرائيلية في القاهرة، مالا يعرفه الكثيرين عنه أنه قريب الصلة من تسيبي ليفني ةوير خارجية اسرائيل الأسبق، يعتبر من أكثر السفراء الصهاينة في القاهرة تعرضًا للهجوم من قبل الصحافة المصرية، وأيضا كان كثير الشكوى من العزلة، والإهمال، والاضطهاد الشعبي له، وطالب بشكل مُتكرر من الحكومة الإسرائيلية استبداله بآخر نظرًا لفشله في تحقيق أي مكسب معنوى ملموس في العلاقات المصرية الإسرائيلية, كما قام بتغيبر محل إقامته 3 مرات منذ العدوان على غزة، خشية استهدافه من مصريين غاضبين. تعرض “كوهين” للطرد خلال فترة عمله في العاصمة المصرية سبع مرات، أبرزها في فبراير 2008 إبان القصف الإسرائيلي لغزة، حين طرد من حفل في دار الأوبرا، بعد أن رفض مدير الدار استقباله، كما رفض جميع الفنانين المشاركين في الحفل, وعلى رأسهم الفنان محمد منير الصعود إلى خشبة المسرح إلا بعد خروجه من القاعة.

إيلي شاكيد..مهندس صفقة تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل

تولى إيلي شاكيد منصب سفير إسرائيل لدى مصر فى الفترة من يناير 2004 إلى 2005، ونجح في تحقيق أهم اتفاقية لتل أبيب في المنطقة العربية، وفي تاريخ التعاون المصري الإسرائيلي منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وهي اتفاقية الكويز نهاية عام 2004، وهو متخصص في الشئون الاقتصادية، ساهم في زيادة التبادل التجاري، والصناعي بين مصر، وإسرائيل، منذ تاريخ توليه منصبه، وهو أيضًا صاحب الفضل في وضع بذرة اتفاق تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بثمن زهيد جدًا.

لم يتحمل السفير الثامن “إيلي شاكيد” الوضع في ظل العداء لإسرائيل على نطاق واسع، ودعوات المقاطعة، خصوصًا في ظل تصاعد عدوان شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي على الانتفاضة، كما وصفه رئيس تحرير صحيفة الأخبار، وقتها، جلال دويدار، بأنه “وقح وكذاب وجلياط”.

جدعون بن عامي..”القاتل” الذى شهد المجازر التى ارتكبها “شارون” فى القدس

تولى جدعون بن عامي منصب سفير تل أبيب بالقاهرة في فبراير 2001، وتم تعيينه وسط احتجاجات شعبية مصرية، واستياء عام، لأنه جاء في ذروة الانتفاضة الفلسطينية، والتي كان متوقعًا أن تؤثر في مسألة العلاقات الدبلوماسية إلا أن الأمر لم يسر وفقًا لحركة الواقع، وتم تعيين هذا السفير، وكان يبلغ عند تعيينه من العمر 63 عامًا، وكان يشغل منصب نائب رئيس مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو من أبرز الخبراء في الشئون العربية، ومن الذين عملوا مع الموساد الإسرائيلي بوضوح في مجال الدراسات، كما أنه من المتعاونين مع تحالف كوبنهاجن الشهير الذي أنشأه مجموعة من المثقفين العرب، والجنرالات الإسرائيليين السابقين المؤمنين بالتطبيع عرب ويهود عام 1998.

تسبب الغضب المصري من مجازر الاحتلال الصهيوني، في تحول فترة السفير الثامن جدعون بن عامي، لأسوأ الفترات للسفراء الإسرائيليين في مصر، بسبب التدهور في العلاقات المصرية الإسرائيلية، والتي وصلت لحد توجيه الرئيس المخلوع مبارك نقدًا لاذعًا لأرييل شارون، رئيس وزراء إسرائيل وقتها، حيث وصفه بأنه لا يعرف سوى القتل، ولا يفهم شيئا في السياسة، فضلًا عن وصف وزير خارجية مصر حكومة شارون بأنها “عصابة للقتل”.
تعرض “بن عامي”، عقب وصوله إلى مصر، إلى تأخر أوراق اعتماده، حيث قامت وزارة الخارجية المصرية بالانتظار أربعة أشهر كاملة قبل أن يقبل الرئيس المخلوع مبارك أوراق اعتماده، خصوصًا أنه وصل مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وكان حظه أكثر سوءً، لأنه تولى في فترة رئاسة شارون مجلس الوزراء.

تسفي مزئيل..”العنصرى” الذى تسبب فى اندلاع “الحرب الباردة” بين إسرائيل والسويد

ولد تسفي مزئيل في 4 مارس 1939، شغل منصب سفير إسرائيل بالقاهرة بين عامي 1996 و2001، كما عمل سفيرًا لإسرائيل في كل من رومانيا، والسويد، بدأ “مزئيل” دراسته في إسرائيل، ثم التحق بمعهد الدراسات السياسية بباريس، وهناك التقى زوجته ميشيل، الكاتبة الفرنسية المولد المختصة بالعلوم السياسية.

التحق “مزئيل” عقب تخرجه بالسلك الدبلوماسي، وكان أول عمل له في العاصمة المدغشقرية أنتاناناريفو، كما التحق عام 1980 بالعمل في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة أثناء فترة إذابة الثلوج التي انتهت باندلاع حرب لبنان عام 1982، وفي عام 1989 عُين سفيرًا لإسرائيل في رومانيا، حيث شهد أحداث الثورة الرومانية التي أطاحت بالرئيس نيكولاي تشاوشيسكو، وفي عام 1992 عُين نائبًا لمدير الشئون الإفريقية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث كان له دور محوري في إنعاش العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل، و19 دولة إفريقية.

في عام 1996 عاد تسفي مزئيل إلى القاهرة سفيرًا لإسرائيل لدى مصر، حيث ظل خمس سنوات، ثم عمل “مزئيل” سفيرًا لإسرائيل في السويد بين عامي 2002 و2004، وكان خلال هذه الفترة من الشخصيات الخلافية في السويد.
من مواقفه المثيرة للجدل وصفه لكبير أساقفة السويد، كارل جوستاف هامر، بأنه “فيما يبدو معادٍ للسامية” لأنه ألمح إلى أن منتجات المستوطنات الإسرائيلية التي تدخل السويد يتم تعديل أغلفتها لتتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين إسرائيل، والاتحاد الأوروبي، كما أنه وصف انتقادات وزيرة الخارجية السويدية، آنا ليند، لانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، بأنها لا يُمكن السكوت عليها، كما وصف “مزئيل”، في مقابلة تلفزيونية، في 22 فبراير 2004، كلًا من وزير الخارجية السويدي السابق، شتين أندرسون، وسفير السويد بالأمم المتحدة، بيير شوري، بأنهما “معاديان محترفان لإسرائيل”.

في يناير 2004 قام تسفي مزئيل بتخريب العمل الفني المسمى “بيضاء الثلج وجنون الحقيقة” الذي أقامه الفنان السويدي ـ الإسرائيلي المولد ـ درور فيلير مع زوجته جانيلا سكاود فيلير, تخليدًا لذكرى الاستشهادية الفلسطينية هنادي جرادات، وبعد رؤية “مزئيل” للعرض، قام بخلع أحد كشافات الضوء من الأرض، وإلقائها في البركة، وهاجم الفنان، وطالب بإزالة اللوحات، والنصوص.

قال مزئيل للفنان:”هذا ليس عملًا فنيًا، بل تعبير عن الكراهية للشعب الإسرائيلي، هذا تمجيد للمفجرين الانتحاريين”، وحاول الفنان شرح أن النصوص مأخوذة من الصحافة الإسرائيلية، إلا أن “مزئيل” رفض الاستماع، واضطرت إدارة المعرض أن تطلب منه المغادرة، إلا أنه رفض أن يُغادر قبل أن يُزال العمل، فاضطر الأمن المرافق له إلى إخراجه خوفًا على سلامته.

لاحقًا قال مزئيل للصحافة إن هذا العمل يُمثل “شرعنة للإبادة الجماعية وقتل الأبرياء والمدنيين تحت ستار الثقافة”، بينما رفض فيلر اتهامات “مزئيل” له بتمجيد المفجرين الانتحاريين واتهم مزئيل بـ “ممارسة الرقابة”.
ورأى “مزئيل” وقتها أن السويد هي واحدة من أشد البلدان معاداة للسامية، وأن هناك دعوات يومية في إعلامها لقتل اليهود، ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرئيل شارون، لاحقًا الشكر لمزئيل لوقفته في وجه موجة معاداة السامية المتصاعدة في السويد.

عمل “مزئيل” أيضًا مديرًا لقسم أوروبا الشرقية، ورئيسًا لقسم مصر وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي أبريل 2004 تقاعد عن العمل الدبلوماسي في الخامسة والستين من عمره, كتب “مزئيل” العديد من المقالات عن العلاقات التركية الإسرائيلية، والعلاقات المصرية الإسرائيلية، وكان من آرائه أن محاولات أردوغان لتغيير سياسات أتاتورك العلمانية وضعته، ووضعت تركيا على خلاف مع إسرائيل، ومع الغرب. كما يرى أن قادة مصر في حقبة ما بعد ثورة 25 يناير يتسمون بالبراجماتية، غير أنه استبعد احتمالات نزوع الإخوان المسلمين إلى الاعتدال.

وكان هذا السفير هو الأضعف حيلة في مجال نشاطه السياسي، وجاءت فترة عمله في وقت حرج حين انتصرت فيه المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في 25مايو2000، ثم الانتفاضة الفلسطينية 28سبتمبر2000، وتعاطف الشارع المصري معها، بل وتعاطفت بعض القيادات الحاكمة، وجاءت كل هذه الأحداث لتزيد من حصار السفير، وطاقمه الأمر الذي دفعه لطلب سرعة إنهاء خدمته في مصر. واشتهر السفير السادس تسفي مازئيل، بإرساله خطابًا شهيرًا لتل أبيب يُبلغهم فيه أن العمل بالقاهرة سبب له ضغطًا عصبيًا شديدًا هو وزوجته، وأنه يُطالب بإجازات أكثر من تلك الإجازات الممنوحة للسفراء في الأوقات العادية، واشتهر بالاشتباك مع الصحفيين المصريين، الذين كالوا له الشتائم، والسباب، كما اشتهر بعبارة قالها للصحفيين المصريين: “لماذا تكرهوننا؟”.

دافيد سلطان..ابن “مصر الجديدة” التى خرج منها مهاجرا وعاد إليها سفيرا

ولد دافيد سلطان في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة في 11 سبتمبر 1938، وكان الأصغر بين إخوته، وهاجر إلى إسرائيل مع أسرته في سبتمبر 1949، وعاشت الأسرة في جفعاتايم حيث تلقى “سلطان” تعليمه، وجُند في أغسطس 1958 بسلاح المدفعية، ثم التحق سنة 1960 بالجامعة العبرية في القدس حيث حصل على درجة جامعية في الدراسات الإسلامية والعلوم السياسية، ثم على درجة الماجستير في تاريخ العالم الإسلامي والعلاقات الدولية، وأصبح دبلوماسي ومستشرق إسرائيلي معروف.

التحق “سلطان” عام 1964 بالعمل في الخارجية الإسرائيلية، فعمل في البداية باحثًا في شئون الشرق الأوسط، ثم أُوفد إلى الخارج للمرة الأولى عام 1971 سكرتيرًا بالسفارة الإسرائيلية في كوت ديفوار، وبعد اندلاع حرب أكتوبر 1973، وقيام عدد من الدول الإفريقية ـ من بينها كوت ديفوار ـ بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، نُقل “سلطان” إلى السفارة الإسرائيلية في لاهاي فعمل سكرتيرًا أول، ثم مستشارًا بالسفارة حتى سنة 1979.

عمل “سلطان” للمرة الأولى في سفارة إسرائيل بالقاهرة سنة 1982، ثم شغل عدة مواقع دبلوماسية من بينها قنصل إسرائيل العام في ميلانو سنة ،1985 ونائب رئيس قسم الشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية سنة 1989، وشارك بصفته هذه في مؤتمر مدريد للسلام، قبل أن يُنقل إلى القاهرة سفيرًا لدى مصر بين عامي 1992 و1996، خلفًا لإفرايم دويك، ثم نُقل سفيرًا لدى كندا بين عامي 1996 و2000، ثم عضوًا بالبعثة الإسرائيلية لدى اللجنة الثالثة التي شكلتها الجمعية العامة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان عام 2000، ثم عمل بين عامي 2001 و2003 سفيرًا لإسرائيل في تركيا، وكان هذا آخر مناصبه الدبلوماسية قبل تقاعده عام 2003.

كان “سلطان” يتمتع بخبرة جيدة في محاولة جذب المثقفين المصريين ممن آمنوا بالتطبيع، وكان صديقًا شخصيًا للكاتب الراحل لطفي الخولي، وعلي سالم، وصلاح بسيوني، ومصطفي خليل، وعبدالمنعم سعيد، والمخرج التليفزيوني، نبيل فودة، الذي حاول تأسيس جمعية للصداقة المصرية الإسرائيلية فرفض القضاء طلبه، فضلاً عن غيره من رجال تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام.

ورغم أنه كان يتحدث العربية بطلاقة مُدهشة، ويُجيد اللهجة المصرية، لدراسته في مدارس الليسيه الفرنسية بمصر، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، وعانى كسابقيه من العزلة، والوحدة، لدرجة أنه عاد لبلاده قبل إنتهاء فترته بثمانية أشهر كاملة، ليظل المنصب شاغرًا طوال هذه المدة، حيث كانت فترته تنتهي في مايو 1997.

له العديد من المؤلفات أشهرها بين “القاهرة وأورشليم: التطبيع بين إسرائيل والدول العربية ـ النموذج المصري” الذى صدر عن المعهد الجامعي للدبلوماسية والتعاون الإقليمي بجامعة تل أبيب عام 2007، ونُشرت ترجمته الإنجليزية في نفس العام، ثم تُرجم إلى العربية، ونُشر في مصر سنة 2010.

إفرايم دويك..عانى من تجاهل الخارجية المصرية له وقدم استقالته بعد أقل من عام

ولد إفرايم دويك في مصر عام1930، ثم هاجر مع أسرته إلى إسرائيل عام 1949، وعمل في بلدية القدس، ثم التحق بالخارجية الإسرائيلية، شغل عدة مناصب دبلوماسية رفيعة، من بينها عمله سفيرًا لإسرائيل في مصر (1991 ـ 1992)، خلفًا لشمعون شامير، ثم نُقل بعدها إلى الهند ليصير أول سفير إسرائيلي لديها، شغل أيضًا منصب عمدة بيسان بين عامي 1955 و1963.

هو أحد كبار المتخصصين في الشأن المصري، مثله مثل شيمون شامير، إذ بعد توليه لمنصب مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة لفترة مهمة، شهدت عملية شراء واسعة للآثار، وللكتب اليهودية المصرية، تحت زعم عمل مكتبات للاطلاع داخل المعابد اليهودية بالقاهرة.

لم يتحمل “دوبيك” المقاطعة الشعبية، والرسمية له، وتجاهل وجوده كسفير مثل باقي السفراء، وفشلت المهدئات معه، بجانب معاناته من تجاهل الخارجية المصرية له تمامًا، فما كان منه إلا أن تقدم باستقالته، بعد أقل من عام، وقال عقب عودته إن مهمة أي سفير إسرائيلي في القاهرة “هي مهمة صعبة، وشاقة للغاية، وأنه لم يستطع تحمل العزلة فاستقال في النهاية”., له كتاب بالإنجليزية بعنوان “العلاقات الإسرائيلية المصرية1980 ـ 2000” صدر عام 2001.

شمعون شامير..تعرض لهجوم شرس من قبل الإعلام المصرى بسبب تأسيسه “وكر الجواسيس”

تولى شمعون شامير في فبراير 1988 منصب سفير إسرائيل لدى القاهرة خلفًا لساسون، ولد “شامير” في مدينة ساتو ماري الرومانية عام 1933، ثم هاجر مع أسرته عام 1940 إلى فلسطين التي كانت آنذاك تحت الانتداب البريطاني، والتحق بالجامعة العبرية، ثم بجامعة برنستون الأمريكية، وهو باحث مشهور، وأستاذ جامعي، يعود له الدور الأكبر في بناء استراتيجية إسرائيلية للتدخل والاختراق الثقافي لمصر، حيث أنشأ عام 1982 المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، ويقع مقر هذا المركز في 92 شارع النيل خلف شيراتون القاهرة.

وجد “شامير” عداءً أكبر من المصريين، وهجومًا من الإعلام، وصحف المعارضة المصرية، وذلك على خلفية تأسيسه للمركز الأكاديمي الإسرائيلي الذي وصفه كثيرون بأنه “وكر للجواسيس”، وتم طرد عشرة من العاملين به للشك في نواياهم، وعدم الارتياح لهم..

تولي “شامير” منصب السفير بعد أن كان قد نسج سلسلة من العلاقات مع بعض رجال الثقافة، والأدب، والتاريخ مثل عبدالعظيم رمضان، وتحسين شنن، وعبدالمنعم سعيد، ولطفي الخولي، وعلي سالم، وأمين المهدي، وغيرهم.
ترك “شامير” منصبه عام1991 لخلافه مع حكومة إسحاق شامير، التي كانت قد تولت السلطة حديثًا، وتفرغ للتدريس بجامعة تل أبيب، في عام 1995 صار “شامير” أول سفير لإسرائيل في المملكة الأردنية، وظل في منصبه حتى عام 1997، ثم عاد إلى التدريس بجامعة تل أبيب.

موشيه ساسون..”صديق المثقفين” الشاهد على واقعة اغتيال “السادات”

موشيه ساسون هو ثاني سفير لإسرائيل في مصر، بعد إلياهو بن إليسار، شغل منصبه بين عامي 1981 و1988، وهو بذلك أطول من شغل هذا المنصب. ولد “ساسون” في دمشق، وانتقل إلى فلسطين في طفولته، وكان والده إلياهو ساسون في طليعة اليهود الشرقيين الذين خدموا الصهيونية قبل قيام دولة إسرائيل، وبعد قيامها.

هاجر إلياهو ساسون من سوريا إلى فلسطين، تاركًا الصحافة ـ التي كان يعمل بها حتى عام 1928 ـ وانخرط في العمل بشركة كهرباء القدس، ومنها انتقل إلى مكتب أبراهام سيتون للعمل في البلدة القديمة كمحاسب في تجارة الماني فاتورة.
انضم إلى الوكالة اليهودية، وأصبح مساعدًا لموشيه شاريت في الاتصالات مع الدول العربية المجاورة، واستمر في عمله حتى عام 1935. عقب قيام دولة إسرائيل أصبح إلياهو ساسون، أول سفير إسرائيلي لدى تركيا، ثم تولى التفاوض مع الملك عبد الله، ملك الأردن، للإفراج عن أسرى اليهود لدى الجيش الأردني إثر حرب 1948, انتقل بعد ذلك إلى روما، ثم إلى جنيف ليعمل سفيرًا لإسرائيل في المنظمات الدولية بها، إلى أن استدعاه بن جوريون، وألحقه بحكومته وزيرًا للشرطة، ثم وزيرًا للبريد والهاتف، قبل أن يُصاب بشلل نصفي ألزمه الفراش لسبع سنوات انتهت بوفاته، وقد قدر للابن فيما بعد أن يسير على نفس خطى والده تقريبًا؛ إذ عمل سفيرًا لإسرائيل في إيطاليا، ثم في تركيا، بالإضافة إلى عمله سفيرًا بمصر.

تطوع موشيه ساسون قبل قيام دولة إسرائيل في كتائب الاستخبارات بعصابات الهجانة في القدس، وكان يتمتع بمعلومات غزيرة عن العرب, وكان ساسون حتى عام 1948 مكلفًا بتكوين خلايا التجسس، وقام في ذلك العام بالتخطيط لهجوم استهدف مسرح إديسون في القدس, التحق بالسلك الدبلوماسي الإسرائيلي عام 1952، وعمل سفيرًا لإسرائيل لدى تركيا بين عامي 1960 و1966، ثم مديرًا لشئون الهدنة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي 21 نوفمبر 1967 قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفي أشكول ـ على خلفية خبرة “ساسون” الواسعة بالشئون العربية، بتعيين الأخير “ممثلًا لرئيس الوزراء للاتصالات السياسية المتعلقة بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس”, انتقل بعد ذلك إلى روما ليشغل منصب سفير إسرائيل في إيطاليا بين عامي 1973 و1977، ثم عُين عام 1981 سفيرًا لإسرائيل في مصر، خلفًا لإلياهو بن إليسار، ونجح طوال سبع سنوات قضاها سفيرًا لإسرائيل في مصر منذ عام 1981 وحتي 1988 في تحقيق ما لم يُحققه أى سفيرً آخر في مصر حتى اليوم، وكان مقربًا جدًا من القصر الرئاسي، فكان دائم اللقاء بالرئيس محمد أنور السادات، ومن بعده بالرئيس مبارك، وكان يتباهى بهذه العلاقة الوطيدة، ويرددها في كل مكان، لدرجة دفعته إلى كتابة مذكراته في تلك الأثناء، ووزعها على النخبة المثقفة، والنخبة السياسية في مصر آنذاك.

“ساسون” الذي قضى طفولته، وشبابه بالجيش الإسرائيلي، يعد من وجهة نظر من أرخ للعلاقات المصرية الإسرائيلية مهندس هذه العلاقات، أصدر كتابًا بعنوان “سبع سنوات في بلاد المصريين” روى فيه كيف نبذه الشعب المصري بخاصة النقابات المهنية، واهتم به فقط وزير الزراعة المصري، يوسف والي الذي كان يستضيفه في قريته بالفيوم، ومجموعة الوزراء، والسياسيين الكبار المقربين من النظام. شهد “ساسون” واقعة اغتيال الرئيس محمد أنور السادات؛ إذ كان يجلس على مقربة من الرئيس في المنصة عند اغتياله، وكتب “ساسون” عن هذه الواقعة في كتابه “سبع سنوات في أرض المصريين” الذى صدر عام 1992، كما ألف كتاب آخر يحمل اسم “بلا مائدة مستديرة” عام 2004 تناول فيه تاريخ العلاقة بين العرب وإسرائيل.

عانى “ساسون” من العزلة، وأكد فى مذكراته أنه كاد أن يُصاب بمرض نفسي نتيجة العزلة التي فرضت عليه من الحكومة، والشعب، ومن أجهزة الأمن المصرية، خصوصا أنه كان هدفًا لعدد من العمليات والحوادث أبرزها “تنظيم ثورة مصر” الناصري الذي هاجم سيارات دبلوماسيين إسرائيليين, توفي “ساسون” يوم السبت 16 سبتمبر 2006 ، عن عمر يُناهز 81 عامًا، وظل حتى آخر حياته متابعًا للقنوات التلفزيونية العربية، ومهتمًا بالسياسة.

إليسار بن إلياهو..أول سفير إسرائيلي بمصر بعد توقيع اتفاقية السلام.

كلفت إسرائيل إليسار بن إلياهو، فى 24 فبراير 1980، بتولي منصب أول سفير لإسرائيل في مصر، بعد التوقيع على اتفاقية السلام بين البلدين، عام 1979، التي تضمنت إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، وذلك في نفس يوم وصول سعد مرتضى، أول سفير مصري إلى تل أبيب. اسمه الحقيقي إيلي جوتليب، ولد في مدينة رادوم البولندية، وتخرج في جامعة باريس، وتخصص فى العلوم الاجتماعية، ثم هاجر للولايات المتحدة، ومنها لإسرائيل، وعمل سفيرًا لإسرائيل في الولايات المتحدة بين عامي 1996 و1998، ثم فرنسا.

افتتح إليسار السفارة الإسرائيلية في القاهرة، التي كان مقرها فيلا بحي المهندسين في الجيزة، قبل تغيير المقر فيما بعد لأسباب أمنية إلى إحدى البنايات الضخمة المطلة على نهر النيل، وكوبري جامعة القاهرة بشارع ابن مالك، حيث شغلت السفارة الطابقين الأخيرين قرب سطح العقار، وأحيط المبنى بإجراءات أمنية غير عادية، نظرًا لقربها من الجامعة، وتكرار خروج تظاهرات للطلاب من الجامعة باتجاه السفارة. لقى “إليسار” مصرعه في ظروف وصفتها إسرائيل بالمريبة، حيث جاءت بعد أسبوع من قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود باراك، بإعفائه من منصبه.

كان السفير الإسرائيلي الأول في مصر، يُناهض علنًا عملية السلام، ويفتخر بأنه لم يُصافح الرئيس ياسر عرفات، ويدعو للاحتفاظ بالأراضي المحتلة، ويدافع عن مشروع إسرائيل الكبرى. لم يمكث أول سفير إسرائيلي بالقاهرة في منصبه سوى عام واحد فقط، حيث توجه بطلب لخارجية بلاده بنقله من القاهرة، حيث واجه في القاهرة مصاعب، وأزمات عديدة لكونه أول سفير للكيان الصهيوني ، فعانى معاناه شديدة من العزلة والرفض التام من قبل المواطنين، وكافة التيارات السياسية، والثقافية، والإجتماعية، والعامة، في التعامل معه، أو تلبية دعواته المتكررة لحضور المناسبات التي تُقيمها السفارة، كما واجه رفضًا عامًا من السفراء العرب في القاهرة، فكانت جميع محاولاته للقاء السفراء العرب في سفاراتهم تواجه بالرفض، والتنكر، والتنصل من مقابلاته.

أعلن “إليسار” فشله في الاستمرار في منصبه، بعد حوالي 11 شهرا، وطالب وزارة الخارجية الإسرائيلية بإعفاؤه من منصبه بسبب فشلة الذريع في تأدية مهام وظيفته، وأعد مذكرة تفصيلية قدمها إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وإلى الكنيسيت، قال فيها إن المصريين رافضين للتطبيع، وللوجود الإسرائيلي في القاهرة، ومن ثم فإن عمل أي سفير لتل أبيب في القاهرة أمرًا مستحيلًا، وأن التطبيع بين القاهرة، وتل أبيب سوف يظل تطبيعًا على الورق أبد الدهر, وذكر في مذكراته أنه خرج بـ3 أصدقاء فقط في القاهرة، من بينهم سائق سيارته المصري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!