المصطفى الجوي – موطني نيوز
إستدعى الأمير سلمان (حين كان اميراً للرياض) استدعى الشيخ سلمان العودة على عجل بناءً على حديث الشيخ عن الفساد الإداري في السعودية أثناء بث برنامج الحياة كلمة انزعج الامير من كلام الشيخ وقال له : أنت تتهمنا بالفساد.
فرد الشيخ : الدولة نفسها تعترف بوجود فساد.
وأردف الشيخ : لذلك قامت الدولة بإنشاء جهاز لمكافحة الفساد فبُهتَ الذي نكر وعجز عن الرد بعد ذلك طلبت إمارة الرياض من الشيخ أن يحضر عاجلاً لمقابلة الأمير محمد بن سلمان حضر الشيخ وقابل الامير الشاب وكان عمره حينها في بداية العشرين أراد الأمير ان يستعرض ثقافته الضحلة امام العملاق الشيخ الدكتور سلمان العودة فجاء بالطامّة.
تحدث الامير امام الدكتور عن حروب اليونان والرومان وتحدث عن فنون السياسة ودهاليزها وفجأة التفت الى الشيخ وقال له : مثلي الأعلى هو مكيافيلي انصدم الشيخ من جرأة الأمير وسفاهته فالمكيافيللية تعتبر أسوأ انواع الإنتهازية والنفاق والإجرام فمن هو مكيافيلي ولماذا انزعج الشيخ ؟.
من حق أي مسئول ان يقرا الكتاب او لا يقرؤه يعمل به او لا يعمل لكن يجب ، وأكرر يجب على كل مواطن ان يقرأ الكتاب كي يفهم اسلوب الطغاة بالتحكم بالشعوب وكيف يتم إدارة القطيع الحكمة ضالة المؤمن ، أينما وجدها هو احق بها ومن باب اعرف عدوك ومن تعلم لغة قوم أمن شرّهم نستكشف كتاب الأمير سوياً واهم ما جاء به.
علما أن هناك من يعتبر ميكافيلي ظل الشيطان بالأرض وهناك من يعتبره الشيطان نفسه والكثير يعتبرون كتابه الأمير تحفة غارقة بالوحل الإجرامي البشري فما هي قصة كتاب الأمير ولماذا يتخذه كثيراً من الطغاة انموذجاً رئيسياً للحفاظ على العرش ؟ إقرأ أهم ما جاء بالكتاب ، وانظر حولك وقارن.
لهذا فإنني اليوم سأحاول تقريب قراء موطني نيوز الوفياء من المكيافيلية وكتاب المثير للجدل “الأمير”..
تعتبر المكيافيلية مذهباً سياسياً ظهر في إيطاليا في القرن السادس عشر، ويرتبط اسمها بالكاتب والمفكر نيكولو مكيافيلي. تقوم المكيافيلية على فكرة أن السياسة لا تخضع للأخلاق، وأنه من المبرر ارتكاب أية وسيلة من أجل الوصول إلى السلطة والمحافظة عليها، وهو ما نعيشه حاليا في وطننا العربي. الافكار شيطانية مسيحية والتطبيق عربي مسلم.
هذا وكتب مكيافيلي كتابه الشهير “الأمير” عام 1513 ارضاءً للملك لورنزو الثاني بغية سماحه له بالعودة إلى الحكومة لكن الأمير تجاهل الطلب والكتاب ولم يتم نشر الكتاب الا بعد موت ميكافيللي عام 1527. حيث قدم فيه النصائح للحكام عن كيفية اكتساب السلطة والحفاظ عليها بأي ثمن. ويبرر الكتاب الغاية والوسائل دون أخلاقيات، وينصح بالمرونة والواقعية وعدم التمسك بالمبادئ. من أشهر مقولاته “الغاية تبرر الوسيلة”.
وعلى الرغم من أن المكيافيلية تتضمن الكثير من أوجه القصور الأخلاقية، إلا أنه من المفيد فهم هذا المنطلق لإدراك كيفية تفكير بعض السياسيين والحكام العرب على وجه التحديد، ومن ثم التصدي لمثل هذه الممارسات غير الأخلاقية.
من أهم ما جاء فيه :
1 – الغاية تبرّر الوسيلة.
2 – الحلال ما حلّ باليد.
3 – المتعة مضاعفة حينما تخدع المخادع.
4 – يجب السيطرة على الكنيسة ورجال الدين.
5 – يجب ان يكون الحاكم فاسدأ ، لكن لا يُظهر فساده علناً.
6 – يجب ان يخافك الشعب اكثر مما يحبوك.
7 – اقصم ظهر عدوك ومن يهدد عرشك.
8 – ضحي بمجموعة من المواطنين كي يرتدع البقية.
9 – أنت الوطن والوطن أنت.
10 – افصل ذاتك عن الفضيلة والاخلاق.
11 – يجب ان تحصل على لقب ديني.
ومن لا يعرف من هو نيكولو مكيافيلي؟ هو مفكر وكاتب وسياسي إيطالي ولد في فلورنسا عام 1469م وتوفي عام 1527م، ويعتبر أحد أبرز رواد الفكر السياسي الحديث. ولد في عائلة ثرية كان والده سكرتيراً في حكومة فلورنسا. تلقى مكيافيلي تعليماً متميزاً شمل الفلسفة والتاريخ والقانون واللغة. كما عمل مكيافيلي في الشؤون الدبلوماسية والسياسية في فلورنسا، ثم انتقل للعمل في دول إيطالية أخرى مثل روما والبندقية.
اشتهر مكيافيلي بكتابه “الأمير” الذي كتبه عام 1513م ويُعد أحد أشهر الكتب في الفكر السياسي، وقدم فيه نصائح للحكام حول كيفية الاحتفاظ بالسلطة. كما ركز مكيافيلي على الواقعية السياسية وأن الغاية تبرر الوسيلة، وأن المصلحة العامة أهم من الأخلاق. لهذا ارتبط اسمه بـ”المكيافيلية”. حيث كتب أيضًا في التاريخ والفن الحربي، ويُعد من أبرز المفكرين السياسيين في عصر النهضة الإيطالية.
لهذا يرى أنصار المكيافيلية أن الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت، وأن مصلحة الدولة تسمو على الأخلاقيات حتى بقطع الارزاق و الرؤوس. لذلك فإن الكذب والخداع والقسوة مبررة إذا كانت ضرورية للبقاء في السلطة وخنق الشعب وبأي وسيلة كانت وعلى رأسها عسكرة البلاد.
في المقابل إتهم الكثير من المؤرخين والمفكرين العرب بعض حكام المسلمين بإعتماد المكيافيلية، مثل الحجاج بن يوسف الثقفي وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم الكثير، لكن يبقى الإجماع على رفض هذا المنطلق غير الأخلاقي، لما فيه من مخالفة للشريعة وقيم العدل والإنسانية التي تتعارض مع مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”…تحياتي.