المصطفى الجوي – موطني نيوز
ما سنغوص فيه اليوم هو معاناة فئة من الشعب بسبب الفقر ومحاولة الاستنجاد بالمسؤولين الفراعنة، مسؤولي الإستثمارات الشخصية على حد قول الوزير العظيم “باه لباس عليه خلص عليه وقراه في الخارج” للبحث عن حلول لمشاكلهم ولكنهم لا يجدون من يسمع نداءاتهم وتدور الأحداث ولا من يحرك ساكنا فالمواطن الفقير يفشل في الوصول إلى الرئيس ليبلغه بهذه المشاكل، وفي المقابل يتعرض للعديد من المضايقات و المواقف الصعبة.
فصرخة النملة، لم ولن يسمعها سوى الله سبحانه وتعالى ونبيه سليمان. ولهذا السبب يواجه المواطن المغربي المنهوك والمغتصب عراقيل عديدة وملاحظات من جهات أمنية كثيرة كمنعه من حقه الدستوري في التظاهر.
ولما يحمله المحتجون من صراخ الغرض منه إظهار الفساد وغلاء الأسعار والاعتصامات والاحتجاجات واللافتات التي كانت موجودة.
تماما كما وقع في ميدان التحرير عندنا رفع المحتجين لافتات كتب عليها “أنا عاطل يا كبير”، و”أنا ريقي ناشف” والمطالبة بحد أدنى للأجور، وتزوير انتخابات البرلمان رغم وجود الدستور الجديد
إنه لمن العار أن ترتفع الأسعار، في بلاد تحوي من الثروات ما تنوء به الجبال. كالفسفاط والبحار. فهل أدلكم على شعب سعيش فوق صفيح من النار، شعب يحكمه حزب يدعى بـ “الأحرار” حزب قهر البلاد و العباد.
ومع ذلك فالمواطن المغربي إعتاد التغاضي عن عشرات الزيادات والكثير من افختلالات و التجاوزات، وكأنه ينتظر مجيء “الدون كيشوت” الفارس الوهمي ليخلصه من مقصلة صناع القهر والتجويع في هذا الوطن. وبالفعل فقد وعد ووفى عندما قال أخناتون العظيم “لمغاربة لي نقصاه التربية خصنا نعودو ليه التربية ديالو” قلت وصدقت وهددت ووفيت وكفيت أيها الإمبراطور العظيم.
قديما في قارة أمريكا إحتج الفلاحون متسائلين : “لماذا يوجد أناس كثيرون بلا أرض بالرغم من وجود أراض كثيرة بلا ناس”، فأجابتهم الحكومة بالرصاص. الخوف من طرح السؤال كان همهم الوحيد وقد تخلصو منه عندما قرروا الاحتجاج، فواصلوا السؤال بدون توقف إلى أن حصلوا على مبتغاهم.
لكن في المغرب يوجد فقراء لا حصر لهم، بالرغم من تواجد ثروات لا تعد و لا تحصى، لكن للأسف فالشعب لا يحتج و لا يعترض على الارتفاع الصاروخي للأسعار، ليس لأنهم ورثوا الخوف والخضوع أو أنهم لم يحسوا بالجوع. وإنما بسبب اللامبالاة وغياب روح الجماعة، فالحكومة أغرقتهم في الديون وفي مشاريعها كـ “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” التي جعلتنا في أسفل الترتيب العالمي و برامج “أوراش” المهينة لإسكات فئات عريضة مخافة حرمانها من “جوج فرنك” خلال مدة لا تتجاوز اربعة أشهر على أكثر تقدير. زد على ذلك التفكير الأناني الذي تنهجه الأسر الغنية التي تعيش في بحبوحة وسعادة.
الغريب وفي بلاد العجائب أن تجد البيض “الرومي” قد تجاوز ثمنه الدرهم والنصف وكأنع ليس بيض الدجاج الأبيض الضوئي، وإنما بيض تنانين “دينيريس” من مسلسل صراع العروش، لكن في المغرب يواصل أصحاب الكروش من العفاريت و التماسيح والقروش التسبب في زيادات تهدف إلى إبادة المستضعفين من “الدراويش”.
إن معاملة الشعب المغربي بهذا الإحتقار وإنعدام التواصل بين المواطن و المسؤول أمر غير مقبول و لا يمكن السكوت عنه، فالمواطن المغربي غارق حتى أذنيه ليست له القدرة على المعيشة ولا حتى اداء ما بذمته من فواتير الماء و الكهرباء لتعمد الحكومة الى ضربه في مقتل برفع أسعار المواد الأساسية التي كانت سبب في إنتفاضات سنة 1982 والذي أطلق عليهم أنداك “شهداء كوميرا”.
اليوم يرتقع سعر الزيت والكزوال فرئيس المعبد أخناتون العظيم هو الحاكم وهو الغاز وهو الكازوال وسائر المحروقات. بل هو البر و البحر و السماء التي تغطينا. وإزعاجه قد يبيدنا ويفنينا، فهو المتحكم في تنفسنا وحريتنا والا فالسجون في انتظارنا. وفي اطار المستملحات لا اقل و لا اكثر اريد ان أقول لمن يتحكمون فينا وفي مصيرنا، ما الفائدة من إنتصارنا في معركة “أنوال” إذا كان الوطن الذي قاتلنا لأجله بأرواحنا يسلط علينا و لا يحمينا من حكومة تسجل كل يوم على المستضعفين أسعار وأسعار.
فأين نحن من الدستور؟ وأين نحن من حقوق الإنسان؟ إذا كنا نفتقر إلى عيش كريم وتوفير حاجيات الشعب المقهور من أكل وشرب وأمن وسكن وشغل و تطبيب وتعليم وهلم جرا…وكما يقول المثل “تعيش نملة تاكل سكر”..تحياتي.