المصطفى الجوي – موطني نيوز
فبل الحديث عن ما يحدث في ظل هذه الحكومة العاجزة كما وكيفا. لا بد من ان نعرج على تاريخ الاحتجاجات في المغرب ما بعد الإستقلال، لكي نقارن فيما بين الأمس واليوم. وهل التاريخ يعيد نفسه بخصوص ثورة الجياع.
وكما يعلم المتتبعين للناريخ المغربي وتدوينه، أن ثورة الجياع في المغرب التي وقعت في شتاء عام 1981، والتي أطلق عليها أنداك وزير الداخلية القوي إدريس البصري لقب “شهداء الكوميرا”. كانت نتيجة تراكم عدة عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية، ومن أهم أسبابها :
التدهور الاقتصادي، بحيث كان المغرب يعاني من انخفاض مستمر في معدلات النمو الاقتصادي، وتفاقمت مشكلة البطالة والفقر، وزادت الأسعار بشكل ملحوظ مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
زد على ذلك الفساد والظلم الاجتماعي، حيث كانت الثروة في المغرب تتركز بشكل كبير في يد قلة قليلة من الأثرياء، بينما يعيش الغالبية العظمى من الشعب تحت خط الفقر، وكان الفساد والظلم الاجتماعي يؤثر بشكل كبير في حياة المواطنين.
دون ان ننسى الحريات المدنية المحدودة، فالحريات المدنية في المغرب كانت محدودة بشكل كبير، وكان النظام السياسي يفرض قيوداً كبيرة على الحرية الشخصية وحرية التعبير وحرية التجمع والتنظيم.
بما في ذلك الأزمة العالمية للغذاء والتي تزامنت مع ثورة الجياع في المغرب مع الأزمة العالمية للغذاء التي شهدتها العالم في ذلك الوقت، حيث ارتفعت أسعار الحبوب والغذاء بشكل كبير، وهو ما تسبب في تفاقم الوضع الاقتصادي للمواطنين.
والنتيجة تجمع عدد كبير من المحتجين في الشوارع للمطالبة بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وكانت هذه الاحتجاجات شديدة العنف في بعض المناطق، وقد تم التعامل معها بحزم من قبل الحكومة، وتم اعتقال العديد من المحتجين. وعلى الرغم من أن هذه الثورة لم تحقق الأهداف المرجو.
ولم تنتهي عند هذا الحد، بل عرفت البلاد مثيلا لها. واعني عام 2016 عندما إنطلقت حركة إحتجاجية أخرى قام بها العديد من الشباب في مختلف مناطق المغرب خلال شهر دجنبر. وذلك إحتجاجا على البطالة والفقر والتهميش الاجتماعي.
حيث تزايدة حدة هذه الحركة الاحتجاجية مع انتشار الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي لشباب يتحدثون فيها عن ظروفهم المعيشية الصعبة والتي يعيشونها يوميا، وخاصة في المناطق النائية والمهمشة في المغرب.
لتندلع فيما بعد احتجاجات واسعة النطاق في العديد من المدن المغربية، مثل الحسيمة والناظور والدار البيضاء، وهي احتجاجات سلمية في البداية ولكنها تحولت الى اشتباكات بين المحتجين وقوات الامن في بعض الأحيان.
لتتدخل الحكومة بعد أسابيع من الاحتجاجات، بإطلاق مبادرات اجتماعية واقتصادية لتحسين ظروف المعيشة في المناطق الفقيرة والمهمشة، وكذلك تم إطلاق حملة لتشغيل الشباب وتقديم المساعدات الاجتماعية للعائلات المحتاجة.
ومنذ ذلك الحين، لم تشهد البلاد اندلاع احتجاجات مماثلة، حتى إنتخاب هذه الحكومة التي يزاوج مسؤوليها بين المال والنفوذ والمسؤولية، وهي شروط لا يمكن ان تتوفر في من سيحكم المغاربة لخمسة سنوات أو أكثر. فكما يقول المثل : “إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟”.
بحيث إعتبر المتتبعين للشأن الوطني أن حكومة حزب الأحرار ومساعديه هي أسوء حكومة عرفتها المملكة المغربية منذ تأسيسها والى يومنا هذا. حكومة لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بما يعانيه المغاربة، بل هي في الحقيقة حكومة الاغنياء ورجال المال والأعمال غرضهم هو حماية مصالحهم الخاصة، اما العامة فلهم رب يحميهم.
أرجو ان لا يعيد التاريخ نفسه، وتقسو الحياة على المستضعفين من المغاربة وتضطرهم للخروج للشارع وبعنف، لانه في أخر المطاف سيختفي اصحاب الجنسية المزدوجة والمال والاعمال والثروة.
وسيجد الشعب المغربي في مواجهة نفسه ومواجهة ابناء جلدته من الامن والدرك والجيش والقوات المساعدة. وفي الختام أحب أن أستشهد بالآية الكريمة من سورة الاعراف (155).
بسم الله الرحمان الرحيم ( قَالَ رَبِّ لَوۡ شِئۡتَ أَهۡلَكۡتَهُم مِّن قَبۡلُ وَإِیَّـٰیَۖ أَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَّاۤۖ إِنۡ هِیَ إِلَّا فِتۡنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاۤءُ وَتَهۡدِی مَن تَشَاۤءُۖ أَنتَ وَلِیُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡغَـٰفِرِینَ) صدق الله العظيم.