ناميبيا تتدخل كطرفٍ رابع ضد ألمانيا في دعوى ‎جنوب افريقيا

علم ناميبيا

المصطفى الجوي – موطني نيوز

رفضت ناميبيا دعم الموقف الألماني الذي يؤيّد إسرائيل، معتبرةً أنّ هذا الدعم يمثّل تأييداً لأفعال إسرائيل الاستعمارية والتي تُعدّ إبادةً ضدّ المدنيين في غزة.

ولماذا يُعتبر موقف ناميبيا مهمّاً جدّاً؟

ذلك لأنّ ألمانيا ارتكبت أولى حالات الإبادة الجماعية في ناميبيا في القرن العشرين! 

فقد ارتكبت القوات الألمانية أعمال قمع وحشية ضدّ قبائل الهيريرو والناما، ما أدى إلى مجازر آلاف الأشخاص. وُصِفَت هذه الأحداث بأنّها واحدة من أولى حالات الإبادة الجماعية في القرن العشرين.

الإبادة الجماعية ضد الشعب الناميبي

لطالما انتظرتُ موقفاً شجاعاً من القادة الأفارقة، حيث يذكّرون الغربَ بماضيهم المُلطَّخ بالجرائم والإبادات والعبودية التي تعرّض لها أسلافُنا على أيديهم، وخاصّةً عندما يحاول الغربُ تقديم نفسه كمُعلّم للأخلاق أو الدفاع عنها.

ألمانيا، بتاريخها الدموي والمشبع بالإبادات الجماعية، تتبنّى الآن دوراً يُمكن وصفُهُ بـ”العاهرة السياسية والقانونية” لإسرائيل. ينبغي تذكيرُها بأنّ شعورَها بالذنب تجاه المحرقة لا يجب أن يكون سبباً لدعمِها الدولة الإسرائيلية في تنفيذ إبادةٍ جماعيةٍ ضدّ شعوب أخرى.

وهذا بالضبط ما أشارت إليه ناميبيا؛ حيث بيّنت موقفاً حازماً، مُعلّقةً أنّ ألمانيا لم تتعلّمِ الدروسَ من تاريخِها الغارق في الإبادات الجماعية، وتُظهرُ دعمَها لدولةٍ ترتكبُ الإبادة الجماعية، مُتجاهلةً بذلك مقتل 23 ألف شخصٍ حتى الآن في فلسطين!

الجيش الألماني

أنا سعيدٌ جدّاً بهذا الموقف الأفريقي الداعم لمبادرة دولة أفريقية أخرى، وتَعريةِ نفاق الغرب وسقوطِه الأخلاقي!

فلتتوقّفْ ألمانيا، لا يُمكنُها الانتقالُ من دولةٍ مرتكبةٍ لإباداتٍ جماعيةٍ إلى ساقطةٍ تدعمُ كياناً يرتكبُ أسوأَ إبادةٍ ومجزرةٍ لقرابة 100 يومٍ، وإلاّ أخرجنا ملفّاتِها السيّئة كلّها بأفريقيا، وخاصّةً هذه الإبادة المُنسية!

هنا ترجمة نص البيان من الرئاسة الناميبية:

“ترفض ناميبيا دعم ألمانيا للنية الإبادية للدولة الإسرائيلية العنصرية ضد المدنيين الأبرياء في غزة.

على أرض ناميبيا، ارتكبت ‎ألمانيا أول إبادة جماعية في القرن العشرين بين عامي 1904-1908، حيث مات عشرات الآلاف من الناميبيين الأبرياء في ظروف لا إنسانية ووحشية. لم تقم الحكومة الألمانية بعد بالتكفير الكامل عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها على الأرض الناميبية. ولذلك، في ضوء عدم قدرة ألمانيا على استخلاص الدروس من تاريخها المروع، أعرب الرئيس جينغوب عن قلقه العميق إزاء القرار الصادم الذي أعلنته حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية أمس، 12 يناير 2024، والذي رفضت فيه الاتهام الأخلاقي المقدم من جنوب أفريقيا أمام ‎#محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في ‎غزة.

من المقلق أنه، مع تجاهل الموت العنيف لأكثر من 23,000 فلسطيني في غزة وتقارير الأمم المتحدة التي تسلط الضوء بشكل مقلق على التهجير الداخلي لـ 85% من المدنيين في غزة وسط نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية، اختارت الحكومة الألمانية الدفاع في المحكمة الدولية عن الأفعال الإبادية والبشعة للحكومة الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

لا يمكن لألمانيا أن تعبر أخلاقيًا عن التزامها باتفاقية الأمم المتحدة ضد الإبادة الجماعية، بما في ذلك التكفير عن الإبادة الجماعية في ناميبيا، بينما تدعم ما يعادل الهولوكوست والإبادة الجماعية في غزة. خلصت منظمات دولية مختلفة، مثل هيومن رايتس ووتش، إلى أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة.

يكرر الرئيس جينغوب دعوته التي أطلقها في 31 ديسمبر 2023، “لا يمكن لأي إنسان يحب السلام تجاهل المجازر التي تُشن ضد الفلسطينيين في غزة”. وفي هذا الإطار، يناشد الرئيس جينغوب الحكومة الألمانية إعادة النظر في قرارها غير المناسب بالتدخل كطرف ثالث للدفاع ودعم الأفعال الإبادية لإسرائيل أمام المحكمة الدولية للعدل” نهاية الترجمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!