أسية عكور – موطني نيوز
في تطور مفاجئ وغير متوقع، أصدر عامل إقليم تازة قرارًا يقضي بعزل رئيس المجلس الجماعي لمدينة تازة، السيد عبد الواحد المسعودي. جاء هذا القرار بناءً على تحقيقات وملاحظات سلبية رفعتها اللجنة التابعة للإدارة الترابية حول أداء المجلس البلدي وأعماله المخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل. يعتبر هذا القرار جزءًا من حملة أوسع لضمان الالتزام بالقوانين ومكافحة الفساد في الإدارة المحلية.
وتشير الوثائق الرسمية إلى أن القرار يستند إلى الملف المحكمة الإدارية رقم 2024/7110/289، والذي تضمن ملاحظات جوهرية من اللجنة المختصة على أداء المجلس الجماعي . وقد أُحيلت هذه الملاحظات إلى السلطات العليا التي قررت بناءً عليها اتخاذ إجراءات صارمة لضمان الانضباط واحترام القانون.
وكما هو معلوم فالمادة 64 من القانون التنظيمي رقم 113-14 المتعلق بالجماعات تنص بوضوح على إمكانية عزل رؤساء المجالس الجماعية في حال ثبوت مخالفات جسيمة. ويبدو أن التحقيقات قد كشفت عن تجاوزات وإخلالات تبرر هذا القرار الحازم. يأتي هذا القرار أيضًا في سياق توجهات وطنية نحو تعزيز الشفافية والمحاسبة في العمل البلدي، وهي سياسات تهدف إلى رفع مستوى الأداء الحكومي وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
هذا و أثار القرار موجة من ردود الفعل المتباينة بين سكان مدينة تازة. فبينما رحب البعض بهذا القرار معتبرين إياه خطوة ضرورية نحو مكافحة الفساد وتحسين الأداء البلدي، رأى آخرون فيه قرارًا تعسفيًا يستهدف شخصية ذات شعبية وتأثير في مدينة تازة. ومن المتوقع أن تشهد المدينة بعض التوترات والاحتجاجات من أنصار الرئيس المعزول، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تمر بها المدينة.
كما يحمل قرار العزل رسالة قوية إلى رؤساء المجالس الجماعية الأخرى بأن السلطات المحلية لن تتساهل مع أي تجاوزات أو إخلالات بالقوانين. يعكس هذا القرار إرادة سياسية قوية لتعزيز دولة القانون والمؤسسات، وضمان أن يكون جميع المسؤولين المحليين على قدر عالٍ من النزاهة والالتزام بمبادئ الحكم الرشيد.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار عزل رئيس المجلس الجماعي في تازة نقطة تحول مهمة في مسار الإدارة بالمدينة. فهو ليس مجرد إجراء قانوني، بل خطوة تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر للقيادات المحلية الأخرى. و سيكون على الجهات المعنية العمل بجد لضمان استقرار الوضع والتأكد من تنفيذ القوانين بما يخدم مصلحة المواطنين ويحسن من مستوى الخدمات المقدمة لهم. إن التحديات كبيرة، لكن الفرص أيضًا كبيرة لبناء مستقبل أفضل وأكثر شفافية وعدالة للجميع.
