المصطفى الجوي – موطني نيوز
صورة من ايرلندا تمثل نُصب تذكاري للمجاعة التي ضربت البلاد عام 1845، والعداء بين الأيرلنديين والبريطانيين الذي لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا.
كانت أيرلندا مستعمرة بريطانية منذ القرن الثاني عشر، عندما غزا الملك هنري الثاني جزيرة أيرلندا. واستمر الاستعمار البريطاني لأيرلندا لمدة 800 عام، حتى حصلت أيرلندا على استقلالها في عام 1921.
فخلال فترة الاستعمار البريطاني، تعرض الأيرلنديون للاضطهاد والتمييز من قبل البريطانيين. فقد حاول البريطانيون قمع الثقافة الأيرلندية، بما في ذلك اللغة والموسيقى والفنون. وحتى التمييز الديني بين الأيرلنديين الكاثوليك والبريطانيين البروتستانت.
حيث بلغت ذروة هذا الاضطهاد في مجاعة البطاطس الأيرلندية في القرن التاسع عشر عام (1845 -1852 ) التي أدت إلى تدمير محصول البطاطس بالكامل والتي كانت تمثل المحصول المهم للمزارعين الفقراء وحوالي نصف نظامهم الغذائي.
لم تفعل بريطانيا أي شيء للمساعدة في تخطي المجاعة وإنقاذ الناس بل على العكس قامت بإلغاء بعض القوانين والتعريفات الجمركية التي جعلت المواد الغذائية مثل الذرة والخبز باهظة الثمن واستمرت في إجبار التجار على تصدير الحبوب من أيرلندا إلى بريطانيا حتى عندما كان الناس في أيرلندا يموتون جوعاً.
فمات اكثر من مليون وعاش ملايين الأيرلنديين الأخرين في جوعاً وفقراً وظروف بائسة. أدت هذه الأحداث إلى زيادة العداء ضد البريطانيين وصعود القومية الأيرلندية، والتي أدت في النهاية إلى استقلال أيرلندا.
حيث تجاهلت بريطانيا محنة فقراء أيرلندا بدافع الحقد وجعلت من المجاعة قصة مأساوية وكارثة إنسانية فقد كانت مشاهد الموت والجوع منتشرة في جميع أنحاء البلاد وكان الناس يموتون في الشوارع، وفي منازلهم، وفي الحقول.
وكانت النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا فقد كانت النساء مسؤولات عن رعاية أسرهن، وكان الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والموت.
بكى الأيرلنديون على موت أحبائهم، وعلى معاناتهم وأدى ذلك إلى زيادة العداء ضد البريطانيين.
ليبدأ الأيرلنديون في التعبير عن غضبهم من خلال أعمال العنف والاحتجاجات و تصاعدت في النهاية إلى مقاومة وثورة مسلحة أدت عام 1921 إلى حرب انتهت بإعلان الاستقلال بعد 800 عام من الاحتلال .
بعد ان حصلت أيرلندا على استقلالها قامت بريطانيا بحركة خبيثة و تقسيم البلاد إلى 26 مقاطعة في الجنوب شكلت جمهورية أيرلندا وتسع مقاطعات في الشمال، شكلت أيرلندا الشمالية وجعلتها تابعة لبريطانيا حتى يومنا هذا.