المصطفى الجوي – موطني نيوز
تشهد مدينة بنسليمان حالة من الاستياء والغضب بسبب أزمة مستودع الأموات التي باتت تتفاقم يومًا بعد يوم، ففي ظل صمت المسؤولين والجهات المعنية. وبعد رفض مصالح الطب الشرعي بمدينة الدار البيضاء لأسباب مجهولة إستقبال جثث اقليم بنسليمان و تشريحها، أصبح مستودع الأموات في مستشفى الاقليمي الحسن الثاني يعاني من تكدس أزيد من أربعة جثث في انتظار طبيب شرعي يشرف على هذا القسم ويعوض الطبيب الذي وافته المنية منذ أكثر من 10 سنوات.
هذا وتعتبر هذه الأزمة أمرًا غير مقبول تمامًا، فقد تتسبب في مخاطر صحية خطيرة وتشويه صورة القطاع الصحي في المدينة. ومع ذلك، يبدو أن المسؤولين يتجاهلون هذه المشكلة الملحة ويتجاهلون حقوق الأموات وأسرهم.
كما تطالب الجمعيات الصحية وبعض الحقوقيون والنشطاء بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة، حيث يجب توفير طبيب شرعي للمستودع وتحسين ظروف العمل فيه. كما يجب أيضًا محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال وتقديم العدالة لأسر الأموات الذين يعانون من هذه الأزمة المؤلمة فلا هم سمحوا بتشريح الجثة و لا سمحوا بتسليم الرفاث لأهله حتى يدفنه.
ومن جانبها، يجب أن تتحمل السلطات المحلية والمسؤولين بالقطاع الصحي المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة وتعمل على إيجاد حلول فورية وفعالة. فلا يمكن السكوت أو التقاعس عن مسؤولية حماية حقوق الأموات وتوفير الخدمات الصحية اللازمة لهم.
فبالنظر إلى أهمية هذه القضية وتأثيرها السلبي على المجتمع، فإنه يجب أن يتم التصدي لهذه الأزمة بجدية وتكاتف جميع الجهود لحلها ومنع تكرارها في المستقبل. فالأموات يستحقون الراحة والاحترام لأن غكرام الميت دفنه لا رميه في ثلاجة الى أجل غير مسمى، ويجب على المسؤولين أن يلتزموا بتوفير ظروف لائقة لتشييعهم ودفنهم بكرامة واحترام تامين. وأن ينتبهوا الى أن مستودع الأموات لا يوجد فيه أي عامل أو موظف، بإستثناء شخص واحد هو من يقوم بجميع الأدوار “العسراوي” التي لا يقدر عليها أطباء و ممرضون. ومع ذلك يعيش التشرد فلا هو موظف معترف به رغم خدمته بهذا المستودع لأزيد من 25 سنة و لا هو عامل قار كباقي العمال. وهنا تكمن الكارثة إقليم تعداد ساكنته تتجاوز 350 ألف نسمة ومع ذلك يعيش كل هذه الويلات.