المصطفى الجوي – موطني نيوز
إستيقظت صباح اليوم أمس السبت على وقع نقاش وتبادل للمعلومات حول مخلوقات الجن وما يصاحبها من أسماء وأشكال وألوان. بعد أن سقط شريط بين أيدي إبني البكر يتحدث عن هذه المخلوقات.
وابدى إهتمامه بالموضوع لدرجة أنه طلب مني ان أكتب موضوع يتناول هذا العالم الخفي وما تعرفه الحكايات الاسلامية والشعبية حوله.
بعد الانتهاء في مناقشة الشريط الذي ارسل لي نسخة منه، قررت وكالعادة في الصباح أن استحم، سبحان الله جاء في بالي وأنا أخاطب عقلي الباطن أنني لن أتمكن من أخد حمام الصباح وبالفعل كان، فكل الامور على عادتها قنينة الغاز ممتلئة، والماء غير مقطوع ومع ذلك لم يشتغل “الدوش”، وما زاد الطين بلة هو المناداة علية من قبل سيدتين لا تربطني بهما أي علاقة ولم يكن بيننا موعد سابق يقفان أمام باب منزلي.
في الحقيقة لم أنزل لهما ولم أحدثهما كما لم يحدثاني، ولما تأكد لهما أنني لن أستحم بسبب العطل المفاجئ إختفوا في ظروف غامضة رغم أنني كنت أحاول إصلاح المسخن في شرفة البيت. من باب الدعابة قد تكون هذه الحادثة مجرد صدفة، ولربما كانت النسوة في حاجتي وعندما تأكد لهما أنني مشغول إضطرا للرحيل بصمت. لدرجة أنني قلت وبصوت مرتفع لإبني “ملي تحضرو الجنون عرفو كيفاش تصرفوهم”.تم إتصلت بحمودة لإصلاع العطل، وها أنا لا زلت أنتظر…
المهم وبالرجوع لصلب الموضوع بعد هذه المقدمة التي كان لابد منها في إطار المستملحات الصباحية ونحن في نهاية عطلة الأسبوع.
بحسب ما هو متعارف عليه، يشار إلى وجود الجن في العديد من الثقافات والديانات المختلفة، وتتعدد الروايات والأساطير التي تتحدث عن وجودهم ووظائفهم. ومع ذلك، فإن المعلومات حول الجن قد تختلف بشكل كبير من حضارة لأخرى ومن زمن لآخر، ويمكن القول أن هذه القصص تمثل جزءًا من التراث الشعبي والفولكلور.
وحسب البحث الذي أجريته إنطلاقا من الشريط الذي بحوزتي، وبناء على ما راكمته من معارف بمطالعتي لمجموعة كبيرة من الكتب بحكم أنني نشأت في بيت به مكتبة تحوي أمهات الكتي. فالجن هم كائنات خارقة ذكرت في العديد من الثقافات والأديان المختلفة، ويُصفون عادةً على أنهم كائنات غير مرئية يمكن أن تتخذ أشكالًا مختلفة وتتراوح بين الخير والشر، والقوة والضعف.
تختلف الأسماء التي يطلقها الناس على الجن من ثقافة لأخرى، حيث يُطلق عليها في الثقافة الإسلامية “الجن”، وفي الثقافة المسيحية “الشياطين”، وفي الثقافة الهندوسية “الآسوراس”، وفي الثقافة الصينية “الأرواح”.
كما يوجد الجن بعدد وأشكال مختلفة، وفي بعض الحضارات يُذكر وجود آلاف الأنواع المختلفة، وقد يكون الجن جسمانياً أو غير جسماني وغالباً ما يتم ربطهم بمواطن محددة، مثل الصحاري أو الغابات أو الأنهار.
وتُصف وظيفة الجن بشكل عام على أنهم كائنات خارقة قادرة على التدخل في حياة البشر، ويمكن أن يعملوا كمساعدين أو على العكس، يمكن أن يحاولوا التأثير على الناس بطرق سلبية. وبشكل عام، فإن الجن يُصفون بأنهم كائنات غير ثابتة ومتغيرة، وقد يتم تصويرهم ككائنات خارقة قوية ومرعب، وقد يتم تصويرهم أيضًا ككائنات صغيرة وضعيفة ولكنها تمتلك قدرات خارقة.
بحيث تختلف وظائف الجن من حضارة لأخرى، ومن رواية لأخرى، ولكن بشكل عام، يمكن تقسيم وظائف الجن إلى عدة فئات:
1- الجن الخدميون : وهم الجن الذين يساعدون البشر في القيام بالأعمال اليومية مثل العمل في المزارع والحدائق، والتنظيف، وتحضير الطعام، وغيرها من الأعمال الضرورية.
2- الجن الشيطانية : وهم الجن الذين يحاولون إيذاء البشر والتأثير عليهم بطرق سلبية، وقد يكون ذلك عن طريق الإغواء والتحريض على الأفعال السيئة، أو عن طريق الإصابة بالأمراض والأذى.
3- الجن القوية : وهم الجن الذين يمتلكون القدرات الخارقة والقوية، ويمكنهم التحكم في الأحوال الجوية، والتحريك الأشياء، والتحول إلى أشكال مختلفة، والقدرة على الظهور والاختفاء فجأة.
4- الجن الحراس : وهم الجن الذين يحرسون المواقع المقدسة والأماكن الخطيرة مثل الكهوف القديمة والأبراج المهجورة، وقد يكون لهم دور في الحفاظ على الأمن والسلامة.
بحيث يتنوع دور الجن ووظائفهم وفقًا للثقافة والمعتقدات المختلفة، ومع ذلك، فإنهم يظلون حتى اليوم جزءًا من التراث الشعبي والأساطير في العديد من الثقافات.
ويعتبر وجود الجن أمرًا متعارفًا عليه في العديد من الثقافات والديانات، وقد ذكرت الكثير من الأديان والمعتقدات الدينية وجود الجن، مثل الإسلام واليهودية والمسيحية والهندوسية والصينية واليابانية والأفريقية، وقد تختلف الطريقة التي يتعامل بها الناس مع وجود الجن ومعتقداتهم حولهم من ثقافة لأخرى.
بشكل عام، تعتبر الجن ككائنات مخيفة وغامضة، ولكنها في بعض الثقافات تتمتع بمكانة خاصة، حيث يعتبرون شركاء مع البشر في العديد من المناسبات والأعمال اليومية. ومن المثال الشهير على ذلك في الثقافة العربية هو شخصية الجني العنيد الذي يظهر في الحكايات الشعبية، ويتميز بحبه للمزاح والألغاز والأحجية.
بشكل عام، فإن وجود الجن يعتبر موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث تختلف آراء الناس حوله، وما يجب عليهم القيام به إذا ما واجهوا وجودهم. ومع ذلك، فإنه يبقى أمرًا مثيرًا للاهتمام والدراسة من قبل العلماء والمثقفين، وذلك لفهم الثقافات والمعتقدات المختلفة حول الجن، والأثر الذي يتركه هذا الموضوع على الحضارات والثقافات المختلفة.
وبخصوص أسمائهم وألوانهم فتختلف الأسماء والأشكال والألوان التي تستخدم للإشارة إلى الجن من ثقافة لأخرى، ولا يوجد اتفاق عالمي حول هذه المسميات والأسماء. ومع ذلك، يوجد بعض الأسماء الشائعة التي تُستخدم في العديد من الثقافات، ومنها :
1- الجن : هو المصطلح الشائع والمعروف للكائنات الغير البشرية التي يتميزون بالقوة والقدرة على التلاعب بالأشياء والأشخاص.
2- الشياطين : هي مجموعة من الجن الشريرة التي تتمتع بالقوة والشر وتسعى لإيذاء البشر.
3- المارد : هو جن كبير الحجم والقوة، يتميز بأنه لا يستطيع التحرك بسرعة، ويمكنه إظهار نفسه في صورة بشرية.
4- العفاريت : هي مجموعة من الجن الذين يتمتعون بالخبث والشر، وقد يساعدون البشر في بعض الأحيان وقد يؤذوهم في الأحيان الأخرى.
5- الغيلان : هم جن غير شريرين، يتميزون بالحساسية والسرعة والقوة، وهم عادة يساعدون البشر في المهام الصعبة والخطيرة.
6- الجنيات : هن إناث الجن، ويمكن أن يكون لهن شكل جميل وجذاب، وتُستخدم في العديد من الأساطير والحكايات.
كما يوجد أيضاً بعض الأساطير والحكايات التي تشير إلى ألوان معينة للجن، مثل:
1- الجن الأحمر : يُقال إنهم يتمتعون بالقوة والشراسة، ويُعتبرون من الجن الأكثر خطورة.
2- الجن الأزرق : يقال إنهم يتمتعون بالقوة والشجاعة، ويعتبرون من الجن النادرة.
3- الجن الأخضر : يُعتقد أنهم يُعتقد أن الجن الأخضر يتمتعون بالذكاء والخفة والرشاقة، ويمكنهم الإختفاء بسرعة في الطبيعة.
4- الجن الأسود : يقال إنهم يتمتعون بالشر والخبث، ويعتبرون من الجن الأشرار والأكثر خطورة.
5- الجن الأبيض: يُعتقد أنهم يتمتعون بالنقاء والبراءة، ويمكنهم المساعدة في الأمور الخيرة.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن هذه الأسماء والألوان تختلف حسب الثقافة والمنطقة، ولا يمكن الجزم بصحة تلك المعلومات بشكل قاطع. ومن المهم الاهتمام بما يدعو إليه الإسلام بعدم الانجرار وراء مثل هذه الأفكار التي ليس لها أساس من الصحة، والاهتمام بالتفكير العقلاني والعلمي لفهم الواقع والحقائق المثبتة بالدليل.
لكن تبقى الحقيقة التي لا غبار عليها هو القرآن الكريم حيث يتم ذكر الجن في عدة آيات، ويتم الإشارة إليهم بأنهم مخلوقات من الله، وأنهم يمتلكون القدرة على العقل والإرادة والخيار، وأنهم يتمتعون بحرية الاختيار بين الخير والشر.
ففي سورة الجن، يتحدث الله عز وجل عن هذه المخلوقات، ويقول : “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”.
وكذلك تمت الإشارة إليهم أيضاً في آية أخرى في سورة الأنعام، حيث يقول الله عز وجل: “وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا”.
وأيضا في سورة الأحقاف، حيث يقول الله عز وجل: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وَإِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلّى إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ” صدق الله العظيم.