المصطفى الجوي – موطني نيوز
تسعينات القرن الماضي شهدت رحيل العديد من المواطنين المغاربة نحو الأفق الأوروبي، بحثًا عن حياة أفضل وفرص تحقيق أحلامهم. من بين هؤلاء المهاجرين البارعين كان السيد الحسين بنلعايل، شخصية مثيرة وملهمة تمزج بين السياسة والصحافة والأعمال الخيرية.
تحول بنلعايل إلى صوت المظلومين والمقهورين، حيث استخدم تجربته الشخصية كوقود لنضاله. برز كرمز للأمل والتحدي، حينما استطاع أن يجسد قصة نجاحه عبر تحقيق توازن بين السياسة والإعلام وجهود العطاء الاجتماعي.
على الرغم من تحوله إلى رمز للأمل، وجد نفسه تحت الأضواء الساخنة للانتقادات، خاصة من بعض مغاربة المهجر. لكن قوته وصموده في وجه التحديات جعلته جبلاً لا يهزه ريح.
ما يميز الحسين بنلعايل هو قدرته على دمج مهاراته في السياسة والصحافة مع التزامه بالأعمال الخيرية. ليصبح صوتًا يتردد في أروقة السلطة، حيث جذب انتباه السلطات البلجيكية والمغربية على حد سواء.
ليظل الحسين بنلعايل رمزًا للتحدي والتميز، حيث استطاع أن يثبت أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تكون جسرًا لتحقيق النجاح وترك بصمة إيجابية في قلوب الناس وذاكرة التاريخ رغم كيد الكائدين له.
فرحلته نحو الهجرة لم تكن سهلة، فقد مر بتحديات كبيرة وظروف صعبة، ولكنه استطاع تحويل تلك التحديات إلى فرص. بدأ بالاندماج في المجتمع الأوروبي، حيث اكتسب خبراته السياسية والصحافية، مستفيدًا من التعددية الثقافية والفكرية.نال على إثرها بثقة البلد المضيف كللت يمنحه للجنسية البلجيكية.
تألق بنلعايل في مجال الصحافة، حيث كتب في العديد من المنابر الإعلامية الدولية والوطنية عن قضايا الهجرة والاندماج بأسلوب يمزج بين الواقعية والإلهام. كما عبّر عن التحديات التي يواجهها المهاجرون وناضل من أجل تحسين ظروف حياتهم. بل حارب كذلك كل الداعين الى منع الحجاب والذبيحة الشرعية بشراسة.
في المجال السياسي، أثبت بنلعايل نفسه كقوة فاعلة تدافع عن حقوق المهاجرين وتعمل على تعزيز التواصل بين المجتمعات. كان له دور بارز في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مما جعله صوتًا يُسمع ويُحترم. بل كان أحد مؤسسي حزب إسلام قبل أن يقدم إستقالته منه، وتقدم للانتخابات الفيدرالية عام 2014 وحصد خلالها أزيد من اثنى عشرة ألاف صوت وهو ما دب الخوف في نفوس بعض عناصر السلطات البلجيكية العنصرية التي فبركت ضده قضية وادخلته مصحة للامراض النفسية والعملية والتي لم يمكث فيها سوى لخمسة أيام وغادرها بعدما تم التأكد ان الملف مفبرك من قبل المخابرات البلجيكية. وفي عام 2018 تقدم للانتخابات البلدية في منطقة الوالوني ولكن تكالب البعض ضده حرمه من هذا المنصب في بلجيكا بعد احرازه لأكثر من ستة آلاف صوت.
في المقابل، لم يخلُ بنلعايل من انتقادات بعض مغاربة المهجر، الذين اعتبروه متمايزًا أو غير ممثل لآرائهم. بل منهم من ذهب حتى اتهامه بالجنون للزج به في إحدى المصحات وهناك من هدده بالتصفية الجسدية ومع ذلك، استمر في الدفاع عن قضاياه واستخدم تلك الانتقادات كحافز لتحسين أدائه وتعزيز تواصله مع مختلف الفئات.
في نهاية المطاف ورغم كل الدسائس، يظل الحسين بنلعايل شخصية ملهمة، حيث استطاع أن يجمع بين السياسة والصحافة والعمل الاجتماعي بطريقة فريدة. انشأ على إثرها موقع إخباري أطلق عليه إسم “دبلوماتيك نيوز” والذي أصبح صوتًا يُسمع للمظلومين والمقهورين وفضح الفاسدين المتمركزين بأوروبا وحتى المتاجرين بالدين وبالوحدة الوطنية، الحسين بنلعايل جسرًا بين الثقافات، وجبلًا صامدًا يتحدى الصعاب، وهو بالفعل أحد أبناء المغرب الذين رسموا بصماتهم بألوان الأمل والتميز في المشهد العالمي.
ليتحول الحسين بنلعايل إلى رمز يمثل تلاحم الأمم والتغلب على العقبات. رغم تحدياته ومواجهته لانتقادات بعض الأفراد، إلا أن صموده والتزامه بقضايا العدالة والإنسانية جعله شخصية لا تُنسى.
وفي إطار الأعمال الخيرية، أسس بنلعايل مشاريع تهدف إلى تحسين ظروف المهاجرين والمحتاجين. عبر جمعه بين الجهود السياسية والاجتماعية، نجح في تحقيق تأثير إيجابي يمتد إلى مختلف أنحاء المجتمع، لدرجة أن هناك من بلغ عنه بأنه يأوي المهاجرين الغير الشرعيين، وانه هو من يعطيهم الوصفة السحرية لضمان بقائهم داخل بلجيكا بصفة خاصة وأوروبا بصفة عامة.
وتكمن قوة بنلعايل الحسين في قدرته على التواصل وبناء جسور الفهم بين الثقافات المتنوعة. كما استطاع أن يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوحدة والتلاحم، مما جعله شخصًا ذا تأثير لا يقتصر على حدود مغربية بل يتجاوزها.
ليبقى الحسين بنلعايل قصة نجاح حية وملهمة، تُظهر للعالم كيف يمكن للفرد أن يتحدى الصعوبات ويحقق التميز في ميادين متعددة. رغم تنوع الأدوار التي يلعبها، ليظل ملتزمًا برسالته في خدمة الإنسانية وتحقيق التقارب الثقافي، مما يؤكد أن الإرادة والتفاني هما مفتاح النجاح في كل مجتمع.
في ختام هذا السرد المثير حول حياة السيد الحسين بنلعايل، نجد أنه بفضل إرادته الصلبة ورؤيته الفذة، استطاع أن يرسم مساراً استثنائياً في قلوب الناس وتاريخ الهجرة المغربية. إنها رحلة تحدي، حيث تخطى حدود الصعاب وبنى جسورًا من التفاهم والأمل.
الحسين بنلعايل، هذا الجبل الصامد الذي لا يهزه ريح، لم يكن مجرد مهاجر بحث عن حياة أفضل، بل كان قائدًا يستلهم الطاقة من تحولاته الشخصية ليصبح رمزاً للتعايش والتضامن. من خلال توازنه الفائق بين السياسة والصحافة والأعمال الخيرية، أثبت أن الفرد قادر على أن يكون قوة تحريكية في خدمة المجتمع وتغيير الواقع نحو الأفضل.
الحسين بنلعايل، هذا الإنسان الذي ألهم الكثيرين، يظل يحمل رسالة قوية للجميع، بأن الإصرار والعطاء يمكنانا من تحقيق الإنسانية المشتركة. إنها قصة نجاح تخطف الألباب، وسط تحديات الحياة يشكل الحسين بنلعايل شمعة تضيء دروب الأمل والتغيير.