المصطفى الجوي – موطني نيوز
تشكل المساحات الخضراء في المدن المغربية عاملًا أساسيًا في جعل الحياة الحضرية مستدامة وجاذبة. وفي هذا السياق، تلعب بوزنيقة دورًا مهمًا كواحدة من المدن النموذجية التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التطور الحضري والمحافظة على البيئة. ومع ذلك، يظهر أن هناك تحديًا كبيرًا يتعلق بفوضى استغلال المساحات الخضراء لأغراض تجارية في بعض المناطق.
ففي إطار جهود المدينة لتعزيز التنمية المستدامة، صممت التهيئة الحضرية بحيث تشجع على إدماج المساحات الخضراء في مختلف أنحائها وهو بالفعل ما يتحدث عنه تصميم التهيئةلمدينة بوزنيقة. ومن بين هذه المبادرات، يتم تخصيص مساحات خضراء على جانبي الطرق، ويُعتبر الطريق رقم R322 “ولاد أعمارة” واحد من الطرق الرئيسية الذي يجب عليه أن يكون له نمط حياة صديق للبيئة ومستدام، خاصة وان هذه الطريقة تمت مبرمجها لتثنيتها.
لكن للأسف الفوضى في استغلال المساحات الخضراء ببوزنيقة أصبح لا يطاق و لا نتحدث هنا عن احتلال الملك العمومي. ومع ذلك، يثير الواقع الحالي تساؤلات كثيرة حول مدى حرص السلطة المحلية على تطبيق تصميم التهيئة وحماية المساحات الخضراء في الطريق رقم R322 “ولاد أعمارة” الذي يتعارض مع الواقع المرير الذي تشهده بوزنيقة. ويظهر أن هناك فوضى في استغلال المساحات الخضراء، حيث يقوم بعض التجار وأصحاب المقاهي و المطاعم بتحويلها إلى مساحات تجارية، متجاوزين بذلك روح وهدف التصميم الحضري الذي يعزز الاستدامة وجودة الحياة.
الأمثلة على هذا الاستغلال غير الملائم تتجلى في وجود أكشاك تجارية وإعلانات ضخمة تحتل المساحات الخضراء المخصصة للاستمتاع بالطبيعة والتنزه بالاضافة التى انتشار المقاهي كذلك. وهذا لا يؤثر فقط على المظهر الجمالي للمدينة، ولكنه أيضًا يعتبر تجاوزًا على تصميم التهيئة الحضرية الذي يهدف إلى توفير بيئة مريحة للمواطنين.
وتجدر الاشارة إلى أن مشروع تثنية الطريق رقم R322 “ولاد أعمارة” يظهر كمشروع ضخم يهدف إلى تحسين البنية التحتية للمدينة. وبالتالي، يتعين على السلطة المحلية أن تضمن تنفيذ هذا المشروع بشكل يحترم تصميم التهيئة والاستفادة الأمثل من المساحات الخضراء التي تحولت الى كتل اسمنتية وفضاءات للمقاهي المترامية على جانبي الطريق المذكورة. بل هناك مقاهي على مستوى القصبة مثلا تحتل الملك العمومي ولا تحرك السلطة المحلية ساكنا وكأنها هي من تحميهم و تشجعهم على الفوضى وهذا هو حال مدينة بوزنيقة وسلطتها المحلية في شخص باشا المدينة الذي جاء بفكرة الهدم لا البناء.
وبالتالي لا بد من تشديد الرقابة من طرف السلطات المحلية على مستغلي المساحات الخضراء وفرض عقوبات فعّالة ضد الاستغلال غير المشروع. للحفاظ على المساحات الخضراء ودورها في جودة الحياة. وعليه يجب أن يكون الاستثمار في التنمية الحضرية وتحسين البنية التحتية مرفوقًا بالالتزام بالتصميم التهيئة، وهذا يتطلب التعامل مع مشكلة فوضى استغلال المساحات الخضراء بجدية وتحميل المسؤولية للحفاظ على بيئة حضرية صحية وجاذبة.
كل من يعرف مدينة بوزنيقة عن قرب ، يدرك أن كل ما جاء به المقال كلام معقول و في الصميم لأن مدينة بوزنيقة من المدن الأوائل في الفوضى على الصعيد الوطني ، فاحتلال الملك العمومي أضحى ظاهرة يتضرر منها سكان جميع الشوارع دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا و بالخصوص شركات بيع مواد البناء ولا سيما في حي بوريفاج و البساتين 2 ، فقد إحتلت الشوارع و الملك العمومي و حتى الملك المشترك للعمارات و المساحات المجاورة لمحالاتهم التجارية. فمتى يتحرك المسؤولون عن هذه المدينة إسوة بالمدن الأخرى ؟ أم أن هناك من يستفيد من هذه الفوضى و من هذا الوضع ؟