شعيب جمال الدين – موطني نيوز
يخبروننا دائما أن التاريخ يكتبه المنتصرون،لكنهم نسوا إضافة أن المنهزميين كذالك يتركون بصمتهم القوية، هناك نوع من البشر لكي يفهم الحاضر يحتاج إلى أن يصل للمستقبل حتى يستطع معرفة خبايا أحداث الماضي البعيد،ولكي تدرك الواقع الحالي وتختصر عن نفسك ضياع بضعة سنوات من عمرك فما عليك سوى تغيير نظارتك العاطفية بأخرى واقعية،بغض النظر عن قساوتها ومرارتها و ما تحمله من حقائق قد تؤلمك ، فهي أفضل من مواصلة الرؤية من الزاوية الخاطئة فإما أن تصنف مع فئة العقلاء أو تخندق نفسك مع الغوغائيين.
من بين الآفات التي تعرقل سبل الحوار بين الناس، و تحجبهم عن النظرة الواضحة للأمور، هو التخندق الفكري و النظرة الأحادية الغير قابلة للتعديل والإقناع والسبب هي تلك الأفكار والقناعات التي تم ترسيخها في بعض العقول العربية، بشكل يصعب معه قبول أراء الأخريين.
لماذا هجوم سبعة أكتوبر؟؟ وما الغاية منها؟؟ وعلى أي أساس نفذت في ذالك التوقيت؟ وهل وضعت خطة إستباقية لحماية المدنيين في غزة من ردة فعل المتضرر من الهجوم؟؟
لماذا عناصر المقاومة يفرون للإختباء داخل الأنفاق بعد تنفيذ كل عملية ويتركون المدنيين يواجهون القصف العنيف؟؟
لماذا أبناء القادة يرفضون النزول إلى أرض المعركة مع رجال المقاومة؟؟ ماهو المبرر الذي يجعلهم يكتفون بمتابعة أخبار سقوط الشهداء و الجرحى و صور الدمار من عيادتهم الطبية ومكاتبهم للهندسة بعواصم لندن وباريس وبرلين وبروكسيل؟
لماذا أبناء القادة مصريين على العيش في دول تدعم عسكريا وسياسيا و إعلاميا العدوان الإسرائيلي على وطنهم؟؟
ألا يعلمون أن أداء الضرائب السنوية إلى حكومات هذه الدول بمتابة مساهمة غير مباشرة ضد بلدهم فلسطين ؟؟؟
أسئلة كثيرة مشروعة تتبادر إلى الدهن، إذا طرحتها على قادة حركة حماس المقيمين في قصور إمارة قطر فكن على يقين تام بأنك لن تجد لديهم إجابات منطقية، للأنهم ببساطة ليسوا أسياد قراراتهم بل مجرد أدوات إقليمية يتم إستخدامهم من طرف النظام الإيراني عبر دراعه العسكري الحرس الثوري من أجل تحقيق أهداف و مصالح جيوإستراتيجية لا ناقة لهم فيها ولا جمل أقصد حركة حماس.
خمسة عشر ألف و 280 فلسطينيا إستشهدوا في قطاع غزة وخان يونس منذ إندلاع الحرب في السابع من أكتوبر حسب أخر الإحصائيات لمكتب حماس في غزة، بين الضحايا الدين تم إحصائهم إلى حدود الأن 5850 طفل و3941 إمرأة، إننا أمام نسبة ضحايا توازي سكان مدن قطرية مثل الشيحانية و تفوق على ساكنة مدينة الشمال بأزيد من 8000 فرد، إضافة إلى الخسائر في البنية التحتية و الدمار الهائل الذي جعل من قطاع غزة منطقة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
كل هذا من أجل صفقة تافهة لا ثأثير لها على تل أبيب تقضي بالإفراج في مرحلتيين على 300 فلسطيني معظمهم أطفال ونساء ، مقابل إطلاق سراح 50 إسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى جميع المناطق وإعلان هدنة أربعة أيام.
أي إنتصار هذا الذي يروج له في وسائل التواصل الاجتماعي من طرف الكتائب الإلكترونية و المتعاطفين مع حركة حماس ونحن نقدم على طبق من ذهب آلالاف الضحايا الأبرياء من نتائجها إبادة أسر و عائلات بأكملها وخلق آلالاف الأيتام وجدو أنفسهم بين ليلة وضحاها محروميين من نعمة الأب أو الأم و أحيانا الإثنان معا، مما يعني ضياع مستقبل وحياة الطفل في بلد لازال غير مهيكل فلا وجود لجمعيات خيرية تنبنى حالته ولا أثر لمؤسسات إجتماعية تتابع وضعه النفسي المتأزم.
لا أحد فكر في أن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، مهددين بالموت في أي لحظة، بعد أن يستأنف الطيران الإسرائيلي قصف قطاع غزة بعد إنتهاء المدة المحددة لوقف إطلاق النار.
فهم خرجوا من سجن صغير، إلى سجن كبير محاصر عسكريا من البر و الجو، و ما لا يستوعبه القادة العسكريين لحماس أن تلك 250 جندي إسرائيلي الأسير لديها، لا يشكلون أي مشكل أو ضغط بنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، فأنا أجزم لو عرفوا مكان وجودهم، لا قصف موقعهم و تخلصت منهم بدون تردد رفقة محتجزيهم من عناصر كتائب عزالدين القسام .
لا يختلف إثنان في إدانة هذه الجرائم و الإعتداءات السافرة والوحشية في حق الشعب الفلسطيني الشقيق المغلوب على أمره والتي تعد إنتهاكا صارخا لكل القوانين الأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي، لكن في نفس الوقت يجب أن نتحلى بالشجاعة الأدبية، لنقول بصوت عالي بأن قادة حركة حماس في الدوحة و المتواجدين بقطاع غزة لديهم نصيب وافر من تحمل مسؤولية ما حدث و يحدث الأن و سيحدث في الأيام المقبلة في قطاع غزة وباقي مناطق فلسطين الحبيبة.
القائد العاقل و الحكيم من يقدم مصلحة شعبه على مصلحته الشخصية، و يأخذ بعين الاعتبار ظروف شعبه الإجتماعية و الإقتصادية والمعيشية قبل أن يخطو أي خطوة غير محسوبة العواقب، ويراعي حقن الدماء مهما كلفه الأمر، ويملك النظرة الثاقبة و الرؤية الإستشرافية التي تجعله يدرك حجم المآسي والدمار الذي ممكن أن يتسبب في حدوثها بقرار شفوي صادر من قلب صالون فاخر و مريح يبعد ب 1840 كلم عن موقع إشتعال الحرب والتوتر الذي يدفع ثمنه أبناء غزة.