شعيب جمال الدين – موطني نيوز
الرياض تضغط بقوة أجل إقالته، و عمان تحذره من الإقتراب من ملعبها الدبلوماسي، وحركة حماس تهدد بنقل المعركة إلى صحراء سيناء إذا كشف خريطة الأنفاق السرية داخل غزة و أبوظبي ترسم له خطوط حمراء واضحة ، وتل أبيب تعتبره ورقة إستراتيجية في الشرق الأوسط، وطهران تراقب بحذر و توجس تحركاته الخفية في المنطقة.
واشنطن تتحفظ عن التنسيق معه في ملفات تخص الأوضاع في المنطقة ، وعبد الفتاح السيسي يطالب الجميع منحه مهلة إلى حين مرور الإنتخابات الرئاسية المقبلة شهر ديسمبر، للأنه ببساطة مهندس العملية الإنتخابية، ولا يمكن أن ينجح العرس الإنتخابية المصري بدونه.
إنه اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الرجل الأقرب إلى عبد الفتاح السيسي من إبنيه محمود ظابط المخابرات العامة و مصطفى ظابط “سابق” في المخابرات الحربية فرقة الإستطلاع والمراقبة.
عين رسميا في منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية
في 18 يناير 2018 لكن الحقيقة كان رجل المخابرات الأول في مصر منذ سنة 2013 عندما كان نائب الملحق العسكري في السفارة المصرية بدولة تشيك، من مكتب صغير هناك بذأ بصمت رهيب بعيد كليا عن أضواء الإعلام و عيون الصحافة الإستقصائية بصناعة إسمه عبر بوابة تل أبيب التي نسج معها علاقات قوية جدا، فقد كان عباس كامل الوسيط الوحيد الذي أشرف على جولات إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية.
كما أن جميع الصفقات بكل أنواعها بين القاهرة و تل أبيب منذ سنة 2013 أشرف عليها بشكل أحادي عباس كامل.
كما لعب دورا رئيسي في إتمام صفقة التطبيع بين خرطوم و تل أبيب ،الذي إنطلاق فعليا أواخر 2017 و أعلن عليه رسميا يومه الجمعة 23 أكتوبر 2020 .
حاول جاهدا اللواء عباس كامل مدير جهاز المخابرات العامة المصرية عبر قنوات سرية عرقلة الإتفاق السعودي الإيراني المعلن في 10 مارس 2023 ، لا يمكن على كل حال الجزم إن كان ذالك بإيعاز مباشر من إسرائيل أو الأمر مرتبط بحسابات جيوإستراتيجي تخص مصالح مصر العليا في المنطقة.
لكن عموما تحركات عباس كامل في هذا الملف كانت تخدم مصالح تل أبيب الغير راضية عن هذا الاتفاق.
تدخل عباس كامل لصالح أبوظبي من أجل منع سلطنة عمان من الإشراف على عقد مصالحة يمنية شاملة بين جماعة
الحوثيين والحكومة الشرعية في بداية سنة 2018 .
فقد كان هدف حكام عمان من وراء هذه المبادرة الحفاظ على أمنها القومي ومن أجل قطع الطريق عن الإمارات في مخطط تطويقها من الغرب من خلال نشر مليشيات الحزام الأمني في محافظة المهرة اليمنية الحدودية مع سلطنة عمان وكذالك إبعادها من المناطق اليمنية الشرقية القريبة من عمان.
واشنطن غاضبة جدا من تورط عباس كامل في قضية فساد وإحتيال إستدرج إلى فخها السينياتور الأمريكي البارز بوب مينينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ وزوجته عضوة مجلس الكونغرس نادين، مينينديز.
تفاصيل القضية طويلة، وصلت تداعياتها إلى القضاء الأمريكي ملخصها تم إستعمال رجل الأعمال المصري وائل حنا صاحب شركة يوجد مقرها في واشنطن منحتها الحكومة المصرية حق حصريا في منح علامة “حلال” للمنتجات التي تصدر إلى الأسواق المصرية والأمريكية،وقد تبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي” أف بي آي” أن السينياتور الأمريكي تلقى رشاوي مهمة جدا و هدايا ثمينة عبارة عن سيارة فارهة وشقة فاخرة وسط مانهاتن أغلى منطقة في العاصمة نيويورك مقابل منح الشركة ترخيص إحتكار التوزيع بجميع ولايات أمريكا.
لكن التحقيقات المعمقة التي وصلت إليها “أف بي آي”فجرت مفاجأة من العيار الثقيل حيث تبين أن القضية أخذت أبعاد عسكرية و إقتصادية تتمثل في إستغلال السينياتور مينينديز منصبه الحساس في تسليح مصر و مساعدتها على تسهيل عقد صفقات عسكرية و إقتصادية لم يكن بتاتاً البيت الأبيض يرغب في تمريرها لصالح القاهرة.