المصطفى الجوي – موطني نيوز
الدنيا دار ابتلاءات ومحن، والحصيف من يحرز لنفسه ولدينه، حتى لا يقع في الفتن، ولينجو منها، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم سبل النجاة من هذه الفتن. وفي هذا الحديث يقول أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ”، صدق رسول الله.
وكما تعلمون فهذا من تبدل الأحوال وانقلابها ومن خداع الدنيا، حيث ينتشر الكذب والخيانة ويعتبران هما الحقيقة، وينحصر الصّدق والأمانة فيعتبران ترفا، أو يكذب من قال الصدق ويخون من أدى الأمانة، لأنهما أصبحا نشازا في جسد مريض، لا يستطيب الطَّيب، بل يقبل الخبيث ويستسيغه. ويدخل في تضييع الأمانة. وما كان في معناها مما لا يجري على طريق الحق، كاتخاذ الجهال علماء عند غياب أهل العلم الحق، واتخاذ ولاة الجور، وحكام الجور عند غلبة الباطل وأهله.
مناسبو هذا الحديث ما انتشر مؤخرا من فتن استغله بعض المرتزقة للخوض في أعراض الناس وعلى رأسهم شرفاء هذه البلاد. ولعل المدعوا “هشام جريندوا” واحد ممن يحملون على عاتقهم ثقل تنوء به الجبال، فأنا لا ألومه شخصيا لنه بكل صراحة هو شخص متلقي ويريد أن يبرز كمعارض للمملكة المغربية و لو بالكذب و الافتراء و التضليل حتى يصدقوه الناس. لكن اللوم كل اللوم على خونة الداخل، الحاقدين على الناجحين ممن يزودونه بمعلومات فارغو المضمون للنيل من سمعة بعض شرفاء هذا الوطن.
وشتان ما بين البعرة و البعير، فهو يريد أن يصل الى مكانة صاحب صفحة “الفرشة” لكن عبثا يحاول، اتعلمون لماذا؟ لن صفحة الفرشة تضع مواضيعها بين ايدي القراء وفي مقدمتهم المسؤولين بالحجة و الدليل، ولم يسبق لأي كان أن سجل على صفحة “الفرشة” أن خاضت في أعراض الناس وأكل لحمهم. لكن صاحبة صفحة “تحدي” أكل من لحم إخوانه حتى الشبع لقو الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
فعندما يصبح الشريف فاسدا والفاسد شريفا فنتظر الساعة. هو ما وصلنا إليه اليوم مع مدعو “هشام جرندو” الذي اصبح ينشر فيديوهات يقذح فيها الشرفاء ويسب فيها المغاربة لدرجة تجرأه على مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهنا أأكد وأبصم على انه لن يرقى الى مكانة “الفرشة” في قلوب المغاربة لكونه ملكي ووطني حتى النخاع. لكن صاحبنا خائن لوطنه وحاقد على كل ما من شأنه أن يكون مغربيا ونحن نعلم جيدا أنه يقتات من شرف النزهاء وقذف المحصنات فهو لم يستثني حتى نساء الجنود المغاربة الذين أستشهدوا دفاعا عن الوطن.
صاحبنا “جريندو” لم يكتف بالتشهير بالعديد من الوجوه السياسية وكذا المواطنين الشرفاء بل تمادى غلى التشكيك في نزاهة العدالة والقضاء وقدح في شخص الأستاذ احمد النويضي وهو قاض شريف ونزيه وكذا محاولة تشويه سمعة المحامون والمحاميات والنبش في أعراضهم وخصوصياتهم.
ففي إتصال موطني نيوز بالاستاذة “هند فهيمّ المحامية بالبيضاء والتي صرحت لنا أنها لن تتوانى في رفع دعوى قضائية ضده أمام القضاء الكندي. وكذلك لدى الإتحاد الاوروبي هي ومجموعة من زملائها لوقف هذا الشائعات الشنيعة المغرضة في حق الأشخاص. والمحزن أن هناك شرذمة من الناس تصفق له وتشجعه على أكاذيبه. لجهلهم من هو “هشام جرندو” الذي يعتبره الكثيرون نصاب محتال فر من المغرب بعد متابعته من أجل النصب والتهرب الضريبي وهناك مذكرة بحث دولية ضده بعدما قدمت في مواجهته أزيد من 200 شكاية من طرف أشخاص و مؤسسات وحتى جمعيات حقوقية. بل بعمله هذا يحاول إبتزاز الدولة غلا انه لم يفلح ليمتهن وسائل التواصل الاجتماعي ليقتات من التشهير بالشرفاء.
لكن الشيء الذي لم يستوعبه الى حدود الساعة وبالرغم من شرائطه الكثيرة و المتنوعة و المملوئة بالسب و القذف و التشهير، لم يستطع أن يحرك ولو ملف واحد بالمغرب. بخلاف صفحة “الفرشة” التي ساهمت في الايقاع بمافيات و عصابات و مهربين ومخربين وتقديمهم للعدالة. اذن وكما سبق وقلنا يا سيد هشام شتان ما بين البعرة و البعير.
فالمتتبع للشريط العنصري الذي جادت به قريحة المدعوا “هشام جريندو” في مواجهة كل من فاطمة الزهراء الإبراهيمي و هند فهيم المحاميتين بهيئة الدار البيضاء. لم يتطرق لأي فساد إداري أو تلقيهما لرشاوي أو حتى بيعهم للملفات المواطنين و التلاعب بهم. بل دخل مباشرة في المساس بعرضهما بأن لقبهما بالمطلقتين و لا اعتبر انا شخصيا أو أي مغربي حر أن الطلاق حرام أو شبهة تحملها المطلقة، بل زاد الطين بلة عندما نعتهما بعبارة “شبعانين فساد” وهي تهمة تستوجب ادلة مادية ملموسة و ليس كلام من لسان حاقد، ناهيك على انهما يترافعان في ملفات سمينة وكبيرة وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أنهما أستاذتين متمكنتين من عملهما وليس العكس، ولم يسبق لي ان سمعت بأن المحام الذي يناقش الملفات الكبرى يعتبر فاسدا بل شخص موثوق فيه وفي سمعته المهنية.
نفس الشريط لنفس الشخص الحاقد، اعتبر دعمهما للأستاذ “خليل هلال” الذي ترشح للإنتخابات تهمة وفساد، متناسيا أنه وفي اطار الحرية الفردية من حق أي كان أن يدعم من يراه مناسبا له. بل وتعمق الى أن أصبح يعلم الغيب و يتنبأ بالمستقبل خاصة بما سيحدث بالخفل الذي سيقام بفندق “فرح”. كونها ستكون حفلة ماجنة وليلة حمراء. والله اني لأشفق عليك وعلى من يزودك بتلك التفاهات التي تعتبرها انت حقائق وأقول لك كما جاء في سورة الحجرات الآية 6، بسم الله الرحمان الرحيم : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”. لكني أجزم أن حقدك اللامتناهي للمغرب لن يجعلك تندم ولن يصحوا ضميرك الميت..وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الختام أرسلت الأستاذة هند فهيم رسالة قوية للمدعو هشام جريندو قائلة “إذا كان حقدك عليّ يعكس قوتي، فأنت تعطيني مزيدًا من السبب للتقدم والتألق، فشكرًا لك على تحفيزي بدلاً من إسقاطي.”