شعيب جمال الدين – موطني نيوز
من الرباط إلى باريس و مدريد و برلين مرورا من أمستردام و بروكسيل وكولمبو وصولا إلى منطقة الساحل وبوخارست إنتهاء بالعاصمة واشنطن، إستطعت المخابرات المغربية في أن تبسط هيمنتها وفرض حضورها القوي جدا تحت سماء بلدان القارة الأوروبية و الأمريكية، حيث نجحت بفضل المعلومات الدقيقة التي وفرتها إلى شركائها في تجنيب عواصم الدول السالفة الذكر من وقوع حمامات دم وشيكة، كانت ستخلف عشرات الضحايا الأبرياء، كما لعبت دور حاسم في تحرير عدد من الرهائن الأوروبيين في منطقة الساحل ضمنهم أقدم رهينة روماني يدعى يوليان غيرغوت 47 سنة ،مختطف منذ تاريخ 4 أبريل 2015 وعامل الإغاثة الألماني يورغ لانج 64 سنة الذي أختطف صيف سنة 2018.
ليظهر لنا بجلاء الدور المحوري الذي تلعبه المخابرات المغربية رفقة المكتب المركزي للأبحاث القضائية على الساحة الأمنية الدولية، في مجال مكافحة الإرهاب العابر للحدود، من خلال وضع إستراتيجية أمنية شاملة مندمجة و متعددة الأبعاد و المستويات محورها العمل الإستباقي التي فعلا أثبتت فعاليتها ونجاعتها في تجفيف منابع الفكر المتطرف، وساهمت داخليا في إحباط مجموعة من المشاريع الإجرامية وتفكيك العديد من الخلايا قبيلا تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
منذ سنة 2002 تم إجهاض 500 مشروع إرهابي إستهدف زعزعة إستقرار المملكة، كما تمكنت المصالح الأمنية المختصة من تفكيك إلى حدود اللحظة 215 خلية إرهابية.
في حين على المستوى الخارجي إمتدت جهود و ثمار التعاون و التنسيق المغربي العابر للقارات في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة إلى خارج القارتيين الأوروبية و الأمريكية حيث لعبت المساعدة الإستخباراتية المغربية إلى نظيراتها سيرلانكا في شن حملة إعتقالات أطاحت بعدد من الإرهابيين بمدينة كولومبو، كانوا على أهبة الإستعداد لتنفيذ جولة ثانية من الهجمات عقب تفجيرات عيد الفصح التي وقعت في 21 أبريل 2019 و خلفت 300 قتيل و مئات الجرحى.
بل وصل صيت الكفاءة الأمنية المغربية إلى إنجاز المخابرات الهولندية تقرير سري عبارة عن توصية أرسلت إلى مارك روته رئيس الوزراء تطالبه الإستعانة بخدمات الديستي و لادجيد لحل مجموعة من القضايا الداخلية الأمنية المعقدة المرتبطة جلها بالجريمة المنظمة، التقرير الإستخباراتي معنون ب “جهاز المخابرات المغربية سيساعدنا في فك شفرة مافيا موكرو الخطيرة “مضيفا أن هذه المافيا الدولية أصبحت تهدد بشكل كبير الأمن الداخلي لهولندا و تشكل عبئا متزايدا على جميع أجهزتنا الأمنية”. (التقرير سرب في 8 دجنبر 2022) .
هذا التفوق الأمني والإستخباراتي المغربي ،لا يمكنه بطبيعة الحال إلا أن يتوج بإعتراف دولي بقيمة و مكانة المخابرات المغربية بين دوائر أجهزة الإستخبارات العالمية العريقة، فكان أن حظيت بلادنا بشرف إحتضان مؤثمر التحالف الدولي ضد داعش الذي نظم في 11 مايو 2022 بمدينة مراكش.
كما أصبح مدراء الأجهزة الإستخباراتية العريقة حريصين على زيارة المغرب من أجل التوقيع على إتفاقيات أمنية مشتركة و الإستفادة من خبرة و كفاءة أطر المخابرات المغربية مما يدل على الثقة و الإيمان العميق بقوة وصلابة وإحترافية المنظومة المغربية الإستخباراتية التي إستطعت عن جدارة وإستحقاق أن تحجز مكان بين الكبار بفضل العمل الجبار و الإستراتيجية الأمنية التي وضع أسسها عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.