شعيب جمال الدين – موطني نيوز
تناثرت أوراق ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، بين واشنطن وتل أبيب و طهران وموسكو، لتجتمع بعد ذلك جميع الخيوط العنكبوتية في العاصمة الدوحة حيث وزن وحمل هذه القضية ذات الأبعاد الدولية سقطت كلها على كتف أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، الذي يمر هذه الأيام بأوقات عصيبة جدا لا تقل قساوتها على ما يواجهه نظيره عبد الفتاح السيسي.
روسيا تلعب في الخفاء بملف الأسرى الإسرائيليين من خلال إيران والأخيرة تمسك بالخيط الرفيع عبر تحكمها في قرارات قادة حركة حماس وتل أبيب تضغط بقوة على النظام القطري للتدخل لدى من تستضيفهم فوق أرضها من أجل إيجاد حل إتفاقي عاجل للإحتواء غضب الداخل و واشنطن فطنت أخيرا للعبة الروسية بمحاولتها تمديد حرب قطاع غزة للإشغالها عن ما يحدث في أوكرانيا و قطر الصغيرة هذه الإمارة الوظيفية فهي تائهة وسط ملعب يتحرك فوقه لاعبين كبار، حيث لا تنفع إستعمال ورقة الدولار البترولي.
لهذا من وجهة نظري الخاصة أتوقع الإفراج قريبا عن مجموعة من الأسرى المدنيين، من ضمنهم الإسرائيليين ذوي الجنسية الروسية، لكنني أستبعد كليا حدوث أي إتفاق في القريب حول باقي الأسرى العسكريين الإسرائيليين، للأن حرية القرار في هذه النقطة تتجاوز قادة حركة حماس.
إيران و روسيا ليس من مصلحتهم في الظرفية الحالية إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة أو إعلان وقف إطلاق النار فكلا البلدين لديهم أجندة إقليمية يجب إنجازها بأي ثمن ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالعمل على إستمرار إشتعال الحرب في قطاع غزة في أفق توسيع نطاق الفوضى بخلق جبهات أخرى في جنوب لبنان التي ينشط بها حزب الله وشمال سوريا التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة واليمن عبر البحر الأحمر في إتجاه إسرائيل ودولة العراق وهذا سيؤدي إلى تشتيت إنتباه و مجهود أمريكا وإسرائيل و بالتالي وضع القواعد العسكرية الأمريكية في مواجهة صواريخ مجهولة المصدر.
فالإستنزاف الذي تعرضت له روسيا في الحرب الأوكرانية من طرف أمريكا تسعى اليوم إلى الإنتقام منها في حرب قطاع غزة ولعب نفس ورقة الإستنزاف العسكري واللوجستي لهذا لم تتردد موسكو بتنسيق مع طهران في إرسال أسلحة خفيفة متنوعة ومختلفة المهام صادرتها كغنائم من القوات الأوكرانية إلى الفصائل الفلسطينية على رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
عملية نقل هذه الأسلحة إلى قطاع غزة تتم بواسطة مافيات دولية متخصصة في الإتجار في السلاح، بتواطئ سري مع بعض الجنرالات والضباط الفاسديين داخل الجيش الروسي و الأوكراني، تحت عيون الشبه نائمة للأجهزة إستخباراتية.
تنطلق فعليا عملية شحن كميات الأسلحة من موانئ أوديسا الأوكراني يطل على البحر الاسود و ميناء إيليتشفسك جنوب غرب أوكرانيا وميناء فارنا البلغاري، في إتجاه ميناء طرطوس السوري حيث تقوم القوات العسكرية الروسية المتواجدة هناك بالإشراف على توزيع الأسلحة على وسطاء إيرانيين موثوق بهم يتكلفون بمهمة تسليمها مباشرة إلى عناصر محسوبة على الفصائل الفلسطينية التي تنقلها بطريقتها إلى غزة.