المصطفى الجوي – موطني نيوز
من الذي بناه وما هو التاريخ الحقيقي الذي يرجع إلى حقبة العهد الأول من البشر أي قبل الطوفان العظيم!، أسألة تحوم حول تاريخ المنطقة ومن هم سُكانها الأصليين وما الحقيقة وراء هيكل سُليمان وتابوت العهد وكيف وصلت الأمور إلى ما يحدث الآن مع أشقائنا من مؤشرات حول النهاية؟!.
اليوم سنتحدث عن كل ذلك وأكثر في تحقيق هو الأهم كما ذكرت في تاريخ موطني نيوز وأيضًا للأجيال السابقة واللاحقة التي طُمِسَ عنها حقائق التاريخ فلم تعرف أهمية القضية للعرب بل وللعالم أجمعين لذا ركزوا لأن ما ستقرؤونه الآن يفوق كل شيء ولكن أولًا لا تنسوا أن تشاركوا هذا التحقيق في كل مكان حتَّى يتسنى للجميع معرفة حقيقة الأمر الذي بدأ منذ آلاف السنين…
البداية كانت مع خلق سيدنا آدم عليه السلام ونزوله إلى الأرض بعد حادثة إبليس الشهيرة وهنا كان المسجد الحرام والكعبة قد تم وضع قواعدهما بالفعل فمن بناهما هم الملائكة ثم آتى الأمر إلى سيدنا آدم ببناء مسجدًا آخر بعيد عن شبه الجزيرة العربية وسُمي بالمسجد الأقصى وكان ذلك بعد بناء المسجد الحرام بأربعين سنة كاملة وفي ذلك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أبى ذر الغفارى، رضى الله تعالى عنه، قال : قلت يا رسول الله أى مسجد وضع فى الأرض أولا؟ قال: “المسجد الحرام”، قال : قلت ثم أى؟ قال : “المسجد الأقصى”، قلت : كم كان بينهما؟ قال : “أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فإن الفضل فيه”، رواه البخاري.
وبهذا نعرف بأن من بنى هذا المسجد هو سيدنا آدم وتلك أول الحقائق التي تنفي ضلال قوم بني إسرائيل في زعم بأن من بناه سيدنا سليمان وسأخبركم لماذا يقولون ذلك لاحقا.
بعد ذلك تتابعت أجيال مُتلاحقة من البشر وقيل أن سيدنا آدم سكن بجوار المسجد الأقصى فترة من الوقت ومع اتَّساع بقعة البشر جائت فترة رسول الله نوح عليه السلام في قومه الذين تركوا عبادة الله وعبدوا خمسة أصنام ل رجالٍ كانوا صالحين قديمًا وبعد مُحاولات مديدة للدعوة إلى عبادة الله رفضوا ذلك واستمروا في الشرك بالله إلَّا جماعة قليلة آمنت ثم حدث “الطوفان العظيم” وهو الحدث الأكبر الوارد في جميع العقائد وقد تناولناه تفصيلًا في مقالٍ سابق ولكن وبسبب الطوفان انتهت الحيوات على كوكب الأرض فيما عدا أهل السفينة فقط ولذلك أُطلق على الناجون مُصطلح .
العهد الثاني من البشر
هنا سنسرد معلومة هامة ستُشكل الوعي الأول في تحقيقنا وهي أنه كان لسيدنا نوح أربعة أبناء وهم، “سام، حام، يافث وكنعان” وهذا الأخير كنعان هو الذي رفض الركوب في سفينة أبيه نوح ونتيجة لذلك غرق مع والدته في الطوفان، وتبقَّى ثلاثة وكانوا هم الأساس الأول لكل ما نراه اليوم من اتساع في رقعة البشر وتباينه فيافث اتجه إلى أوروبا الحالية وجاءت ذريته هناك، أمَّا حام فاتجَّه إلى أفريقيا وأخيرًا سام وهو موضوعنا اتَّجه إلى المشرق وتحديدًا إلى “اليمن” وكانت من ذريته العرب والفرس والروم، وبنى في اليمن مدن كبيرة وكانت أولهم “صنعاء” ونأتي هنا إلى الخلاف الثاني فانتبهوا جيدًا، سام كان له ذرية العرب وانقسمت ذرية العرب نفسها إلى أقسام متعددة والقسم الذي نُريد الحديث عنه تم تسميته ب “العماليق” وهؤلاء نسبهم يرجع إلى عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، والعماليق هؤلاء هم أول قوم سكنوا بجوار المسجد الأقصى وأقاموا حضارتهم بجواره!! أي بمُصطلح آخر أشد قوة وبيان.
العرب هم أول من سكنوا داخل القدس
ولاحقًا عُرفوا هؤلاء العماليق بإسم آخر يُدعى “الكنعانيون” وتم تسمية أرض بيت المقدس بإسم أرض كنعان وهنا ثاني وأهم تضارب بين الحقيقة وبين زعم بني إسرائيل فهم فيما بعد حاولوا بشتى الطرق نفي نسب الكنعانيون عن سام وتحويله إلى حام بن نوح تحت رواية عجيبة المنطق بأن سيدنا نوح لعن إبنه حام وذريته لأنه رآى عورته!! وأنَّ حام قد أسمى إبنه الأول كنعان نسبةً إلى أخيه الذي غرق في الطوفان وكنعان هذا هو من سكن بجوار المسجد الأقصى، هل ترون أعزائي كم الضلال المخلوط بالحق في رواياتهم، صبرا صبرا فما زال المزيد.
كما ذكرت سكن الكنعانيون بجوار المسجد الأقصى وكان ذلك تقريبًا عام 3000 قبل الميلاد أي قبل مجيء سيدنا إبراهيم بأكثر من 1100 عام!! فبعد مجيئه سيحدث اختلاف كبير في التاريخ..
عام 1900 قبل الميلاد وتحديدًا في العراق ظهر شاب ذكي ذو عقيدة موحدة بالله يُقال له “إبراهيم” وكانت تلك الحقبة هي فترة حُكم الملك الأقوى “النمرود” وكان يحكم العالم من داخل مدينته العظيمة بابل وبالطبع الكثير منَّا يعلم صراعه مع سيدنا إبراهيم الذي انتهى برميه في نارٍ عظيمة ولكن حدثت معجزة الله وكانت بردًا وسلامًا عليه ومن بعدها رحل سيدنا إبراهيم عن العراق واتجه أولًا إلى مصر ومن بعدها إلى حيث بيت المقدس.
والحدث المهم هو أنَّه تزوج بإمرأتين أولهما السيدة سارة والثانية السيدة هاجر والزيجتين هم أساس ما سيحدث بعد ذلك فالسيدة هاجر حملت أولًا وأنجبت سيدنا إسماعيل وبعد وقتٍ قصير أمر الله سيدنا إبراهيم بالتوجه معهما نحو شبه الجزيرة العربية وأن يتركهما في مكان عبارة عن صحراء قاحلة والعجيب فالأمر أن سيدنا إبراهيم كان يُخاطب الله عن المكان ويقول عنه المسجد الحرام، بمعنى أن سيدنا إبراهيم كان يعلم بأن تحت تلك الرمال القاحلة قواعد المسجد الحرام الذي بنته الملائكة قديما، المهم أنَّه تركهما هناك تحت رعاية الله وهذا هو اليقين وحدث للسيدة هاجر تحدي الماء وصريخ رضيعها إسماعيل من العطش وسُبحان الله بسبب الثبات واليقين كان لها ثلاثة أشياء، الأولى هي عين زمزم التي تفجرت من الأرض والثانية هي طقوس العمرة والحج والسعي بين الصفا والمروى وأخيرًا قبيلة عربية مرَّت بهما وعندما رأوا عيون الماء استقروا بتلك المنطقة لتكون بعد ذلك مملكة كبيرة، نترك السيدة هاجر ونأتي إلى موضوعنا والذي كانت بدايته مع السيدة سارة وقد أنجبت وعلى عُمرٍ كبير سيدنا إسحاق ليكون الإبن الثاني لسيدنا إبراهيم ويسكن بجوار بيت المقدس ومع مرور الزمن تزوج وأنجب طفلين والمهم هو إسم الطفل الأول سيدنا يعقوب والذي سيُعرف فيما بعد بإسم “إسرائيل”.
ملحوظة هامة قبل أن نُكمِل : عندما هاجر سيدنا إبراهيم إلى بيت المقدس كان وكما ذكرنا سابقًا يسكنها الكنعانيون من سلالة سام بن نوح وفي هذا الوقت كانوا مُوحدين بالله على عقيدة سيدنا إبراهيم، أي أن إبراهيم وذريته من بعده إسحاق ويعقوب لم يكونوا أهل الأرض وإنَّما ارتحلوا إليها ليسكنوا بجوار سُكانها الأصليين ومعلومة أُخرى هامة جدًا كان للكنعانيون شعبًا آخر سكن معهم وأُطلق عليهم “الفلسطنيون” !!! أرجو أن تصل إليكم الفكرة.
نعود مرةً أُخرى إلى تحقيقنا، سيدنا يعقوب في شبابه قرر الرحيل إلى العراق حيث موطن جده إبراهيم وهناك قضى دهرًا من الزمن وتزوج إثنتين هما “ليا وراحيل” وكانوا أخوات وفي هذا الوقت لم يُحرم الله زواج الأُختين وقيل أيضًا بأنهما عرضا عليه خادمتين ليتزوجهما ولكن ما يهم هو أنَّه أنجب 12 ولدًا وهم بداية حقبة ستسمعون خلالها ما يعجز عنه العقل، عشرة منهم من ليا وإثنين من راحيل وهذان الإثنان كان من بينهما سيدنا يوسف عليه السلام…
ترك سيدنا يعقوب العراق ورجع مرة أُخرى إلى جوار بيت المقدس حيث كان الكنعانيون العرب هُناك وسُمي كما ذكرت ب “إسرائيل” ومعنى الإسم “عبد الله” ، إسرا تعني عبد وئيل تعني الله، وتم تسمية ذريته الإثنى عشر بإسم مهم جدًا وهو “الأسباط” وكانوا هؤلاء هم بني إسرائيل ومن ذريتهم سيخرج الجميع من هؤلاء القوم، وسبحان الله بعد مرور سنين مديدة كان هنالك ضلالا جديدا آخر بأنهم قالوا بأن معنى “إسرائيل” هو صراع مع الله وابتدعوا قصة أُخرى ضالة مثل قصة كنعان بن حام التي ذكرتها بالأعلى والقصة الجديدة هي أن الله نزل إلى الأرض في صورة ملاك وحدث صراع بينه وبين سيدنا يعقوب واستغفر الله قام بحبسه ليتركه يصعد مرة أخرى في النهاية إلخ إلخ، حاشا لله من ذلك الضلال ولكن أخبركم به لتعلموا وأنه وعلى مر العصور هم أساتذة المكائد وتضليل الصواب فأن عرفوا الحق أو تظاهروا به فمن خلفه باطل.
نرجع إلى تحقيقنا مرة أُخرى والءي كان فيه قصة أخوة سيدنا يوسف ورميه في البئر لتفضيل أبيه له عنهم وبالطبع وصوله إلى مصر وبعد كونه مسجونًا صار عزيز مصر بأكملها والقصة معروفة للجميع، ولكن الأهم هو أنه وبسبب مكانة سيدنا يوسف الكُبرى داخل مصر هاجر سيدنا يعقوب وذريته أجمعين إلى مصر أيضًا تاركين بيت المقدس والمنطقة بأكملها لأهلها الذين جاءوا عليهم وبدأ لهم عصرًا جديدًا داخل أرض مصر تحت رعية سيدنا يوسف العزيز…
بعد وفاة سيدنا يوسف بسنينٍ مديدة احتلَّ الهكسوس مصر وكان منهم فرعون بالطبع وعند توليه للحكم اضطهد ذرية بني إسرائيل كافة حتَّى أنَّه جعلهم يشتغلون بالأعمال الشاقة وعلا عليهم قوم فرعون فكانوا أسيادًا كِبار وبالفعل في تلك الحقبة لاقت ذرية الأسباط الهوان وقلة الحيلة حتَّى جاء رسولٌ آخر وصاحب الرسالة سيدنا موسى عليه السلام والذي تعرفون قصة ولادته ونشأته ولكن ما يهم هو أنَّه وعند مواجهة فرعون بالرسالة والتوحيد وما فعله من بطش بقومه قرر الهروب بهم إلى صحراء سيناء وعندها حدثت قصة البحر الشهيرة والمُعجزة الكُبرى والتي انشقَّ فيها البحر إلى نصفين ثم أطبق على فرعون وجنوده وبعد رؤية بني إسرائيل تلك المعجزة وعبورهم أضلهم السامري بعبادة عجلٍ من ذهب فيا لهم من قوم وما أشقاك يا موسى في الكفاح معهم وظلَّت الحال كذلك.
حتى أمر الله سيدنا موسى بالتوجه هو وقومه نحو أرض بيت المقدس، الأرض التي هجروها سابقًا وبالفعل توجهوا إليها ولكن صُعِقَ القوم بمعرفة أن هنالك قوم جبَّارين أقوياء داخل الأرض ويتوجب عليهم مُحاربتهم للدخول فما كان منهم غير خُذلان سيدنا موسى والتولي عنه، وبالطبع كان القوم بالداخل هم العماليق الذين تحدثنا عنهم سابقًا ولكن كانوا في ضلال في ذلك الوقت ونتيجة لتقاعس قوم موسى حكم الله عليهم بالتيه في صحراء سيناء أربعين سنة، كُلَّما ارتحلوا رجعوا إلى نفس النقطة وظلَّت أرض المسجد الأقصى مُحرمة عليهم طيلة تلك المدة فيقول الله في كتابه العزيز، “قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ”.
أترون ماذا قالوا وكيف خذلوا أنبياء الله أجمعين في كل موقف ثم يدعون بأنهم هم من تم اضطادهم عبر التاريخ، ضلال ما بعده ضلال.
نرجع مرة أخرى ونكمل بأنه وخلال مدة التيه أيضًا توفى هارون وموسى وظهر نبيًا آخر جديد في القوم وكان إسمه “يوشع” وهو كاتب سيدنا موسى الفتى الذي ارتحل معه وكان معه في رحلة سيدنا الخضر، على يد يوشع توحد القوم مرةً أُخرى ودخلوا إلى أرض بيت المقدس وأمرهم الله بأن يستغفروا الله عند دخولهم وأن يقولوا “حطة” دلالة على شكرهم لله فما كان منهم غير الاستهزاء وتبديل الكلمة ب”حنطة”!! استمرارًا لمسلسل ضلالهم الأبدي.
“وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”.
وهناك بجوار بيت المقدس سكنوا جوار الكنعانيين أهل البلد الأصليين والفلسطنيون وهم أيضًا الأهل وسكنوا بجوارهم سنين…
ملحوظة هامة : أثناء دخولهم مع يوشع كان معهم شيء هام من الآثر يُدعى، “تابوت العهد” وهذا التابوت مُكون من الذهب والمعدن النفيس، ذو مظهر مُميز وطبيعة ساحرة وبداخله يوجد عصا موسى، الألواح أو بالأحرى بقايا الألواح التي دوَّن فيها سيدنا موسى علم الله الذي أوحى له به، بقايا أُخرى من موسى وأخيه هارون وتلك البقايا بالتأكيد مُباركة ووضع بني إسرائيل التابوت في جميع حروبهم ليتباركوا به وليحققوا النصر.
نرجع مرةً أُخرى فبعد الدخول فسدوا في الأرض كعادتهم ونسوا عبادة الله فأخرج الله لهم من أنفسهم أنبياء كُثر لم يذكر القرآن بعضهم ولكن ما كان منهم غير القتل للأنبياء أو الاستهزاء بهم وظلَّت تلك الدائرة سنوات مديدة حتَّى عاقبهم الله بفُقدان تابوت العهد المُبارك لهم في إحدى المعارك ولم يعثروا عليه فما كان لهم غير الهزيمة والانكسار حتى ظهر حاكم جبَّار كافر بالله يُدعى “جالوت” فقام هذا الرجل باضطهاد بني إسرائيل كما فعل فرعون سابقًا ولكن بصورة أكبر وأمسك منهم الكثير فدعوا الله هنا بأن يُنجيهم وقام جالوت بقطع أرحامهم وسبط الأنبياء الخاص بهم فلم يُبقي من ذلك السبط ذكرًا واحدًا إلَّا فقط زوجة رجلٍ منهم كانت قد حملت قبل مقتله ولذلك وضعوها في بيتٍ آمن خشية أن يُصيبها مكروه وجميعهم تمنوا أن يكون الطفل في بطنها ذكرًا فيكون نبيًا لهم وهو الأمل الأخير لهم.
ملحوظة هامة : ذكرت سابقًا بأن أبناء يعقوب عليه السلام كانوا إثنى عشر وتمَّت تسميتهم بالأسباط ومع مرور الزمان كان من سبطين فقط النسب الشريف فأحدهم كان سبطه يخرج منه الأنبياء وهو سبط “لاوي” والملوك من السبط الآخر وهو سبط “يهودا” و”ياوي” و”يهودا” أبناء سيدنا يعقوب.
نرجع مرةً أُخرى للسيدة التي أنجبت طفلًا ذكرًا بالفعل وكَبُرَ الطفل فصار نبيًا وكان إسمه “شاموئيل” وقد تم ذكره عند الحافظ بن كثير وما يهم هو أنَّه ظلَّ يدعو الله حتَّى جاء القوم له وأخبروه بأنَّهم يُريدون القتال في سبيل الله!!! تخيَّل عزيزي القاريء بأن بني إسرائيل يقولون ذلك فما كان من النبي غير الاستماع لأمر الله وبعدها أخبروه بأنَّهم يُريدون ملكًا منهم يوحدهم ويقود تلك الحرب ضد جالوت فاختار الله لهم رجلًا قوي الجسد وله من العلم ما ليس لغيره وكان يُدعى “طالوت” ولكن وكعادة هؤلاء القوم رفضوه قائلين بأنه ليس من سبط الأنبياء أو سبط الملوك وبعد جدال معتاد مع النبي أخبروه بأنهم يُريدون آية ليتيقنوا بأنه اختيار الله لهم فكانت المعجزة بأنه قال لهم بأن طالوت سيأتي إليكم بتابوت العهد الخاص بكم والذي فقدتوه منذ سنوات وسيكون محمول على أكتاف الملائكة!!! معجزة غير طبيعية تحدث الآن وبالفعل تحققت فما كان لهم غير التصديق والبيان له بالمُلك، تابوت العهد الخاص بهم قد رجع وليس ذلك فقط بل وجلبته إليهم الملائكة فقال الله في كتابه العزيز، “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ “.
انظروا الآن أعزائي إلى ما سيحدث لتتيقنوا بأن هؤلاء القوم هم الضلال الأكبر في هذا الكون، تحرك جيش “طالوت” للمواجهة وكان معه 80 ألف رجلًا منهم حتى وصل إلى نهر الأُردن وهنا أخبره الله بأن يأمرهم بعدم الشراب من النهر برغم عطشهم وكان ذلك الأمر الإلهي اختبارًا لهم ولمعرفة مدى صدقهم، فقال لهم طالوت ذلك وأخبرهم بأنَّه من اغترف فقط شربة ماء من النهر بكف يده فسيعبر معه للمواجهة أمَّا من شرب فليعود أدراجه، أتتوقعون ماذا حدث؟!.
76000 رجل من هؤلاء القوم لم يأبه بذلك وشربوا من النهر فكانوا من الخاسرين في ذلك الاختبار ليُكمِل طالوت ومعه 4000 رجل فقط!!.
هل تتوقعون بأن ذلك فقط ما حدث، لا والله فنحن نتحدث عن بني إسرائيل هنا، بُمجرد وصول طالوت وجيشه إلى أرض المعركة رأوا جحافل ضخمة وأعداد كبيرة من جيش “جالوت” عدو الله فما كان من جيش طالوت سوى التقاعس وتبديل قولهم في القتال في سبيل الله إلى الفرار هربًا ليتركوا فقط أربعمائة رجلًا مُخلصًا لله وللعقيدة مع طالوت ويشهد العالم ملحمة عظيمة ستكون نتيجتها ظهور نبي جديد وتحول كبير فالأحداث!!.
ماذا حدث في معركة طالوت وجالوت؟، كيف تغيرت الحياة داخل بيت المقدس؟ ولماذا كان الهيكل هو والتابوت أهم الأشياء رغبة لدى هؤلاء القوم؟، ما هي الخطة الكبرى؟ ومن هو المخلص الذي سيسطر النهاية؟ وأخيرا ما هو التحرك الخفي الذي يحدث الآن بسبب تلك الحرب مع أشقائنا والذي يجهله العرب غير مدركين بأننا على أعتاب الملحمة الكبرى؟!.
كل ذلك وأكثر سيكون في الجزء الثاني والأخير من هذا التحقيق “المسجد الأقصى ونهاية الكون”، وفي الختام فلندعو الله بالنصر وحفظ الله أشقائنا المجاهدين من كل سوء ونعم هم خير القوم فهم يواجهون العدو الأبدي للعالم أجمع على مر التاريخ.