أسية عكور – موطني نيوز
يتواجد الأن بالعاصمة العلمية للاقاليم الجنوبية الشاعر و المسرحي الكبير محمد بلهيسي المسؤول السابق بوزارة الثقافة ، نحات الكلمات في زمن كثر فيه اللغط وابتذلت فيه الكلمة .
ابن مدينة تازة البار تشبع بقيمها وترعرع في كنف تعددها الثقافي وصقل موهبته المسرحية من تلاقي الأفكار والتجارب وتباعد الرؤى وتجاذبها .
هو مخرج وكاتب مسرحي، ممثل وزجال، أستاذ في المهنة والهواية والحياة، وتلميذ دائم في التعلم والتواضع والأوتوقراطية أيضا، لكنه أبدا إنسان طاعن في إنسانيته، طالع في المحبة والنخوة والرفعة والشهامة.
هو أشهر من نار على عَلَمِ بويبلان وتوبقال، حتى قاسيون وجبل الشيخ، والجبل الأخضر، مفرد بصيغة الجمع، ومتعدد بصيغة المفرد، ابن تازة البار ومُوقظها إن استكانت للهامشية المفروضة عليها، وانغمست في همها الشقي والشرقي، وكلها في الشرق همُّ. فهو عَلَمٌ من جبالها الشوامخ، وصوتُها الطلْقُ في مسارح الأرض، مشارقها ومغاربها، أبدًا مَبتَهِجٌ ومُبهِجُها وإن ضاقتْ مَضَايقُها.
برهن في مناسبات عديدة عن قدرات خارقة في مجال الاخراج المسرحي، عبر اختيارات جمالية تقوم على الاندهاش والفانتازيا المسربلة بتنويعات سينوغرافية، تبدأ بالديكورات الفخمة المرتبطة اساسا بالمعمار المغربي والعربي الأصيل، والألبسة التقليدية التي تعد سفيرا للزمان والمكان، وعنوانا للفرد من حيث انتماؤه الاجتماعي والثقافي، واختياراته الجمالية، دون إغفال الاغاني والمرددات المستوحاة من أزجاله أو من القطع الغنائية التراثية المعروفة».
هو من المخرجين المسرحيين المغاربة القلائل الذين مازالوا يراهنون على الزخم أو القيمة الجمالية المكثفة للعرض المسرحي في ترسيخ الفرجة الفنية، وتأصيلها في المشاهدة الراهنة بالمفهوم والشكل اللذين كانا لها في بداياتها الإغريقية الأولى، بكل الأبعاد الطقسية والإنشادية وملحمية اللغة والفعل الإنسانيين (…) لقد ظلت تجربة هذا المخرج بعيدة عن كل أشكال التقشف في الرؤية الإخراجية وعناصر تأثيث الخشبة وتنماز باسرافها الجمالي».
فعلى مستوى التأليف الدرامي، كتب محمد بلهيسي مجموعة من الأعمال منها، «مقام النور» و«المنسي» و«باب الدنيا» و«سوق المزاد» و«جزيرة الأحلام» و«محاين لبلاد» و«ليلى والراوي والذئب» و«شياطين الحكاية» وغيرها، وهو في كتابته النصية والركحية يكتب بروح الشاعر المبحر في اللغة بحثا عن جواهر الكلم، وأكثرها شفافية وإبلاغية للمعنى المراد، ونظرة الدراماتورج، والمخرج المسرحي الواعي بآليات الاشتغال المسرحي، نصا وإخراجا وعرضا؛ وسواء في النصوص التي ألفها أو التي أخذها من مؤلفين آخرين، أمثال عبد الحق الزروالي ومولاي أحمد العراقي وعبد الكريم برشيد ومحمد الكغاط ومحمد تيمد وعبد السلام لوديي وعبد السلام الحبيب وسعيد الناجي وغيرهم، فقد ظل وما زال ملتزما، بالانحياز الإبداعي للنصوص الأكثر تمثلا لروح الثقافة المغربية بتعدد مشاربها، الأمازيغية والعربية والأندلسية والإفريقية، وإلى جانب إصراره على ارتياد آفاق العمق الثقافي لهذه المساحات الثقافية والفنية، ما انفك يرسخ تواصله مع مختلف الأجيال المسرحية، من مخرجين ومؤلفين وممثلين وتقنيين، ويضع خبراته في سبيل تنشئة جيل مسرحي جديد، سواء من خلال مساهماته في التكوين لفائدة الفاعلين في المسرح المدرسي أو مسرح الطفل أو مسرح الهواة، وقد تخرج على يديه العديد من الفعاليات المسرحية الوازنة في المشهد الثقافي والمسرحي المغربي.
اليوم حظي المركب التربوي الإشراق للتعليم الخصوصي بالسمارة بزيارة قام بها الهرم المسرحي الكبير محمد بلهيسي رفقة المخرج الدكتور حسن فايز حيث كان لهما قاء هام مع الحتج المصطفى الحرمة رئيس المؤسسة و اطر إدارية و تربوية بحضور الفاعل الجمعوي و المسرحي السيد فريد الشيبي و ءلك في إطار إنفتاح المؤسسة على الفعاليات الثقافية و الفنية لما يخدم مصلحة أجيال الغد .