المصطفى الجوي – موطني نيوز
تظهر الأحداث الأخيرة في فلسطين مرة أخرى تواطؤ العالم ومن يتشدقون بالحرية وحقوق الإنسان مع الإحتلال الإسرائيلي الإرهابي، حيث وثّقت مشاهد استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة وبدم بارد من قبل القوات الصهيونية الغاشمة. وهو ما خلف صدمة عنيفة بين المدنيين الفلسطينيين في المنطقة المحيطة بالمستشفى.
ومن المعلوم أن مستشفى المعمداني هو المستشفى الرئيسي في القطاع، ويخدم أكثر من مليون شخص. وعلى الرغم من ذلك، فقد شن الجيش الإسرائيلي القاتل للأطفال والنساء هجومًا ضدَّه بحجة أنه يعمل مع حماس. و المعروف أن ممارسات الحكومة الإسرائيلية الحالية هي محاولة لاستهداف المدنيين والبنية التحتية بدلاً من اتباع إجراءات مشروعة للدفاع عن أمن الدولة. لكن ماذا عسنا نقول فالصهاينة لم يستفيقوا بعد من صدمة 07 من أكتوبر.
وبهذا المنحى أصبح عراب الإرهاب بنيامين نتنياهو يرقص على جثث الأطفال الفلسطينيين في غزة ويتباهى بارتكابه لجرائم ضد الإنسانية. وهذا يعكس بشكل كبير قيم الحرية والعدالة التي تؤمن بها بعض دول العالم التي تساند الارهاب وترعاها وعلى رأسهم شيطان العالم والكون أمريكا ورئيسها الزنديق جو بايدن.
من المؤسف أن الإدارة الإسرائيلية وهي تنتهك القوانين الدولية وترفض الانفتاح الذي تدعو إليه الأمم المتحدة، وتنهج موجة التجاهل الدولية، وتتفادى التغلب على المسؤولية الأخلاقية والقانونية في جرائمها.
أما بالنسبة للإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فالمسألة هي الآن لم يبقى شيء سوى العنف والتدهور المستمر، مع كل يوم هلع وخوف وألم للفلسطينيين. ونحن ندعو المجتمع الدولي للتدخل ووضع حد للإرهاب الصهيوني المتصاعد في المنطقة، وإلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المرافق الطبية والمدنية والإنسانية الإسلامية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن إلحاق الأذى والضرر بالمدنيين والمرافق الطبية غير مقبول ويتعارض مع القوانين الدولية والإنسانية، ويتعارض مع الأخلاق والقيم الأساسية لحقوق الإنسان. كما يجب الضغط على إسرائيل للامتثال للمواثيق الدولية وحماية حقوق الإنسان في المناطق التي تحتلها.
وعلى المستوى الجيوسياسي ، يعد الاستهداف الصهيوني لمستشفى المعمداني والعمليات العسكرية الحالية في فلسطين، بما في ذلك الإغلاق الكامل لكل المعابر، طريقا خطيرا لتصعيد الصراع المتصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما يجب على المجتمع الدولي، وخاصةً المنظمات الحقوقية الدولية، العمل على إيقاف هذا الصراع وإيجاد حل سلمي، يجمع بين الحقوق والأمن لجميع الأطراف المعنية.
أما بالنسبة للاحتفالات الصهيونية بتلك الجرائم التي يرتكبونها بحق الفلسطينيين والتي فاقت 500 شهيد في مستشفى المعمداني وحده، فهي لا تمثل سوى حربا دينية بكل المقاييس على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، كما تكشف عن عدم احترام تلك الشعوب وحقوقها. وهذا يشير إلى أن دولة إسرائيل الصهيونية الإرهابية ليست دولة مدنية، بل هي نظام قومي أساسه العنصرية وخرق حقوق الإنسان بشكل مباشر.
وفي النهاية، يجب أن تعمل جميع الدول الحرة والمنظمات الدولية على إنهاء الصراع في فلسطين وحل المشكلة بطريقة تشرف على الإنسانية والعدالة وحقوق الإنسان لجميع الأطراف المعنية. وليس هناك مكان للإرهاب والعنف بين الإنسانية المتحضرة. لاننا اليوم لا نواجه جماعة أو فصيل بل نحن في مواجهة إرهاب دولة وعلى المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن تحمل المسؤولية، لأن ما يقوم به الكيان الصهيوني قاتل الاطفال والنساء ما كان ليتحقق لولا تلقيه الضوء الأخضر من دولة أمريكا المارقة وساستها.