المصطفى الجوي – موطني نيوز
تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي صورة حديثة للأميرة للا لمياء الصلح، زوجة الأمير عبد الله بن محمد الخامس، عم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بن الحسن. وعلى الرغم من عدم الإشارة إلى تاريخ أو مكان التقاط الصورة، إلا أنها أظهرت الأميرة للا لمياء برفقة أصغر أبنائها الأمير مولاي إسماعيل العلوي.
فمن هي الأميرة للا لمياء؟
الأميرة للا لمياء الصلح هي ابنة الرئيس اللبناني السابق رياض الصلح، وُلدت عام 1938. تربت هي وشقيقتيها منى وليلى بتربية محافظة، حيث كان يرافقها الخادم إلى المدرسة وتلازمها المربية في النزهات وعلى الشاطئ. سافرت إلى باريس لاستكمال دراستها وحصلت على البكالوريوس من جامعة السوربون.
الأميرة للا لمياء الصلح زوجة الأمير المغربي عبد الله العلوي إمرأة شرقية نبيلة تربّت في بيت عريق شهد على النضال من أجل حرية لبنان وترأس والدها أول حكومة بعد الإستقلال. تتمتع بجمال ساحر وشخصية تستحق التقدير لا سيما بعد زواجها من الأمير مولاي عبد الله ودخولها الى القصر الملكي حيث حظيت باحترام الجميع، لا سيما والدة زوجها للا عبلة. شقيقتها منى زوجة الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز ووالدة الأمير الوليد بن طلال والأميرة ريما بنت طلال. أما شقيقتها ليلى الصلح حمادة فهي أول إمرأة تحمل لقب وزيرة في لبنان، حيث تولت حقيبة وزارة الصناعة في حكومة الرئيس عمر كرامي.
كانت لمياء في الرابعة عشرة من عمرها عندما فقدت والدها رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح بعد تعرضه للإغتيال.
التقت الأميرة للا لمياء بالأمير المغربي عبد الله العلوي، أحد أبناء السلطان طيب الله ثراه محمد الخامس بن يوسف، في مدينة فيرنوي بضواحي باريس أثناء قضاؤه إجازته. ولكنه سريعًا ما عاد إلى المغرب عندما حدث سوء تفاهم سياسي بين الحكومة الفرنسية وحكومة السلطان محمد الخامس. عادت لمياء إلى لبنان وبعدها ذهبت في زيارة لشقيقتها في السعودية، حيث كانت زوجة الأمير طلال ابن الملك سعود.
رآها هناك الأمير محمد الابن الثالث للملك سعود وأعجب بها، ثم سافر ليطلب يدها للزواج من والدتها في لبنان، ولكنها رفضت. وعندما سرى خبر القران المقبل للأمير محمد على لمياء، قدم السفير المغربي بنعبد النبي طلبًا رسميًا للزواج منها، وسافر وفد دبلوماسي من طرف السلطان محمد الخامس لخطبتها في لبنان.
حيث عقد قرانهما في 8 نوفمبر 1959 بحضور شيخ الإسلام سيدي محمد بن العربي العلوي وعدد من العلماء اللبنانيين وأفراد الأسرة الملكية المغربية.
نجاتها من الموت
عام 1971 نجت الأميرة لمياء من الموت المحتم بعد محاولة الإنقلاب على الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله وكادت أن تقتل قبل أن يدرك الجنود الذين هاجموا القصر أنها حامل فلم يتعرضوا لها لكن زوجها الأمير عبدالله أصيب بعدة طلقات نارية.
وفاة الأمير مولاي عبد الله
توفي الأمير مولاي عبد الله بعد معاناة مع مرض السرطان في 20 ديسمبر 1983وكان لا يزال في الثامنة والأربعين من عمره.
علاقتها بملك المغرب الحسن الثاني رحمه الله
عرفت علاقة الأميرة للا لمياء بعض التوتر مع الملك الراحل الحسن الثاني، والسبب يعود إلى الحساسيات المرتبطة بالإرث من جهة وبالعلاقة بين إبنها مولاي هشام مع عمه الملك الحسن الثاني من جهة ثانية. لكن الملك الراحل الحسن الثاني كان يكن لها كل إحترام ويقدرّها كونها زوجة شقيقه.
إهتمام بالمكفوفين
عُرف عن الأميرة لمياء إهتمامها بالعمل الاجتماعي، لا سيما المكفوفين، فقد ترأست المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين في المغرب، حيث سجلت حضوراً لافتاً في هذا المجال.