المصطفى الجوي – موطني نيوز
إنّ التربية هي واحدة من أهمّ الأدوات التي يمكن استخدامها لبناء مجتمع أفضل وأكثر تحضراً. وفي هذا السياق، يلعب المعلم دوراً حاسماً في توجيه الشباب وتشكيل قيمهم وأخلاقياتهم. إلا أنه في السنوات الأخيرة، تزايدت التحديات التي يواجهها المعلم في ترسيخ هذه القيم والأخلاق في طلابه. لذا، يجب أن نعيد النظر في دور المعلم ونمنحه أدواته الضرورية من جديد، منها “العصا”، ليستعيد الشارع بعض أخلاقه.
في العصور السابقة، كانت “العصا” تُستخدم بشكل مبالغ فيه في التربية. إلا أنها كانت وسيلة للتأديب وليست هدفاً ذاتياً. وبالتطور الاجتماعي والتربوي، أصبحنا نفهم أن هناك طرقاً أفضل لتوجيه السلوك وبناء الأخلاق. ومع ذلك، يجب علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بحذر، فالتفريط في تأديب الأطفال قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
لكن هنا يأتي دور إعادة العصا للمعلم، ولكن بمفهوم جديد. العصا هنا ترمز إلى السلطة والاحترام الذي يجب منحه للمعلم في الصفوف. يجب على المجتمع وأولياء الأمور أن يتحلىوا بالثقة في قدرة المعلمين على توجيه وتربية الأجيال الصاعدة. لن يكون للمعلم أي تأثير إذا لم يتم منحه سلطة واحترام من قبل الطلاب وأولياء الأمور.
إعادة العصا للمعلم تشمل أيضاً دعمهم بأدوات تربوية حديثة وبرامج تطوير مهني لتعزيز مهاراتهم في توجيه الطلاب. على سبيل المثال، يمكن توفير ورش عمل تعليمية حول التعامل مع تحديات السلوك الطلابي وتنمية استراتيجيات فعالة لتربية أجيال مسؤولة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نشجع على تكوين علاقة إيجابية بين المعلم والطلاب وأولياء الأمور. هذه العلاقة يمكن أن تكون مفتاحاً في نقل القيم والأخلاق بشكل فعال.
في الختام، إنّ استعادة العصا للمعلم ليست استراتيجية بسيطة أو حلاً جاهزاً. إنها دعوة إلى إعادة التفكير في دور المعلم وتوفير الدعم والسلطة الضرورية لهم ليتمكنوا من توجيه الشباب نحو بناء مجتمع أفضل وأكثر تحضراً.
لهذا أقول : أعيدوا العصا للمعلم، كي يستعيد الشارع بعض أخلاقه. فالقمامة لم تعد في الحاويات بل أصبحت في أفواه الجيل الجديد .
اعيدوا العصا إلى المعلم ليصلح ما أفسده الآباء، اعيدوا العصا إلى المعلم فقد ضاع جيل برمته.
أعيدوا العصا للمعلم حتى يستعيد التعليم عافيته، ودعوه يصنع جيلاً مثقفاً بالعلم الحقيقي والمعرفه، لا متفوقين بالغش والتزوير.