مروان الجوي – موطني نيوز
هنا خريبكة و على مر عقود من الزمن والمجمع الشريف للفوسفاط ينهج سياسة التفقير والتهميش للساكنة لخريبكية و القرى المنجمية المجاورة، وخصوصا الشباب الذين تفشت بينهم و منذ سنين ظاهرة البطالة في ظل السياسة التي ينهجها المجمع و هي “الهروب للأمام” في إطار واقع مرير ومعاناة مع أكبر مصدر للفوسفاط في العالم بأرباحه الخيالية التي تعد بالملايير.
في الوقت الذي يفترض من المجمع الشريف للفوسفاط الإلتزام بمسؤولياته تجاه ساكنة الإقليم و مناطق اشتغاله، عبر بلورة سياسة واضحة و منسجمة للتنمية المستدامة، تهدف بالأساس إلى خلق قيم مشتركة مع محيطه البيئي و المجتمعي، و ذلك من خلال مواكبة ما يعرفه العالم من تحولات صناعية و تجارية باستراتيجية اجتماعية تعود بالنفع على خريبكة و المناطق المجاورة باعتباره مؤسسة تستهدف خلق تنمية سوسيو اقتصادية للمجال، إلا أن سياسة من يقودون سفينة هذه المؤسسة في واد و نداءات و استغاثات الساكنة في واد آخر.
و عبر نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي عن استياءهم من هذه السياسة مطالبين بضرورة رفع حصار التهميش عن مدينة خريبكة و إنشاء معامل و مصانع لخلق فرص شغل لفائدة الشباب، متسائلين عن ثروة المدينة من مداخيل الفوسفاط ، التي بنيت بها مدن اخرى على حساب ساكنة تعيش الفقر و الهشاشة فقد أصبح لزاما على المجمع الشريف تغيير سياسته التي بدأت تخلق جيل جديد من الأطفال يكن الكره والحقد لمؤسسة من المفروض انها مواطنة.
و لعل كثرت الإختناقات التي تعرفها المناطق التي يستخرج منها الفوسفاط و جراء انبعاثات الغازات الكيماوية الخطيرة التي تهدد حياة وسلامة البشر و النبات والحيوان خير دليل على لامبالاة مسؤولو المجمع مع محيطهم ككل، فبعدما ارتبطت الإختناقات سابقا بالمناطق المجاورة و من حين لآخر أضحت اليوم بسبب ارتفاع الإنتاج إلى ديمومة شهرية يقدمها المجمع الشريف للفوسفاط كعبرون محبة وإخلاص لجيرانه من الساكنة التي لا تستفيد إلا من الإختناقات الغازية وضيق التنفس والعديد من الأمراض المزمنة.
إن المجمع الشريف للفوسفاط لايزال سائرا في درب سياسته التهميشية لمحيطه من المناطق المجاورة له، التي تطالب بحقها لاغير و على ماهو منصوص عليه في دفتر التحملات من تشغيل الشباب و تفعيل المادة 6 من قانون المناجم، والتي تعطي الأحقية والأسبقية لأبناء المنطقة في التشغيل والإستفادة من ثراوتهم، والتعويض عن الثلوث و تنمية المدينة…وغيرها من الحقوق التي يتم التستر عليها.
فمتى يستفيق مسؤولو المجمع الشريف للفوسفاط من غيبوبتهم ويغيروا من سياستهم التهميشية وينظرون بعين الرحمة و الشفقة لساكنة تعيش الويلات جراء التهميش و اللامبالاة..و هل السيد المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط على علم بما يجري في دواليب المؤسسة؟ و إلى متى ستبقى المؤسسة تنهج سياسة الإقصاء وعدم تحمل مسؤولية تنمية المدينة؟ و هل خريبكة و أبناءها لا يستحقون التفاتة من هؤلاء المسؤولين؟؟ أولا للمدينة بخلق دينامية حيوية في شتى المجالات و ثانيا في خلق معامل و مصانع لفائدة أبناء المنطقة؟؟ هذا ليس بمستحيل على مؤسسة رائدة محليا إفريقيا و عالميا؟؟.. للحديث بقية.. يتبع