المصطفى الجوي – موطني نيوز
منذ استقلال المغرب، شهدت الجماعات المحلية تطورات متفاوتة في التسيير والإدارة. على الرغم من التقدم الذي تم تحقيقه في مجال التنمية المحلية، إلا أن العديد من الجماعات المحلية لا تزال تعاني من مشاكل جوهرية ترتبط بالعبث والاستهتار في التسيير، وجماعة بنسليمان التي ابتلاها الله بإحدى هذه الكوارث واحدة منهم. بحيث يعد التسيير بهذه الجماعة الفاشلة بكل المقاييس من بين التحديات الرئيسية التي تواجه المدينة، فهي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وتعوق مسيرة التنمية المحلية المستدامة.
بل هي المسؤولة عن إدارة شؤون السكان وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. ومع ذلك، يعاني العديد من المواطنين في بنسليمان من نقص الخدمات والبنية التحتية غير الملائمة وسوء التخطيط العمراني، مما يُسبب غضبًا واحتجاجات شعبية.
تعود أسباب العبث والاستهتار في التسيير بالجماعة أجديرة محمد إلى إنعدام رؤية تنموية مستقبلية، مع الافتقار إلى كاريزما الرئيس، الذي أضحى أضحوكة الصغير قبل الكبير. ناهيك عن تغريد هذا الرئيس وحاشيته التي أغلبهن نساء خارج السرب. وهو ما انعكسا سلبا بعد تجاهل آراء المواطنين والمجتمع المدني وعدم استشارتهم في عملية صنع القرار المحلي، مما يؤدي إلى غياب الشفافية والمساءلة.
دون أن ننسى ضعف التخطيط الاستراتيجي والذي غالبًا ما تعجز جماعة أهل الكهف والعبث عن وضع رؤية واضحة للتنمية المستدامة والاستدامة البيئية، مما يؤدي إلى تبديد الموارد وتكرار الأخطاء. وبالتالي السقوط في بحر من الاختلالات الكثير واللامنتهية.
لمواجهة هذا العبث والتفاهة و التهريج الذي أصبحنا نعيشه كلما حضرنا إحدى الدورات، هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات جذرية وتحسين نظام الحكم المحلي في بنسليمان. من بين الإجراءات الضرورية :
أولاً، مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في جماعة بنسليمان، من خلال تعزيز ثقافة المساءلة وتطوير آليات لمكافحة كل أشكال الاختلالات و التجاوزات التي سبق وأن اقرها التقرير الاسود للمجلس الجهوي للحسابات.
ثانياً، تحسين تدريب الموظفين وتعزيز قدراتهم الإدارية والمهنية، لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين.
ثالثاً، تشجيع المشاركة المجتمعية والاستشارة العامة في صنع القرارات المحلية، وتمكين المواطنين من المشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية.
رابعاً، تحسين التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة التي لم نعد نعرف منها الا الاسم بهذه المدينة المنكوبة، من خلال تحديد الأولويات وتنفيذ المشاريع وفقًا لمعايير الجودة والكفاءة، تحت إشراف سلطات الرقابة.
هذا وتجدر الاشارة الى أنه يجب أن تكون سلطات الرقابة “العمالة” بإقليم بنسليمان على قدر المسؤولية في تعزيز التسيير الجيد لهذه الجماعة التي أوقفت عجلة التنمية بالمدينة. كما يجب أن تكون العمالة حريصة على دعم هذه الجهود وتوفير الدعم والموارد اللازمة لتحقيق التحسينات المطلوبة في التسيير الجماعي وسحب البساط من تحت شرذمة لا هم لها سوى ارجاع المدينة الى العصور المظلمة. بدل تنفيذ المشاريع والبرامج الهادفة إلى تطوير المدينة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وللخروج من حلقة العبث والاستهتار في التسيير بالجماعة التفاهة “بنسليمان”، يجب أن تكون سلطات الرقابة مسؤولة على وضع حد لمثل هذا التسيب، والعمل بنزاهة وشفافية لتحقيقها. كما يلزم تعزيز ثقافة المساءلة للتأكد من تحقيق النتائج المرجوة. لأن ما وقع بالامس أمر يندى له الجبين ولا يشرف ساكنة مدينة بنسليمان في شيء.
في الختام، إن التغلب على العبث والاستهتار والتفاهة في التسيير بجماعة أجديرة يتطلب جهوداً مشتركة من السيد العامل والسيد الكاتب العام والسيد الباشا الذي حضر وعاينة بأم عينه أين وصلت الامور، وهل فعلا نحن امام جماعة مسؤولة أم شيء أخر لم نجد له تفسير. إن تحقيق التنمية المحلية المستدامة هو هدف يستحق السعي لتحقيقه، وسيكون للجميع الفائدة من التحسينات التي ستحدث على صعيد الجودة والرفاهية والاستقرار في مدينة بنسليمان.
للأسف الشديد أطلب السماح من المشاهد الكريم، لنشري لهذه المقاطع الثلاثة، التي ان دلت على شيء فإنما تدل على أننا أمام كارثة بشرية بكل المقاييس. كارثة تسمى “جماعة بنسليمان” وهي في الحقيقة “سوق”، “حمام” أو ربما “جوطية” المهم سموها ما شئتم لكن لا تسموها “جماعة” فهذا الاسم كبير عليهم.
وللاطلاع على هذه الفضيحة التي ستجعلنا أضحوكة بين الجماعات في المغرب المرجو الضغط أسفله على كل جزء على حدة ولكم الحكم:
- الجزء الأول
- الجزء الثاني
- الجزء الأخير