المصطفى الجوي – موطني نيوز
كما هو معلوم، وبعد التقارير السوداء للمجالس الجهوي للحسابات في المغرب. بخصوص مجموعة من الجماعات. كان لجماعة أجديرة نصيب منه. والذي سبق لموطني نيوز أن نشرناه في حلقات.
هذا التقرير الذي إدعى بعض الفاسدين أنه مؤقت. وأن الجماعة مطالبة بالاجابة عليه، ومع ذلك فقد تم التستر عليه و الاجابة دون اطلاع أعضاء الجماعة على مضامينه. وإعادته الى المجلس الجهوي للحسابات بجهة الدار البيضاء السطات.
الخطير أن اجابة مهندسوا وأعوان الرئيس، لم تكن موفقة. ليتم إعادته هذه المرة وبصفة نهائية وهو يحمل شقين، الأول يتعلق بالإحالة على المحاكم الادارية. والثاني بمحاكم جرائم الأموال. وهو ما دفع مدير المصالح الى إقباره وعدم الاطلاع عليه. وكأنه هو من يمثل المدينة وساكنتها وله وصاية على الرئيس والمستشارين الجماعيين بمدينة السيبة.
وكالعادة فالتعتيم و التكثم هما الصفتان التي يتمتع بهما هذا المدير، المهم نحن على علم بكل صغيرة و كبيرة وسننور الساكنة بمضامينه. وسنفضح كل المتلاعبين بمصير و تنمية هذه المدينة وساكنتها.
ومن هنا نقول للسيد العامل الذي يتوفر على نسخة منه وعلى السلطة المحلية التي لها علم بكل صغيرة وكبيرة. الا تعتبرون ما يقوم به رئيس جماعة أهل الكهف، تدبيرا سيئا؟ ولماذا لا تطبقون تعليمات وزير الداخلية بعدم التساهل في تحريك مساطر المتعلقة بالعزل الاداري؟.
أقول للسيد العامل، ساكنة مدينة بنسليمان تستغيث بكم، فهل من مغيث؟. وأنتم تعلمون علم يقين. تورط الرئيس وبعض مساعديه في مجموعة من الخروقات التي تتعارض مع القانون التنظيمي 113.14، والموجبة للعزل بقوة القانون.
ناهيك عن الفساد الذي لحق المدينة جراء سوء التسيير و التدبير الجماعي، فالمدينة باتت سوق مفتوح على مصراعيه للباعة الجائلين دون ايجاد أي حل بديل. ناهيك عن الكلاب الضالة التي غزت المدينة، ومع ذلك فالسيد الرئيس يستنزف ميزانية الجماعة بتشغيل شخص بدعوى جمع الكلاب الضالة. فأين جمعت هذه الكلاب؟ وكم عددها؟ ولماذا يتقاضى شخص راتبا على امور لا يفعلها؟.
زد على ذلك الكحط والجفاف الذي أصاب حدائق المدينة، رغم تعاقد الرئيس مع شركة “فردورا” بغلاف مالي ناهز 300 مليون سنتيم في السنة. أما الانارة فحدث و لا حرج. موظفين ومستشارين يسافرون الى أوروبا على عاتق الجماعة من أجل النجاعة الطاقية. في الحين المدينة غارقة في الظلام. بل كشف التقرير الاسود للمجلس الجهوي للحسابات عن فبركة صفقة للكهرباء أخرها بغلاف مالي قدر بي 400 مليون سنتيم.
ماذا بعد يا سيادة العامل؟ ماذا بعد يا سيادة الباشا؟ ماذا بعد…؟ وهنا أقول للقائمين على شأن البلاد و العباد..إن الفساد لا يمكنه أن ينتشر ويتقوى الا إذا تهاون المسؤولين في محاربته أو تواطؤ مع المفسدين.
لا يمكن أن ننكر أبدا من ناحية علمية أو منطقية دور السلوكيات المكتسبة في بناء شخصية الإنسان، فالإنسان هو خلطة ومزيج بين الفطرة والاكتساب، قد يطغى أحد العناصر على الآخر، لكن يبقى دور السلوك المكتسب واضحا في سمات شخصية الإنسان ومعالمها، وحتى لو سلمنا جدلا بأن الإنسان يولد فاسدا أو نزيها بالفطرة، فلقوة القانون دور محوري في كبح جماح الفساد والأخلاق السيئة، فطفلك بذرة تزرعها في تربة اسمها مجتمع، فقد تكون بذرة طيبة في أرض بور، وقد تكون بذرة فاسدة في أرض صالحة، ونبتة الإنسان التي ستخرج من هذه البذرة هي نتيجة حتمية لتعايشها وقدرتها على التأقلم مع طبيعة الأرض التي زرعت فيها.
“اللهم الا كان عاجبكم جديرة وحال هذا المدينة” فإنا لله وإنا إليه راجعون.