المصطفى الجوي – موطني نيوز
يقولون عنه، إنه الرجل الأكثر قربا من سيد الكريملن فلاديمير بوتين. وإنه الرجل الوحيد في موسكو المسموح له بإنتقاد الجيش الروسي. والهجوم على قادته على مرأى و مسمع من عالم متأهب ضد روسيا بالأساس.
نعم إنه قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين. هو رجل أعمال روسي وشخصية بارزة في الساحة السياسية الروسية. ولد في 1 يونيو 1961 في لينينغراد، الاتحاد السوفيتي (الآن سانت بطرسبرغ، روسيا). يعرف أيضًا بلقب “شيف بوتين”، نظرًا لعلاقته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بريغوجين هو رجل أعمال ثري ومدير شركة “كونكورد ماناجمنت وكنسلتينغ”. يشتهر بكونه مقربًا من الرئيس بوتين ويعتقد أن له علاقات قوية بالحكومة الروسية. تعتبر شركته “كونكورد” واحدة من أكبر الشركات الروسية التي تعمل في مجال المطاعم والخدمات الغذائية، وقد حصلت على عقود حكومية كبيرة.
بالإضافة إلى عمله في مجال الأعمال، يُشتبه في أن بريغوجين له صلة بشركة للتأثير الروسية تعرف باسم “مصنع الجنود” (The Troll Factory)، والتي تقوم بنشر الدعاية والتأثير السياسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد ارتبطت هذه الشركة بتدخل روسيا المفترض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016.
تم فرض عقوبات على بريغوجين وشركته من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دورهم في النشاطات المشبوهة والتدخل في الشؤون السياسية. يعتبر بريغوجين شخصية مثيرة للجدل ومحور للعديد من التحقيقات والاتهامات في العديد من الدول.
بل يعتبر الرجل الأكثر رعبا وجدلا أيضا في ميدان المعارك الدائرة في “باخموت” الأوكرانية، بعدما وقعت المدينة في قبضة مسلحيه. لكن هجوما أوكرانيا مضادا قلب الموازين وتصدعت الأمور بين فاغنر و الجيش الروسي.
فما قصة الخلاف الدائر بين الطرفين؟ المفترض انهما حليفان..القصة بدأت قبل أشهر، حينما وقف قائد فاغنر يتملكه غضب عارم ليوجه انتقادات لاذعة لقادة الجيش، متهما إياهم بالتخاذل عن توفير الدخيرة اللازمة لمجموعته.
الواقعى حدثة مرارا، وفي كل مرة تزداد حدث الهجوم و الانتقادات. ومع ذلك لم يوقف الرجل أحدا ولا حتى بوتين نفسه. الى أن حانت لحظة الاصطدام الكبرى، بحيث يطلب الجيش الروسي من المجموعات التي تقاتل رفقته في أوكرانية، وعلى رأسها فاغنر طبعا، التوقيع على عقود بعينها لتنظيم عملية إدارة القتال في ميدان المعارك.
غير أن فاغنر رفضت بشكل بشكل قاطع. بمعنى أوضح أن هناك تمردا تفجر في وجه الدب الروسي. فعلى ماذا انطوت تلك العقود؟ دعونا نبدأ بالمميزات..
العقود تمنح المتطوعين إمتيازات وضمانات، تحصل عليها القوات النظامية بما في ذلك تقديم الدعم لهم ولعائلاتهم حال اصابتهم في الحرب. إذن من يرفض عقودا بمميزات كهذه؟ لم يكن هناك سوى فاغنر، نظرا الان العقود تمنح الجيش الروسي السيطرة على تلك المجموعات المتطوعة. لا يمكنهم ياتمروا أو يتسلحوا الى بأوامر عسكرية روسية. ولن طموح قائد مجموعة فاغنر الشبه عسكرية أكثر من القتال تحت قيادة غيره.
أعلن تسليم مواقعه في باخموت لمجموعة شيشانية تقاتل رفقة الجيش الروسي هي أيضا. يطلق عليها إسم “كتيبة أحمد” فما هي هذه الكتيبة؟ لعلك سمعت عنها منذ أيام. تلك الكتيبة التي وافقت على التوقيع على عقود روسيا التي رفضتها فاغنر.
تتكون “كتيبة أحمد” من عشرة ألاف جندي، يترأسهم الجنرال “علاء الدينوف”، وتتسلح بأحدث الأسلحة الروسية تحمل جميع مركباتهم شعار حرف (Z). ومذ أسابيع وهي تتجهز لتحل محل فاغنر، يبدوا أن الجيش الروسي في طريقه لإخماد التمرد. بينما لم يعرف هل تنسحب فاغنر فعلا من المعركة؟ أم يزداد لهيب التمرد في صفوف موسكو؟.
فبحسب المعلومات من أرض المعارك. فقد هدد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بإستخدام أساليب قاسية ضد فاعنر. وهي بالفعل تتوجه في هذه اللحظات في اتجاه مدينة “روستوف”. مؤكدا أن قواته مستعدة لتقديم العون في إحباط تمرد قائد “فاغنر” الذي اعتبرته موسكو خائنا وما فعله يعتبر طعنة في الظهر الدولة والشعب الروسي، وبالتالي وجب تطبيق قانون مكافحة الارهاب في مواجهته. مناشدا الجيش الروسي وكتيبة أحمد عدم الاستسلام لأي استفزازات.
هذا وعلم موطني نيوز، أن اشتباكات بالايدي تدور حاليا بين المواطنيين الروس بمدينة “روستوف” وعناضر قوات فاغنر.