بقلم شعيب جمال الدين – موطني نيوز
الزمان : الإثنيين 27 فبراير 2023
التوقيت : 10:47 صباحا
المكان : سماء العاصمة موسكو
الحدث الغير معلن : المخابرات الأمريكية تستعين بالتكنلوجية اليابانية في شن هجوم راديو إلكتروني إستهدف قمرة (غرفة القيادة) الطائرة الرئاسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتيين أجبرتها على مواصلة التحليق ستيين دقيقة في الجو.
دقائق معدودة بعد إقلاع طائرة بوتيين من طراز ilyushin ll-96-300PU كانت متوجهة من العاصمة موسكو إلى سانت سبورغ ثاني أكبر مدن روسيا، حتى تفاجئ بتعرضها لهجوم إلكتروني أستخدمت فيه طائرة درون الشبح الأمريكية الصنع من طراز إم كيو -9 مخصصة للحرب الإلكترونية المضادة مدعومة بجسيمات صغيرة إستهدفت قمرة قيادة الطائرة، في عملية إستخباراتية و تقنية دقيقة واجهتها طائرات الميغ 31 الحربية الإعتراضية التي كانت ترافق طائرة فلاديمير بوتيين حيث نجحت بعد مجهودات جبارة في صد الهجوم و إسقاط طائرة درون والجسيمات بأربعة صواريخ فرط صوتية طراز كينغال بعد ملاحقتها إلى خارج المجال الجوي لموسكو في معركة جوية إستمرت ستيين دقيقة بالتمام بذأت في الساعة 10:47 وإنتهت فصولها المثيرة مع الساعة 11:47.
معركة جوية شاركت في إدارتها من مركز العمليات الأرضية كل من قيادة الأركان العامة للجيش الروسي و وزارة الملاحة الجوية التي قررت عدم إغلاق الرادار إلى حين إنتهاء المعركة في خطوة شجاعة و جريئة.
عملية إستخباراتية جريئة وتقنية هي الأولى التي تحمل طابع الجدية في إستهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت تسعى المخابرات الأمريكية من وراء تنفيذها ،إما تعطيل عمل الشاشة الإلكترونية لـ (Cockpit d’avion) مما سيتسبب في إنفجارها في السماء و سقوطها و بالتالي سيتم طرح الشكوك و توجيه إتهامات الخيانة إلى جنرالات الجيش الروسي.
أو أن العملية تتعلق بمحاولة للإختراق لوحة قمرة الطائرة مما يسمح بمراقبة وظبط التحركات السرية للرئيس بوتيين داخل التراب الروسي ،خصوصاً أن طائرة درون التي إستخدمت من طراز إم كيو-9 إنتاج وصنع شركة جنرال اتوميكس الأمريكية وهي طائرة درون متطورة متعددة المهام تتنوع بين المراقبة و التجسس الإستخباراتي وضرب أهداف أرضية…..إلخ.
في الواقع فإن معظم المحليليين والخبراء المتخصصين لازالو لم يستوعبوا بعد الأسباب الحقيقية وراء إستدراج بوتيين إلى إستنزافه في مستنقع حرب أوكرانيا من طرف أمريكا بتواطئ مع أعضاء دول حلف الناتو التي قامت بدور هام في إستفزاز بوتيين بمحاصرة حدوده البرية بإنشاء قواعد عسكرية، فالأمر في عمقه الجيوسياسية لا يعدو سوى مخطط أمريكي للإبعاد روسيا من الصراع الحقيقي في منطقة القطب الشمالي، حيث يشتد تنافس خفي بين القوى العظمى ، بهدف السيطرة على ثروات هائلة تقدر بآلاف المليارات من الدولارات تتوزع حسب دراسة علمية من إعداد جامعة ستانفورد الأمريكية :
- تحوي منطقة القطب الشمالي على 90 مليار مكعب من النفط ( 15٪ من الإحتياط العالمي).
- 17 تريليون قدم مكعب من الغاز (30٪ من إحتياط العالم).
- 44 مليار برميل من الغاز المسار (26٪ من إحتياط العالم).
- كميات لا تعد ولا تحصى من المعادن الثمينة على رأسها النيكل و الألماس و الزنك و الذهب إضافة إلى وجود عناصر و مواد تستخدم في الصناعات العسكرية تكلف وزارة البنتاغون والحكومة الأمريكية ميزانية ضخمة جدا .
حاليا في إطار بنود القانون الدولي، لايوجد بلد يملك القطب الشمالي، التي تحيط بها خمس دول وهي روسيا الاتحادية (أكبر و أقوى دولة) و النرويج و كندا و الدنمارك و الولايات المتحدة وقد إنتبهت هذه الأخيرة إلى تعزيز روسيا لوجودها العسكري في القطب الشمالي منذ سنة 2015 من خلال نشر غواصات و طائرات حربية وإقامة مواقع عسكرية و مناطق إستيطان وإنشاء محطات أبحاث بتعاون مع الصين نظر إليها على أنها مقدمة مخيفة لتواجد روسي أكبر في منطقة القطب الشمالي التي تحولت إلى منطقة منافسة غير معلنة.
مما دعى أنذاك دول حلف شمال الأطلسي الناتو إلى إعتبار الأمر بمتابة تحدي روسي إستراتيجي للتحالف بأكمله و تهديد خطير للثروات المختبئة تحت جليد القطب الشمالي الذي تؤكد توقعات العلماء بأن المحيط الشمالي سيصبح خاليا من الجليد قبل سنة 2040 مما سيسهل عملية التنقيب.