بقلم شعيب جمال الدين – موطني نيوز
27 يونيو 1995 حمد بن خليفة آل الثاني يستولي على الحكم في قطر بعد إستغلاله سفر والده الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل الثاني للعلاج في سويسرا .
إنقلاب ناعم لم يكن أبدا قرار مزاجي بل نتيجة تخطيط دام لمدة ثلاث سنوات بتعاون وتنسيق وثيق مع يده اليمنى وزير الخارجية القوي أنذاك حمد بن جاسم آل جبر وجهات فرنسية وإسرائيلية وأمريكية .
هذه الخطوة المفاجئة الغير متوقعة قوبلت برفض وتنديد أغلبية الدول العربية التي لم تتقبل نهائيا قيام إبن بالإنقلاب على والده المسن حيث ربطتها بالجانب الأخلاقي و الإسلامي الذي أوصانا بالبر بالوالدين، وقد كان الملك الحسن الثاني من الزعماء العرب الأوائل الذين تحلوا بالشجاعة الأخلاقية حيث عبر عن موقفه الرافض للإنقلاب بوضوح تام لا لبس فيه.
23 يونيو 1996 أثناء عقد المؤتمر العربي الإسثتنائي في العاصمة القاهرة جدد زعماء الدول العربية قرار عدم إعترافهم بنظام حمد بن خليفة الإنقلابي .
في الجلسة السرية إتفقت بعض الدول العربية والخليجية على رأسها السعودية بالقيام بمحاولة إستخباراتية للإعادة الأب المعزول للحكم.
هذا المخطط باء بالفشل بعد تسريب الموساد معلومات دقيقة إلى قطر تضمنت أسماء جنرالات بالجيش القطري متورطين في التخطيط للإنقلاب على نظامه .
بعد هذا المؤتمر ومحاولة الإنقلاب الفاشل قرر مسؤولي قطر البحث عن خطة فعالة وذكية للإشغال الدول العربية بشؤونها الداخلية وإبعادها كليا عن محور إهتمامها وتفكيرها.
بعد إستشارة مع جهات أجنبية مساندة للحكم الجديد في قطر في نهاية المطاف جاءت الفكرة من إسرائيل التي أشارت على وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل جبر الحاكم الفعلي أنذاك لدولة قطر على عقد لقاءات سرية مع المعارضين العرب المقيمين في المنفى من أجل الإتفاق معهم على وضع رهن إشارتهم منبر إعلامي للتعبير على مواقفهم التي لا تخلو من الشتائم ضد أنظمة بلدانهم مع التكلف بعملية تمويلهم .
بالإضافة إلى وضع خريطة إعلامية داخل قناة الجزيرة غير مألوفة في وسائل الإعلام العربية، عنوانها الرئيسي طرح برامج حوار ظاهرها الإستقلالية و الحياد و الجرأة في طرح ملفات حقوقية و سياسية و مواضيع عربية حساسة في حين باطنها إزعاج حكام العرب لغاية في نفس يعقوب.
من هنا إنبثقت فكرة تأسيس قناة الجزيرة في 1 نونبر 1996 هذا الهدف الخفي الذي فطن إليه جميع قادة الدول العربية .
في حين لم تستوعب الشعوب العربية اللعبة إلا متأخرا لكن تبقى جزئية في غاية الأهمية هي الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية شيمون بيريز إلى قطر يومان فقط بعد إنطلاق رسميا بث قناة الجزيرة حيث عقد إتفاقيات إقتصادية وتجارية ختمت بقرار على أعلى مستوى بتطبيع العلاقات القطرية الإسرائيلية ( الفيديو متداول في الأنترنت).