بقلم شعيب جمال الدين – موطني نيوز
بين 16 ماي 2003 و 16 ماي 2023 مسافة عشريين سنة من الزمن ، عرفت خلالها تغييرت كبيرة وجوهرية بخصوص المعالجة الأمنية المغربية لملفات الإرهاب،وهي تغييرت نتجت عن تراكم التجارب و إكتساب الخبرة في مواجهة آفة الإرهاب وتجفيف منابعه ومعرفة طرق وأسلوب تفكير دعاة التطرف و الإجرام و أمراء الدم و أدوات إشتغالهم .
بحيث مكنت المقاربة الأمنية الإستباقية للمملكة من تفكيك 218 خلية إرهابية إلى حدود شهر مارس 2023 كانت تسعى إلى تنفيذ هجمات دموية،ضمنها 91 خلية إرهابية تم تفكيكها من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية منذ إنشاءه في
مارس 2015 ، وتضم 85 خلية موالية مباشرة لتنظيم داعش حيث عبر أفرادها عن ولائهم للأمير هذا التنظيم الإرهابي.
كما نجحت الإستخبارات المغربية عقب أحداث 16 ماي في تفكيك شبكات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل فعلى سبيل المثال لا الحصر تم في 3 فبراير 2006 الكشف من طرف السلطات الرسمية عن مغاربة متشددين تدربوا في خلية “الساحل و الصحراء” بمالي والجزائر و موريتانيا، كانت لهم مخططات تخريبية ضد بلادنا .
في 25 يونيو 2009 تم تفكيك خلية “المرابطون الجدد” التي تتكون من أعضاء في جبهة البوليساريو و عناصر من مجموعة “أنصار المهدي” كانت تريد مهاجمة مصالح يهودية بالمغرب و كذالك تعد للإستهداف مقرات أمنية .
في فاتح أكتوبر 2011 تم تفكيك ” خلية جماعة أمغالا” الذي مكن تفكيكها من حجر ترسانة هامة من الأسلحة كان سيتم إستعمالها ضد مصالح وطنية ودولية……إلخ.
إن الإستراتيجية التي إعتمدها المغرب في تعاطيه مع مجال مكافحة الإرهاب منذ أحداث 16 ماي 2003 ترتكز على عدة مستويات أساسية و محورية .
هناك المقاربة الأمنية الإستباقية التي أثبت فعاليتها و نجاعتها وقامت بالدور المنوط بها بتنسيق وتعاون بين النيابة العامة و المكتب المركزي للأبحاث القضائية والمقاربة الدينية عبرإعادة هيكلة الحقل الديني إضافة إلى المقاربة القضائية و الجنائية والإجتماعية و الإعلامية ومجال السيوسيو إقتصادي.
على عكس باقي الدول العربية التي تعاملت مع ملف مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف من الزاوية الأمنية و الجنائية فقط ، فإن التجربة المغربية نهجت سياسة ناجعة في إطار مقاربات واقعية وشاملة منسجمة بشكل تام مع مختلف المبادرات التي تم إتخادها لعل أبرزها على المستوى الإجتماعي والتنموي ، إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مباشرة بعد الخطاب الملكي في 18 ماي 2005 .
في الذكرى ال 20 للتفجيرات الإرهابية ل16 ماي 2003 لابد أن نستحضر روح الفقيد عبد الحق الخيام المدير السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج) الذي ودعنا فجر الثلاثاء 22 غشت 2022 عن سن 64 بعد وعكة صحية ألمت به، حيث ساهم الراحل رحمه الله لا من منصبه رئيس للفرقة الوطنية للشرطة القضائية (2004/2015) في معالجة العديد من ملفات الإرهاب و الجريمة المنظمة بكل أنواعها قبل أن يترقى واليا للأمن و يعيين مدير للمكتب المركزي للأبحاث
القضائية بعد إنشاءه في مارس 2015 حيث إستطاع من هذا الموقع الحساس على تفكيك 67 خلية إرهابية ما بين مارس 2015 و 5 نوفمبر 2020 بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تحت الإشراف المباشر من المدير العام السيد عبد اللطيف الحموشي (إنتهى) .