أسية عكور – موطني نيوز
توصل موطني نيوز بمراسلة من المكتب الجهوي الجبهة الوطنية للكرامة وحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس. والتي تطالب من خلالها السيد مصطفى المعزة عامل اقليم تازة بضرورة التدخل لرفع الحيف والضرر عن ساكنة جماعة الطايفة التابعة لدائرة تايناس. هذا نصها:
سلام تام بوجود مولانا الإمام وبعد:
سيدي العامل المحترم، في إطار تتبع ورصد مكامن الخلل في تدبير الشأن المحلي بمجموعة من الجماعات الترابية بإقليم تازة، وقف فريق المكتب الجهوي للجبهة الوطنية للكرامة وحقوق الانسان بجهة فاس مكناس، على مستوى الوضع المزري، والمتردي، والمفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة لساكنة جماعة الطايفة التابعة لدائرة تايناست بقيادة باب مروج، والتي تتكون من تجمعات سكنية متفرقة، كدوار المواجن الذي يضم اكثر من مائة منزل، والتجمع السكاني الذي يحمل اسم الراشدي التابع لدوار سيدي علي الفحل الذي يضم اكثر من اربعة عشر منزلا، والتجمع السكاني عين الزرهونية الذي يضم بدوره اكثر من عشرة منازل، وسيدي علي الفحل عين الزاوية التابع لمشيخة بني ورياغل، الذي يضم حوالي عشرون منزلا، حيث أن القاسم المشترك بين التجمعات السكنية المذكورة هو تجرعها للمعاناة مع العزلة، وندرة الماء الصالح للشرب، ناهيك عن تردي الخدمات الاجتماعية المتعلقة بقطاع الصحة، والتعليم، والتعاون والوطني، هذا فضلا عن هشاشة البنية التحتية، والعزلة التي تفرض على الساكنة قسرا خلال الأيام المطيرة.
فانطلاقا من التصريحات التي استقاها فريق الجمعية الحقوقية من مجموعة من المواطنين، والفعاليات الجمعوية، معززة ذلك بحزمة من الرسائل التي وجهتها للمسؤولين من أجل التدخل والتعاطي مع مطالبهم بالجدية المطلوبة، وإيجاد الحلول الكفيلة بتوفير العيش الكريم لساكنة جماعة الطايفة، الا أن دار لقمان ظلت على حالها، وظلت مراسلاتهم المطلبية التي وجهوها لمسؤولين محليا وإقليميا كصيحة في واد، ما يترجم بالملموس الإهمال واللامباليات وغياب التواصل والتفاعل مع همومهم.
فعلى مستوى الخدمات الصحية رسمت الفعاليات الجمعية بالمنطقة صورة قاتمة على قطاع الصحة بالجماعة المذكورة، حيث أكدت أن المركز الصحي الوحيد المتواجد بتراب الجماعة، والذي شيد من طرف جمعية يابانية، يفتقر لأبسط الوسائل اللوجستيكية، بالإضافة الى قلة الدواء، والأكثر من ذلك ان المركز الصحي المذكور يفتح ابوابه يوم الاربعاء فقط، حيث تشرف ممرضة واحدة على استقبال المرضى، ما جعل الفعاليات الجمعوية الجادة، تلح في مراسلاتها المتعددة للسيد المدير الإقليمي لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية على فتح مستوصف صحي بدوار القصبة مشيخة بني ورياغل ودوار القرافلي ودوار الحمويي ورقوب الشعير وعين الزرهوني والراشدي التابع لدوار سييدي على الفحل وعين الزاوية والشارنة والنبابلة، بالإضافة لدواوير اخرى تفتر الى مستوصف رغم كثافة سكانها، وذلك سعيا منهم في التخفيف من معاناتهم مع الوضع الصحي القائم، الذي يجعلهم في محنة حقيقة خاصة بالنسبة للنساء الحوامل، وتلقيح أطفالهم.
وتحدثت ذات الفعاليات بحرقة واستياء كبير، عن واقع العزلة التي تقض مضجعهم، خاصة في فصل الشتاء بسب عدم إحداث منشاة فنية على واد لحضر الذي يعتبر اكبر واد في المنطقة، والذي يعزل مجموعة من الدواوير عن مدينة تازة، والسوق الاسبوعي، والذي ذهب ضحيته اكثر من ثلاثة أشخاص غرقا بسبب ارتفاع منسوب مياهه، ما يحتم عليهم المكوث في منازلهم طيلة الأيام المطيرة، بدون مؤونة، مع تسجيل انقطاع التلاميذ عن متابعة دراستهم، ومكوث المرضى والحوامل والأطفال الرضع بدواويرهم يواجهون مصيرهم المجهول، ولجوئهم للتداوي بالطرق التقليدية المحفوفة بالمخاطر الصحية، ما جعل الفعاليات الجمعوية ذاتها، تقدم عريضة للسيد عامل الإقليم من اجل إحداث قنطرة على واد لحضر لفك العزلة عن دواويرهم، كما قامت جمعية محلية بمراسلة السيد رئيس جماعة الطايفة السنة الفارطة، من اجل تهيئة البنية التحتية للمركز والتي وصفوها بالمهترئة، وتعبيد الطرق بين المركز، والمرافق العمومية، والمتعلقة بالطريق الرابطة بين دوار طهر السوق مرورا بدوار الحموبي، ودوار الصبة، ودوار سيدي على لفحل، وصولا الى مركز مكناسة الغربية، وانشاء قنطرة على واد لحضر وكذا تعبيد الكيلومترات المتبقية بين الطريق التي تربط جامع الخمسين، ودوار السعايدة بني ورياغل جماعة الطايفة قيادة باب مروج.
اما بالنسبة لقطاع التعليم فحدث ولا حرج حيث أشارت الفعاليات ذاتها، الى كون الدواوير المذكورة تفتقر الى المؤسسات التعليمية من اعداديات وثانويات، ما يحتم على تلاميذ المنطقة متابعة دراستهم بإعدادية وثانوية أحد امسيلة التي تبعد عنهم بحوالي ثلاثين كيلومتر، هذا في ظل الخصاص الكبير في النقل المدرسي، بالإضافة الى العزلة التي يسببها ارتفاع منسوم المياه في الواد، ما يترتب عنه تسجيل عدد مهول في الانقطاع عن الدراسة والهدر المدرسي.
وعبرت الفعاليات الجمعوية عن امتعاضها الشديد مما وصفته بسياسة الاذان الصماء، التي يقابل بها مدبرو الشأن المحلي لمطالبهم، وعدم التفاعل مع رسائلهم المتضمنة لمجموعة من المطالب المشروعة، حيث سبق للعديد من الجمعيات مراسلة الجماعة، وعمالة الإقليم، من أجل التدخل لرفع الخطر عنهم، بخصوص الاعمدة الكهربائية المتساقطة على قارعة الطريق والتي تشكل خطرا على المارة وعلى التلاميذ، والحيوانات بالإضافة الى تسجيل الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وكذا هجوم الخنزير البري على الساكنة القريبة من الغابة والتي تتلف محاصيلهم، ومهاجمه التلاميذ والمارة، بالإضافة الى تحملهم مشاق التنقل للسوق الاسبوعي بجماعة الترايبة كل يوم خميس والبعيد عن تجمعاتهم السكنية بحوالي ثلاثون كيلومتر.
وأشارت الفعاليات الجمعوية، إلى أن ساكنة الدواوير بالجماعة المذكورة، تعاني الامرين مع ندرة الماء، متسائلة عن مصير الميزانية التي رصدت الى المجلس السابق من اجل مشروع الماء، والتي قدرت في مبلغ ثمانية وثمانون مليون سنتيم، وكذا الميزانية التي رصدت للمجلس الحالي، والتي قدرت فيما يناهز ثلاثمائة مليون سنتيم، منتظرين الإجابة عن مال مشروع تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب.
كما عبرت الفعاليات الجمعوية في تصريحها للفريق الحقوقي، عن استبائها من الحيف والتهميش الذي يمارس في حق شباب المنطقة، بسب حرمانهم من حقهم في ممارسة هواياتهم الرياضية والثقافية، في ظل غياب ملاعب القرب، ودار الشباب، والمراكز المتعددة التخصصات ومرافق حيوية أخرى، ما يجعل شباب المنطقة لقمة صائغة للارتماء في أحضان الانحراف، والتعاطي لكل انواع المخدرات، متسائلين في الوقت نفسه عن سبب ايقاف موسم سيدي احمد زروق الذي كان يساهم في تنشيط المنطقة، بخلقه رواجا اقتصاديا مهما، ومساهمته في التعريف بالثقافة المحلية للمنطقة.