بنسليمان : مليلة فوضى العمران ونَهْبُ المياه وصمت السلطة الذي يُغذي الفساد

جماعة مليلة في إقليم بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

تتحول جماعة مليلة التابعة لإقليم بنسليمان، يوماً بعد يوم، إلى نموذج صارخ للفوضى العمرانية والاستنزاف المنظم للموارد المائية، في مشهد يختزل كل مظاهر الإدارة المعطلة والمسؤولية المفقودة. فبين ليلة وضحاها، انتشرت المستودعات غير المرخصة كالنار في الهشيم، مشوّهة معالم المنطقة ومحولة إياها إلى كانتونات عشوائية تفتقر لأبسط مقومات السلامة والأمن، بينما تغيب عين الرقابة وتتغاضى الأجهزة المعنية عن تنفيذ القانون، وكأننا إزاء كانتونات منفصلة لا تحكمها قوانين البلاد.

ولكن الوجه الأكثر خطورة في هذه المعمعة هو “حفر الآبار” الذي تحول إلى حمى جامحة تهدد المقومات الحياتية للأجيال القادمة. عملية نَهب منهجية للمياه الجوفية تجري على مرأى من الجميع، بلا رادع ولا حسيب. لقد أصبح الحفر عملاً ليلياً مشبوهًا، تتصدره أيادٍ قليلة تستبيح الثروة العامة، فيما يُحرم الآخرون حتى من حقهم المشروع. مفارقةٌ صارخة تفضح الازدواجية المريعة؛ فبينما يُطبق القانون بحذافيره على “المغضوب عليهم” من البسطاء وأصحاب الحقوق الضائعة، نرى “المحظوظين” يمتلكون عشرات الآبار تتجاوز العشرين بئراً، وكأن المياه ملكية خاصة وعُصابات الحفر فوق القانون.

هذا المشهد الكارثي يطرح أسئلة محرجة تبحث عن إجابات، من المسؤول عن هذه الفوضى المستشرية؟ ومن يتحمل تبعات استنزاف مقدرات الناس وأمنهم المائي؟ أين هيئات الرقابة والمحاسبة؟ وأين المساءلة التي كانت دوماً حبراً على ورق؟

والسؤال الأكثر إلحاحاً، هل السيد العامل لإقليم بنسليمان على علم بهذا الدمار الممنهج؟ أم أن تقارير مزيفة ومفبركة التي توضع فوق مكتبه تحجب عنه الحقيقة، لتبقي الأوضاع على ما هي عليه من فساد وانهيار؟ إن الصمت الرسمي والتقارير المزورة هما الشريك الصامت في هذه الجريمة البيئية والعمرانية. فإما أن يكون المسؤول غائباً عن الحقيقة، وإما أن يكون متغافلاً عنها، وكلاهما جريمة في حق هذا الإقليم وأهله.

لقد آن الأوان لكسر جدار الصمت ورفع الستار عن هذه المهزلة. فما يحدث في مليلة ليس مجرد مخالفات عابرة، بل هو استباحة منظمة للقانون ونهب صارخ للثروة العمومية بتواطؤ كل من الدرك الملكي، السلطة المحلية و الحوض المائي وأعني شرطة المياه. فإلى متى ستظل عيون الرقابة مغمضة؟ وإلى متى ستستمر مليلة ضحية للفوضى وصمت المسؤولين؟ السكوت عن الإجابة أصبح جريمة جديدة تضاف إلى سجل الفوضى.

وموطني نيوز ستعمل على نشر تقرير مصور لكشف هذه الفوضى..إنتظرونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!