
الحسين بنلعايل – موطني نيوز
في الوقت الذي يتسابق فيه الأئمة والعلماء داخل المغرب وخارجه للترويج لفريضة الحج والعمرة، وتقديم المملكة العربية السعودية كراعية للحرمين الشريفين، يغيب تمامًا صوت هؤلاء حين يتعلق الأمر بانتهاك حقوق مغربيات تم الزجّ بهن في السجون السعودية، أو تعرضن لانتهاكات جسدية ونفسية، بعضها موثق وبعضها تم طمسه بصمت سياسي وديني مريب.
لم نسمع يوما عالماً واحداً أو إماماً واحداً من “علماء الجالية المغربية” في أوروبا، يرفع صوته تضامناً مع هؤلاء النسوة. لم نرَ بياناً من وزارة الأوقاف المغربية، ولا حتى مجرد سؤال برلماني عن مصير مغربيات وقاصرات، بعضهن كان ضحية اغتصاب، أو استغلال، أو عنف جسدي… لماذا؟ لأن المصالح تتغلب على المبادئ. الحج أصبح بيزنس، والمنابر صارت صدى لما تريده السلطات لا لما يطلبه الضمير.
ألم يكن الجندي السعودي الذي اعتدى بالضرب على امرأة وهي تطوف بالكعبة، كافيًا لإيقاظ ضمائر هؤلاء الذين يدعون القداسة ويتسترون على الباطل؟ كيف يواصل العلماء الترويج للسعودية دون المطالبة بالإفراج عن مظلومين ومظلومات؟ ألهذا الحد أصبحت قدسية الحرمين ستاراً لتبرير الصمت؟
أمريكا وبريطانيا قالوها بوضوح: دول الخليج ليست سوى محطات وقود تحمل أعلامًا. فهل باتت مكة أيضًا مجرد وجهة تجارية تغلفها شعارات الدين؟ متى نرى موقفًا شرعيًا حقيقيا يدين الظلم من علماء المغرب؟ متى يتحرك صوت الجالية من داخل المساجد بدل التحرك في مجالس الولائم والدعوات الموجهة من السفراء؟
ختامًا، نقولها بوضوح: لا حج بلا كرامة. ولا دعوة إلى مكة تُقبل من علماء يسكتون عن النساء المظلومات في سجونها. فالساكت عن الحق شيطان أخرس، و”من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”.