رسالة إلى جيران السوء..حين يصبح الجوار ابتلاءً

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

بفضل الحكمة الملكية والقرار الأممي التاريخي “اليوم فراق بيننا وبينكم”.

بهذه العبارة الحاسمة أبدأ، لأرسم حداً فاصلاً ليس سياسياً فحسب، بل أخلاقياً ووجودياً. إنه إعلاني الصريح بقطيعة تامة، مستدعياً كلام الله تعالى : “لكم دينكم ولنا دين”.

إنني لا أترك أي مجال للمساومة. أقدم لكم ثنائية واضحة ومقابلة صارخة بين عالمين متناقضين وضعنا القدر في جوار قسري. جانبنا هو جانب “العزة والشرف والاستقرار”، جانب يستند إلى شرعية يمثلها “الشريف أمير المؤمنين” شفاه الله وعفاه، وإلى عمق “التاريخ والحق” الذي يقف معنا. وفي المقابل، يوجد جانبهم، جانب “الخزي والعار”، الذي يضم “القتلة والمجرمون” و “اللصوص والخونة”.

إنني أرى هذا الجوار كـ “ابتلاء” إلهي. فـ “لا يمكن لبشر أن يبتلى بأكثر مما ابتلي به المغاربة حين وضعهم الله عز وجل إلى جانب السعير فوق الأرض”.

هذه المجاورة لـ “نظام العار والخزي” ليست مصادفة سياسية، بل هي “حكمة لا يعلمها إلا هو”. إنها تجربة يومية مريرة نصل فيها إلى حد أننا “نكاد نسمع لهيب نار جهنم وحسيس أبي لهب وصرخات أبي جهل قادمة من شرق الجدار”.

لكن المفارقة هي أن هذا الابتلاء يتحول لدينا إلى نعمة. فمجاورة هذا “السعير” تجعلنا نطمئن إلى أننا “أدينا حسابنا في الدنيا”، ونطمع في أن يخفف عنا المولى في الآخرة ويدخلنا الجنة “بغير حساب”.

لذلك، أختتم قولي بالحمد والوعيد. “فالحمد لله من قبل ومن بعد، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه”، حمد على ابتلاءٍ نعتبره تكفيراً وشهادة على صلاحنا في مواجهة فسادهم. ولكنه أيضاً تحذير نهائي أختم به رسالتي : “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

إنه إعلان بأن التاريخ والحق الإلهي سيأخذان مجراهما، وأن العدالة، وإن تأخرت بفعل الجغرافيا، قادمة لا محالة.

في أمان الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!