المساجد بين الرسالة الدينية والتوظيف الأجنبي..خطر صامت يهدد استقرار الجالية المغربية وأمن أوروبا

الحسين بنلعايل مدير مكتب موطني نيوز في أوروبا

الحسين بنلعايل – موطني نيوز

في سياق التحولات التي تعرفها الجالية المغربية المقيمة بالخارج، برزت تساؤلات مشروعة وعميقة حول من يمثل المسلمين، ومن يوجّه خطاب المساجد، وهل ما يُقال على منابر الجمعة يُعبّر عن الإسلام الحقيقي، أم يُستخدم كأداة بيد قوى خارجية لأجندات مشبوهة؟

لقد كشف بحث ميداني طويل أن العديد من المساجد، خصوصًا في بلجيكا، لم تعد صوتًا للمسلمين البسطاء ولا ممثلةً لمصالح الجالية المغربية، بل تحوّلت إلى أدوات طيّعة بيد جهات خارجية، على رأسها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. هذه الجهات تموّل، توجّه، وتتحكم في ما يُقال في الدروس والخطب، بما يخدم سياساتها، لا مصلحة المهاجرين.

المثير للقلق أن هذا النفوذ بات يستهدف هوية الجالية، ويزرع الفتنة داخل صفوفها، بل ويكرّس الانقسام بين الأئمة الشرعيين ومن يُستغلّون في إطار “إقامات غير قانونية”، في مشهد فوضوي يسيء للإسلام أولًا، ويهدد السلم المجتمعي ثانيًا.
إنّ دور المسجد ليس نشر الحقد أو الكراهية، بل بثّ قيم التسامح: *”الحب للجميع، الكراهية لا لأحد”*. ومن المؤسف أن تُستغل منابر الجمعة لبث رسائل سياسية موجهة أو إقصاء تيارات معينة.

ومما يزيد الوضع تعقيدًا أن بعض القنصليات والسفارات المغربية في أوروبا تتعامل مع هذا الملف ببرود شديد، ما يدفع الجالية المغربية للتساؤل: من يمثلنا؟ ومن يدافع عن ديننا وهويتنا؟ أم أن الجالية تُركت وحدها في مواجهة تيارات مذهبية ومخابرات أجنبية تسرّبت عبر الشأن الديني؟

إننا اليوم أمام مسؤولية جماعية:

– لضبط الخطاب الديني في أوروبا.
– لإبعاد المال السياسي عن المساجد.
– لحماية صورة الإسلام من الاستغلال.
– ولنزع الشرعية عن كل جهة تتحدث باسم الجالية ولا تمثلها حقًا.

إنّ ما يجري اليوم في بعض المساجد ليس سوى “تسلل ناعم” لخدمة مشاريع أكبر من مجرد خطبة… مشاريع قد تهدد استقرار أوروبا بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!