
الحسين بنلعايل – موطني نيوز
تمثل الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة البلجيكية نقلة نوعية وحاسمة في مسيرة تعزيز الأمن الوطني ومحاربة أفكار التطرف والكراهية. فهذه الخطوات الجريئة، التي تشمل فرض حظر دخول مدى الحياة وزيادة وتيرة عمليات الترحيل، تُبرهن على عزم راسخ ووعي ثاقب بخطورة التهديدات التي تمثلها العناصر المتطرفة، سواء أكانت منفذة لأعمال الإرهاب أو داعية إلى خطاب الكراهية.
إن فرض حظر الدخول مدى الحياة يعد إجراء استباقياً بالغ الأهمية، فهو لا يقتصر على مجرد ردع الأفراد الخطيرين فحسب، بل يعمل كحاجز متين يحول دون اختراقهم لأرض البلاد واستقرارها. هذا القرار الحكيم يحمل رسالة واضحة مفادها أن بلجيكا، بكل ما تمثله من قيم التسامح والسلام، لن تكون أبداً ملاذاً آمنًا لمن يسعون إلى تقويض أسس الأمن أو بث سموم الكراهية بين نسيجها المجتمعي المتلاحم.
وفي إطار ذي صلة، فإن تكثيف جهود ترحيل الأجانب الذين يشكلون تهديداً للأمن العام يعد مظهراً آخر من مظاهر الحكمة والصرامة. فهذه الإجراءات لا تعكس فقط التزاماً غير مسبوق بحماية المواطنين والمقيمين على حد سواء، بل تؤكد أيضاً على وجود إرادة سياسية حقيقية لتحويل هذه الحماية إلى واقع ملموس. إن زيادة عدد عمليات الترحيل دليل عملي على نجاعة المنظومة الأمنية والقضائية في التعامل الحازم مع هذه الفئة.
إن هذه السياسات المتكاملة، التي تتراوح بين المنع والترحيل، تُشكل نسيجاً متيناً في سياسة دفاعية شاملة. فهي لا تتعامل مع الأعراض فحسب، بل تغوص إلى جذور الخطر لتستأصله من أساسه. إنها استثمار في استقرار الحاضر وضمان لمستقبل آمن للأجيال القادمة، مما يعكس فهماً عميقاً لمسؤوليات الدولة الأساسية تجاه شعبها.
لقد أثبتت المملكة البلجيكية، من خلال هذه الإجراءات الحثيثة، أنها لا تدخر جهداً في سبيل تحصين مجتمعها والحفاظ على مكتسباته. إن هذه الرؤية الثاقبة والخطوات الجادة تستحق كل تقدير وإشادة، فهي تجسيد حي لمعنى الدولة الحريصة على أمنها، العازمة على إرادة خوض غمار التحديات، والساعية بلا كلل نحو غد أكثر أمناً وسلاماً للجميع.