
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يثير السخرية والغضب، تحول اليوم الوطني للصناعة في الرباط إلى منصة لأكبر عملية خداع جماعي يشهدها القطاع الصناعي المغربي. شركة “نيو موتورز” المغارية أعلنت بكل وقاحة عن ما أسمته “أول سيارة كهربائية مغربية مئة بالمئة”، في محاولة يائسة لبيع الوهم للمواطنين وتزييف الحقائق بصفاقة لا سابق لها.
ما كادت الأضواء تنطفئ والتصفيقات تهدأ، حتى انكشفت القشرة الرقيقة لهذا الادعاء الكاذب. فـ”السيارة المغربية” التي روجت لها الحملات الإعلامية المكثفة ليست سوى نسخة مقلدة من سيارة صينية رخيصة معروضة على موقع “علي بابا” بسعر لا يتجاوز 55 ألف درهم. نعم، هذه هي الحقيقة المرة، منتج صيني جاهز تم استيراده وإعادة تغليفه بشعار مغربي لبيعه بضعفي السعر الأصلي.

الفضيحة لا تقتصر على مجرد استيراد منتج صيني، بل تكمن في الجرأة على وصفه بأنه “إنجاز مغربي غير مسبوق”. إنها عملية نصب منظم تحت غطاء “الوطنية” و”الصناعة المحلية”. فالصور المتداولة تظهر تطابقاً شبه كامل بين السيارة المزعومة ونظيرتها الصينية، من الهيكل الخارجي إلى المصابيح والمقصورة الداخلية، بل وحتى لون لوحة الترقيم. الاختلاف الوحيد هو استبدال الشعار الصيني بشعار “نيو” وإضافة العلم المغربي كستار دخان لهذه المهزلة.
الأكثر إثارة للاشمئزاز هو السعر المبالغ فيه الذي أعلنته الشركة – 100 ألف درهم – لمجرد تغيير شعار على منتج صيني لا يتعدى ثمنه 55 ألف درهم. أين الوطنية في استغلال المواطن المغربي ونهب محفظته بهذه الطريقة الفاضحة؟

ولمزيد من تعميق الأزمة، يطفو على السطح ارتباط المشروع بوزير الشباب والثقافة والتواصل مهدي بنسعيد، الذي كان أحد المؤسسين الأوائل للشركة قبل انسحابه الرسمي. هذا الارتباط يطرح تساؤلات خطيرة حول مدى شفافية هذه الصفقة ودوافع الترويج الإعلامي المكثف لها.
إن صمت الشركة وعدم تقديمها لأي توضيحات تقنية دقيقة حول مصدر التصميم أو مراحل التصنيع المحلي يؤكد أننا أمام عملية احتيال متقنة. كيف تجرؤ شركة على الادعاء بأنها تنتج “أول سيارة مغربية” بينما كل ما فعلته هو استيراد سيارة صينية جاهزة وإعادة لصق شعار عليها؟

هذه الفضيحة ليست مجرد قضية تجارية عابرة، بل هي صفعة قوية لمصداقية “صنع في المغرب”، وخيانة لثقة المغاربة في وعود التنمية الصناعية. إنها تطرح سؤالاً وجودياً : هل أصبحت الصناعة الوطنية مجرد غطاء لعمليات النصب والاحتيال؟ وهل تحولت المشاريع الاستثمارية إلى واجهات لتجميع المنتجات الصينية وبيعها بأسعار مبالغ فيها؟
يستحق المغاربة الحقيقة كاملة، ويستحقون مشاريع صناعية حقيقية وليس عمليات تلبيس للبضائع الصينية. آن الأوان لكشف كل الخفايا ومحاسبة كل من تورط في هذه المهزلة التي أساءت للصناعة الوطنية ولمصداقية المغرب كدولة تسعى لتحقيق مكانة إقليمية في قطاع السيارات.

خلاصة القول أيها المغاربة، سيارة “Dial-E” الكهربائبة التي أعلنت عنها شركة “نيو موتورز” في اليوم الوطني للصناعة بالرباط، ما هي إلا سيارة “TodaySunshine M1-EV” الصينية بالنقطة والفاصلة.
كل ما أبدعت فيه الشركة المغربية أنها أزالت شعار الشركة الصينية ووضعت شعارها، قافزة بالسعر من أقل من 6 ملايين لـ 10 ملايين سنتيم بنسبة ربح مئة بالمئة . هكذا هُم السماسرة، “ما كيهزو ما كيحطو، وتا يضربوا يدّيهم هنيئا مريئا لذَّة للحالبين”.
“المسرحية” التي نكشف أسرارها تمت بحضور الملياردير عزيز ووزير الاستثمارات الفرنسية في المغرب “رياض”، في ما قالوا عنه “ترسيخا للسيادة الصناعية الوطنية” وااا لبلاد مشات أحمادي!!
لمشاهدة السيارة الأصلية التي تم الترويج لها عام 2021 المرجو الضغط هنا…