أسية عكور – موطني نيوز
في أجواء غمرها الفخر والانتماء، وتحت شعار “المسيرة الخضراء ملحمة الوحدة والتنمية”, نظمت جماعة كاف الغار التابعة لإقليم تازة، يوم الخميس 6 نونبر 2025، حفلاً بهيجاً تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، هذا الحدث الوطني الخالد الذي جسّد أروع صور التلاحم بين العرش والشعب، ورسّخ قيم التضحية والوحدة والولاء للوطن.
وقد انطلقت فقرات هذا الاحتفال المميز بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها تلاوة النشيد الوطني، ثم ألقى السيد رئيس المجلس الجماعي لكاف الغار كلمة مؤثرة استحضر فيها دلالات هذا الحدث العظيم، مهنئاً صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بمناسبة الذكرى المجيدة، ومعبّراً عن اعتزاز ساكنة الجماعة بالقرار الأممي الأخير الذي يؤكد وجاهة الموقف المغربي في الدفاع عن وحدته الترابية. كما نوّه في كلمته بما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة بفضل القيادة الرشيدة لجلالته.
وعرفت هذه المناسبة الغالية تنوعاً في الفقرات والعروض الفنية، حيث أبدع تلاميذ المدرسة المركزية وإعدادية الأمل ودار الطالب والطالبة في تقديم لوحاتٍ فنية وأناشيد وطنية ورقصاتٍ معبّرة عن حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه. وقد تألق الأطفال في تقديم رقصات فلكلورية محلية مستوحاة من التراث المغربي الأصيل، نالت إعجاب الحضور لما حملته من رسائل وطنية سامية ومعانٍ رمزية تجسد روح المسيرة الخضراء.
كما تميز الحفل بحضور وازن ضمّ السيد قائد قيادة كاف الغار، والسيد قائد مركز الدرك الملكي، إلى جانب أعضاء المجلس الجماعي، وممثلين عن القوات المساعدة ورجال التعليم، إضافةً إلى عدد من قدماء المشاركين في المسيرة الخضراء الذين استُقبلوا بحرارةٍ وتقدير، في التفاتةٍ رمزية تعبّر عن الاعتزاز بعطاءاتهم الوطنية الخالدة.
وقد شكّل هذا اللقاء الوطني مناسبةً لاستحضار الروح التي ميزت المسيرة الخضراء كملحمةٍ فريدة في التاريخ الحديث، حيث توحدت الإرادة الشعبية خلف قيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه لاسترجاع الأقاليم الجنوبية بطريقة سلمية وحضارية.
وفي ختام هذا العرس الوطني البهيج، تمّت تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، سائلين الله أن يحفظ جلالته بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يُقرّ عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشدّ أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
واختُتمت فعاليات الحفل بأجواء احتفالية مفعمة بالفرح والفخر، من خلال مسيرة رمزية انطلقت من مقر الجماعة في اتجاه السوق الأسبوعي، جسّدت مدى تعلق سكان جماعة كاف الغار بمسيرة البناء والنماء التي تعرفها المملكة، وتعبيراً صادقاً عن استمرار الأجيال في حمل مشعل الوحدة والوفاء للوطن.