
الحسين بنلعايل – موطني نيوز
بينما تنشر اليوم صحيفة فرنسية كبرى كـ”لكسبرس” تحقيقًا مثيرًا يكشف عن تغلغل استخباراتي إيراني داخل الجامعات والجمعيات في فرنسا وأوروبا، نقف نحن، في موطني نيوز، لنذكّر الرأي العام الأوروبي والمغربي أننا كنا أول من أطلق ناقوس الخطر منذ سنوات.
لقد كشفنا، بالاسم والدليل، عن شبكات مدعومة من طهران تعمل على استقطاب شباب مغاربي يعيش وضعًا هشًّا في أوروبا، وخاصة من لا يحملون أوراق إقامة، ويغريهم بالزواج من سوريات أو عراقيات، أو بمنح مالية وأوراق قانونية، بهدف استغلالهم لاحقًا في مشاريع تخريبية أو اختراقات أمنية داخل نسيج الجاليات المسلمة في أوروبا والعالم.
تحذيراتنا لم تكن عبثية رغم محاولة البعض الرد علينا ومحاولة تكذيبنا او شيطنتنا إذا لزم الأمر، فقد أشرنا مرارًا إلى أن إيران لا تعمل فقط عبر شعاراتها، بل تُفعّل خلاياها الناعمة عبر مراكز ثقافية وجمعيات دينية مزعومة، بل وحتى بعض المساجد التي تتلقّى تمويلات مشبوهة.
وقد استقطبت هذه الشبكات مغاربة وزجت بهم في المذهب الشيع في أوروبا، بعضهم انخرط في أجندات معادية لوطنهم الأم، وتحولوا إلى أدوات في يد إيران وأذرعها مثل حزب الله والبوليساريو، في مشهد معقّد يهدد الأمن القومي المغربي والأمن الأوروبي معًا.
اليوم، الصحافة الفرنسية تؤكد صحة ما قلناه بالحرف :
حيث ذكرت صحيفة “لكسبرس” أن المخابرات الإيرانية تسعى للنفاذ إلى فرنسا عبر الوسط الطلابي والجمعوي، مستعملة آليات ناعمة تحت غطاء ثقافي وديني. هذه الخلاصات تطابق ما حذّرنا منه، وطالبنا بفتحه كملف أمني واستراتيجي عاجل.
وبالتالي فاننا نطالب اليوم :
1. من السلطات المغربية : إعادة النظر في دور القنصليات ومؤسسة الحسن الثاني في أوروبا، وضمان عدم تغلغل هذه الشبكات عبر ثغرات تمثيل الجالية.
2. من الأجهزة الأوروبية : التحرك الفوري لمراقبة وتفكيك هذه البؤر المتخفية تحت غطاء قانوني واخر ديني.
3. من الإعلام : عدم تجاهل أصوات الجاليات النزيهة، وعدم منح الشرعية لمرتزقة إيران الناطقين باسم الدين أو الدفاع عن الجالية.
نحن لا ننتظر أن “تستفيق” الدول الغربية بعد فوات الأوان، بل نؤمن أن أمن أوروبا، وأمن المغرب، يبدأ من وعي حقيقي بخطر إيران وأذرعها في قلب مجتمعاتنا ومنهم من يحمل الجنسية و الجواز المغربي ويتحرك بكل أريحية أمام أعين الأجهزة الإستخباراتية.
فالخطر الإيراني ليس وهما. وإذا لم نتحرك اليوم، فسندفع الثمن غدًا، من خلال التفكك، والفتن، وظهور أجيال تجهل هويتها وتخدم أجندات لا علاقة لها لا بالإسلام، ولا بالمغرب، ولا حتى بأوروبا.