فوضى بنسليمان : حاجز الموت في قلب شارع الحسن الثاني!

الفخ القاتل في شارع الحسن الثاني ببنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز

قد يبدو الأمر عادياً ومألوفاً ما دمنا نعيش في مدينة بنسليمان التي تمتاز بالمتناقضات والاستثناءات في كل شيء. لكن الواقع يقول غير ذلك، فالصورة التي تجسدت أمام أعيننا لا تعني سوى أننا نعيش في مدينة تحكمها الفوضى المطلقة ويسودها التسيب الممنهج.

كيف يعقل أن يتجرأ شخص ما، نجهل من يكون، على الاستيلاء على المربع المحيط بأحد أشجار النخيل بالقرب من عيادة لأمراض القلب بشارع الحسن الثاني، ويضع عليه حاجزاً حديدياً بمسامير حادة وبارزة ليمنع الوقوف في الملك العام؟ إنها وقاحة لا حدود لها، وتعدٍ صارخ على القانون، وتحدٍ سافر للسلطة التي يفترض بها أن تكون ساهرة على حماية الفضاء العام.

الغريب في الأمر، والمثير للغضب، هو أن هذا الفخ القاتل لا يحرس أي نباتات ثمينة ولا يحمي حتى النخلة، بقدر ما يعتبر فعلاً خطيراً قد يتسبب في كارثة إنسانية إذا ما سقط طفل بريء، أو شيخ مسن، أو سيدة بالخطأ على تلك المسامير المدببة. بل إن الأمر يتجاوز ذلك ليصبح تهديداً حقيقياً في حالة نشوب عراك بين اثنين ودفع أحدهما الآخر عليه بالخطأ، ساعتها ستكون الكارثة، وحتماً سيتنكر الجميع لهذا الفعل المنافي للقانون، وسيتوارى المتسبب خلف جدران الصمت والإنكار.

إننا أمام نموذج صارخ لـ “دولة داخل دولة”، حيث يرى البعض أن الملك العام غنيمة يمكن الاستحواذ عليها بـ “قانون الغاب”، دون حسيب أو رقيب. هذا الصمت المطبق من الجهات المسؤولة هو ما يغذي هذا النوع من التجاوزات الخطيرة.

لهذا، فإننا نتوجه بلهجة لا تقبل التأويل إلى قائد الملحقة الإدارية التابع لنفوذه هذه الكارثة، ونطالبه بأن يعمل فوراً على إزالة هذا الحاجز الذي يمثل خطراً داهماً على سلامة المواطنين، وأن يكشف عن الجهة التي تجرأت على هذا العمل في قلب الملك العام بشارع الحسن الثاني في بنسليمان، وتطبيق أقصى العقوبات عليها ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالفضاء العام وتهديد حياة الناس. كفى تسيباً، وكفى فوضى! يجب أن تعود هيبة القانون إلى شوارع بنسليمان قبل فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!