بنسليمان. : مدينة تئن تحت وطأة فوضى مرورية خانقة تهدد سلامة المواطنين وتنذر بكارثة حقيقية.

حادثة سير

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

لم تعد الشوارع مجرد ممرات للتنقل، بل تحولت إلى حلبات خطيرة تتنافس فيها مختلف وسائل النقل غير المنظمة، من دراجات نارية صاخبة يقودها قاصرون وجانحون، إلى عربات “الكوتشيات” العشوائية ومركبات “ترونتينيت” الكهربائية التي تسير بلا قانون ولا ضوابط.

أصبح المشهد المروري في بنسليمان يعكس صورة مأساوية، حيث تنتشر الدراجات النارية المزعجة التي يقودها من لا يملكون رخص القيادة، ويتجول بها ثلاثة أشخاص في وقت واحد، في تحدّ صارخ لأبسط قواعد السلامة المرورية. أما عربات “الكوتشيات” التي تعتبر مصدر رزق للبعض، فقد تحولت بسبب غياب التنظيم إلى مصدر خطر يزيد من تعقيد المشهد المروري.

ولم تكن مركبات “ترونتينيت” الكهربائية إلا وقوداً أضيف إلى نار هذه الفوضى، حيث يتجول قائدوها – معظمهم من المراهقين – بين الشوارع والأرصفة بلا دراية بقواعد السير، معتمدين على السرعة والاستعراض، مما يجعلهم مصدر خطر دائم على أنفسهم وعلى المارة.

النتيجة الحتمية لهذه الفوضى الشاملة هي الحوادث المرورية اليومية التي تحصد الأرواح وتسبب الإصابات البليغة، في مشاهد مؤلمة أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للمدينة. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، من المسؤول عن هذه الكارثة البشرية؟

المسؤولية دون شك مشتركة بين السلطات التي تتوانى عن تطبيق القانون، والأسر التي تتهاون في مراقبة أبنائها، والمجتمع بأكمله الذي يقف متفرجاً على هذه المأساة المتكررة يومياً. فمن غير المقبول أن تتحول شوارع بنسليمان إلى ساحة للفوضى والاستعراض، وأن تهدد حياة المواطنين بهذه الصورة المروعة.

فقد حان الوقت لتحمل المسؤولية الجماعية، واتخاذ إجراءات حاسمة وجادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فالكوارث التي تحدث يومياً في شوارع بنسليمان ليست مجرد أرقام، بل هي أبناء وبنات وأزواج وآباء وممتلكات، يستحقون العيش في مدينة آمنة تحترم حياتهم وتصون كرامتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!