حرب بالوكالة أو حين يرتدي المتشيع جلد الضحية ويغرس سيف حقد طهران في قلب أوروبا والمغرب

السيد الحسين بنلعايل مدير مكتب موطني نيوز في أوروبا

الحسين بنلعايل – موطني نيوز 

في زمنٍ تداخلت فيه الأدوار، وتهاوت فيه الأقنعة، لم يعد خافياً على ذي عينٍ بصيرةٍ كيف تتسلل الأجندات الخبيثة إلى صميم مجتمعاتنا، متخذةً من ضعف النفوس وهشاشة الولاءات جسراً للعبور. إنها حربٌ بالوكالة، تُدار بخيوطٍ خفيةٍ من عواصم التآمر، لا تُطلق فيها الرصاصات، بل تُبث فيها السموم الفكرية والسياسية، وتُزرع فيها الفتن الطائفية والعرقية، ويُستغل فيها المنبت الأصيل لخدمة مشاريع التوسع والخراب. إنها محاولةٌ دنيئةٌ لـ “أيرنة” المجتمعات العربية، وتحويل أبنائها إلى مجرد بيادق في رقعة شطرنج إقليميةٍ لا تعترف بحدودٍ ولا سيادة. وكم هو مؤلمٌ ومخزٍ أن نرى أبناء جلدتنا، ممن ارتضعوا من ثدي هذا الوطن، وتحملوا أسماءً عربيةً أصيلةً، يتحولون إلى معاول هدمٍ في أيدي قوىً إقليميةٍ لا ترى في استقرارنا إلا فرصةً للتمدد والسيطرة، مستغلين حرية التعبير والديمقراطية الأوروبية لتمرير أجنداتٍ استبداديةٍ قمعيةٍ. إن هذا التناقض الصارخ هو أولى علامات السخرة والانحراف عن جادة الصواب.

لقد كان مقال “موطني نيوز” يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، بعنوانه الصارخ الذي اخترق جدران الصمت : “هذا إلى أجهزة الأمن العام..أوروبا ليست مسرحاً لأجندات طهران الخبيثة!”، بمثابة صاعقةٍ كشفت المستور، وأزالت الغشاوة عن حقيقةٍ لا تقبل الجدل أو التأويل، إن أذرع إيران لم تعد تكتفي باللعب في الظل، أو التخفي خلف الشعارات البراقة، بل باتت تجاهر بعدائها السافر، وتُشهر سلاحها الإعلامي والفكري في عواصم أوروبا، مستهدفةً أمن واستقرار دولٍ عربيةٍ عريقةٍ، وفي مقدمتها المملكة المغربية الشريفة، التي تمثل سداً منيعاً أمام التوسع الفارسي. هذه الحقيقة الساطعة، التي أطلقناها بمسؤوليةٍ ووطنيةٍ، لم تكن لتمر مرور الكرام على من أوكل إليهم مهمة الدفاع عن المشروع الإيراني في الساحة الأوروبية والمغربية، فكان الرد متوقعاً في سرعته وهستيريته.

ولعل أبلغ دليلٍ على دقة التشخيص وقوة الحجة، هو حالة الجنون والهلع التي أصابت المدعو “علي البقالي الطاهري”، الشيعي المغربي الأصل، الذي خان أصله وفصله وسنة حبيب الخلق محمد صل الله عليه وسلم والارتماء في حظن من يشيطنون الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولم يجد أمامه سوى الارتماء في أحضان أسياده في طهران، مستخدماً قلمه المأجور كـ “سيفٍ” إيرانيٍ للرد على المقال علما انه مقال للرأي وأنا حر في وطن حر أقول وأكتب ما أحس به في اطار حرية التعبير التي لا يفهمونها الايرانيون و لا أبواقهم، في محاولةٍ يائسةٍ ومكشوفةٍ لـ “تفكيك الإنذار الذي لا أساس له”، كما زعم في مقاله بموقع “ديبلوماتيك نيوز”. لقد جاء رده المطول، الذي عنونه بـ “Déconstruire l’alarme infondée : L’article de Mawtini News sur l’influence iranienne en Europe manque de substance factuelle”، كـ “رقصة الديك المذبوح”، خبط عشواء، يفتقر لأدنى مقومات الاتزان والمنطق الصحفي، بل هو صرخةٌ مدويةٌ، و اعترافٌ ضمنيٌ بالهزيمة أمام قوة الحقيقة التي لا تُقهر. إن هذه السرعة في الرد، وهذا التوتر في الأسلوب، لم يكن ليحدث لولا أن المقال قد أصاب كبد الحقيقة وكشف عن الوتر الحساس الذي يحاولون إخفاءه.

إن ما قام به السيد “علي البقالي”، تحت ضغط أولياء نعمته الإيرانيين، لم يكن مجرد ردٍ صحفيٍ عابرٍ، بل كان كشفاً لكل الأوراق، وإعلاناً صريحاً للولاء المطلق للمشروع الإيراني على حساب وطنه وأمته وبيعته وولائه للعرش العلوي المجيد. لقد وجه مدافعه نحو دولٍ عربيةٍ وازنةٍ كالمملكة العربية السعودية وقطر، بالإضافة إلى المغرب وتركيا، متهماً إياها بالتجسس على الجالية في بلجيكا. يا له من تناقضٍ مضحكٍ ومبكي! فمن يحارب وطنه الأم، ويطعن في أمنه واستقراره، ويستغل منصبه لنشر الفتنة، هو من يتهم الشرفاء بالتجسس! إن هذا الكيل من الاتهامات، الذي يفتقر لأدنى دليلٍ، ولا يستند إلى أي منطقٍ، لا يعكس سوى حالة الهلع والارتباك التي يعيشها هو ومن خلفه، بعد أن افتضح أمرهم وتعرّت عمالتهم. لقد نسي هذا “المغربي” للأسف، أنه بهذا السلوك، إنما يضع نفسه في خندق الأعداء والانفصاليين، ويُسقط عن نفسه آخر ورقة توتٍ تستر سخرته لأسياده، ويُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجرد “بوقٍ” إيرانيٍ ناطقٍ باللغة العربية ويحمل الجواز و الجنسية المغربية، مهمته بث الفتنة والفرقة بين أبناء الجالية.

إن الضغط يولد الانفجار، وهذا ما حدث تحديداً. فاعتناق السي. “علي البقالي” للمذهب الشيعي، وما تبعه من امتيازاتٍ سخيةٍ من طهران، من مالٍ وسلطةٍ ونفوذٍ، جعله لا يرى إلا بعين أسياده، ولا ينطق إلا بلسانهم، ولا يكتب إلا بإملاءاتهم. لقد كشف في مقالٍ واحدٍ كل ما كان يحاول إخفاءه من سخرة وارتباطٍ لسنين، مؤكداً بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجرد أداةٍ طيعةٍ، و “ذراعٍ” إيرانيةٍ مسمومةٍ في يد المشروع الإيراني التخريبي الذي يستهدف المغرب والمنطقة. إن هذا السقوط الأخلاقي والوطني يثير الشفقة والاشمئزاز في آنٍ واحدٍ، فليس هناك أشد ألماً على النفس من أن ترى مواطناً يبيع وطنه وكرامته بثمنٍ بخسٍ، وينقلب على قيمه وأصوله، ليصبح خادماً مطيعاً لأجنداتٍ لا تمت للمغرب بصلة. إن هذا المصير هو نهاية كل من باع ضميره.

وهنا، لا بد من وقفةٍ حازمةٍ وصريحةٍ، لا تقبل اللبس أو التردد. بصفتي بنلعايل الحسين، مديراً لمكتب “موطني نيوز” في أوروبا، أعلنها مدويةً أمام الجميع، وأمام كل السلطات الأمنية والاستخباراتية المغربية و البلجيكية، وسعادة السفير المغربي السيد محمد عامر في بروكسيل، وسعادة القنصل العام منير قطيطو بأونفيرس، وكل القناصلة المغاربة في أوروبا، لقد كنت ضحية ثقةٍ عمياءٍ ومغفلةٍ في شخصٍ اتخذ من الثقة غطاءً للنيل من الشرفاء. إن المدعو “علي البقالي” هو بالفعل أحد الأذرع النشطة لإيران في بلجيكا والمغرب، وهو شخصٌ تعرفه الأجهزة الأمنية المغربية والبلجيكية جيداً، ولها علمٌ تامٌ بتحركاته المسمومة، والسموم التي ينفثها على وطنه الأم المغرب، مستغلاً كل منبرٍ متاحٍ، إرضاءً لأسياده الإيرانيين الذين يمولونه ويدعمونه. إنني أضع هذه الحقيقة بين أيديكم، لتكون دليلاً إضافياً على حجم التغلغل الإيراني في صفوف الجالية.

إن علاقتي بهذا الشخص المتشيع، وبموقع “ديبلوماتيك نيوز” الذي استغله كمنصةٍ للدفاع عن الأجندة الإيرانية ومهاجمة الدول العربية، قد انتهت تماماً وإلى الأبد اعتباراً من يومه الأربعاء 29 أكتوبر 2025 وهي قطيعة شخصية وإستقالة علنية. والأسباب متعددة، أهمها وأخطرها أن هذا الشخص كان يتصرف في مقالاتي التي كنت أرسلها إليه للنشر دون إذني أو علمي، محرفاً ومغيراً في مضمونها، بل والأدهى والأمر أنه كان يحارب المملكة المغربية ويطعن في أمنها القومي وسيادتها باسمٍ مستعارٍ وجبانٍ، ناهيك عن نشره مقالاتٍ مسمومةٍ وخطيرةٍ ضد المغرب، ويضع عليها اسمي الكامل دون الرجوع إليّ أو حتى موافقتي، متعمداً توريطي في قضايا لا علاقة لي بها وهذا هو سبب ما وصلت إليه الأمور اليوم. هذا التصرف لا يدل إلا على انعدام المهنية والأخلاق، والارتماء الكامل في أحضان المشروع الإيراني وهذا حقه وقناعته، واستغلال الثقة أسوأ استغلالٍ لخدمة أجنداتٍ مشبوهةٍ هدفها الأول والأخير هو الإساءة للمغرب والمغاربة. والتي تعتبر في قاموس الأخلاق خيانةٌ مزدوجةٌ، خيانةٌ للوطن، وخيانةٌ لمهنة الصحافة التي يفترض فيها أن تكون منارةً للحقيقة لا بوقاً لإيران. لقد كان هذا الموقع، “ديبلوماتيك نيوز”، مجرد قناعٍ آخر لإخفاء الوجه الحقيقي لـ “علي البقالي”، الوجه الذي لا يرى إلا مصالح طهران، حتى لو كان الثمن هو بيع الذمة والوطن وهذا حقه. فهو من إختار وعليه تحمل تبعات إختياره.

إنني لم أوجه اتهاماً مباشراً أو غير مباشر للإيرانيين أو الشيعة بصفة عامة بالتجسس، بل اقتصرت على فضح استغلالهم الممنهج لضعف الجالية المغربية والعربية في أوروبا وهذا واقع والأرقام تتحدث عن نفسها سواء كلن العدد 100 ألف أو 1000، وإغرائهم بالمال والامتيازات والوعود الزائفة لاعتناق المذهب الشيعي، وهو ما يندرج تحت بند “المد الشيعي” الذي يجب الحذر منه واعتباره خطراً وجودياً على الهوية الدينية والوطنية للمغاربة. إن هذا الاستغلال البشع للفقر والحاجة هو قمة الانحطاط الأخلاقي. لكن رده الهستيري، الذي تجاوز فيه الحدود، ووجه مدافعه نحو دولٍ عربيةٍ شقيقةٍ ووازنةٍ كالمملكة العربية السعودية وقطر، متهماً إياها بالتجسس وتمويل المساجد، إنما هو دليلٌ قاطعٌ على أن الرد لم يكن دفاعاً عن النفس رغم عدم ذكر إسمه في مقالنا السابق لكن “لي فيه الفز كيقفز”، بل كان هجوماً منظماً ومُعداً سلفاً لخدمة أجندةٍ إقليميةٍ تسعى لزرع الفتنة المذهبية و زعزعة استقرار المنطقة، وتحويل أوروبا إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات الإيرانية مع خصومها. إنها محاولةٌ يائسةٌ لتغيير دفة الاتهام، وتحويل الجلاد إلى ضحية، وهو ما لن يمر أبداً.

إنني أجدد التأكيد القاطع على أن بنلعايل الحسين، مدير مكتب “موطني نيوز” في أوروبا، لم تعد تجمعه أو تربطه أية علاقةٍ، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، بالمدعو “علي البقالي” ولا بالموقع “ديبلوماتيك نيوز”، وأعلن براءتي الكاملة من أي محتوىً نشره أو سينشره هذا الموقع مستقبلاً. وأتوجه بتحذيرٍ شديد اللهجة، وبصوتٍ يصدح بالغيرة على المملكة تحت شعار الله-الوطن- الملك، إلى السلطات المغربية، الأمنية والدينية، بضرورة أخذ الحيطة والحذر واليقظة القصوى من هذا المد الشيعي الذي يحاول التغلغل في نسيج المجتمع المغربي السني المالكي الأصيل، ومراقبة منتسبيه وكل ما يمت لهم بصلة داخل المغرب وخارجه، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في خدمة أجنداتٍ خارجيةٍ معاديةٍ. كما أدعو الدبلوماسية المغربية، التي أثبتت جدارتها في أصعب الظروف، إلى التعامل بأقصى درجات الصرامة والحزم مع كل من تسول له نفسه اللعب على الحبلين، والظهور بوجهين، وجهٌ يبتسم للوطن ووجهٌ يتآمر مع العدو. فـ “المغرب أولاً”، ولا مكان بيننا لمن يبيع ولاءه لطهران أو لغيرها.

إن هذه المعركة ليست معركة أشخاص، بل هي معركة وجودٍ وهويةٍ، معركة الدفاع عن ثوابت الأمة وكرامة الوطن. فمن يبيع وطنه، لا يمكن أن يكون أميناً على شيء، ولا يمكن أن يُؤتمن على مصالح الجالية. إننا نطلق هذا الصرخة المدوية من قلب أوروبا، لتصل إلى كل مسؤولٍ غيورٍ، لا تتهاونوا مع هذه الأفاعي التي تنفث سمومها باسم الحرية والرأي. ولتعلم أذرع طهران، في بروكسيل والرباط وكل مكان، أن زمن التستر واللعب في الظل قد ولى إلى غير رجعة، وأن الحقيقة ستبقى سيفاً مسلطاً على رقاب كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن واستقراره. إننا نقف بالمرصاد، ولن نتردد في كشف كل خيطٍ وكل عميلٍ. وإن عدتم إلى غيكم وإلى مؤامراتكم، عدنا نحن إلى فضحكم وكشف عمالتكم وتعرية أهدافكم الخبيثة أمام الرأي العام الدولي والمغربي، فـ “إن عدتم عدنا”، ولن يكون مصيركم إلا السقوط والندم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!