قراءة في كتاب “إتحاد المؤمنين” للكاتب توم وغنير

إتحاد المؤمنين

بقلم توم وغنير – موطني نيوز 

ترجمة الجوي المصطفى

حتى هذه اللحظة، لم أكن مستعداً للخوض في هذا الحديث، لاعتقادي أنكم لم تكونوا جاهزين بعد لهذا الحوار. وما زلت غير متأكدٍ تماماً، ولكن: في بداية هذا العام، نشرتُ كتاب “اتحاد المؤمنين” (The Union of the Believers)، وهو الجزء المكمّل لكتاب “الثورة الإبراهيمية” (The Abrahamic Revolution)، ويُعدّ أول كتاب إسرائيلي-فلسطيني مشترك. لم أتحدث عنه كثيراً في الواقع، ولم أكن واثقاً حتى من مدى استعدادي أنا نفسي لهذا الحوار.

يُعدّ “اتحاد المؤمنين” كتاباً مختلفاً تماماً، كُتب في صيغة حوار مع المفكر الفلسطيني إلياس نصري بابون. وهو يطرح منظوراً موحِّداً للأديان الإبراهيمية، باعتبارها ديانة توحيدية واحدة، ذات قواسم مشتركة واسعة ولكن بفصائل (أو فِرَق) مختلفة، وكتب مقدسة متباينة يمكنها أن تحترم بعضها بعضاً. كما يتناول الكتاب سلسلة من التأويلات المغرضة، والأخطاء اللغوية، وحالات سوء الفهم التي تسببت في حروب لا داعي لها.

إن المستقبل القريب سيرتكز على الاتفاقيات الدينية التي ستمهّد الطريق نحو آفاق لم تكن تُعتبر ممكنة في الشرق الأوسط. هذه هي أوضح وسيلة متاحة أمامي لتعزيز السلام، (والتي قد تتسبب) في فقدان اهتمام الكثير منكم. وقبل أن تصدروا أحكامكم عليّ، أقترح عليكم تخصيص ساعة ونصف من وقتكم لكتاب “اتحاد المؤمنين” (متوفر على موقع عبري بالصيغتين الصوتية والرقمية، إذا أردتم الرابط، اتركوا تعليقاً بكلمة “أنا”).

نبذة عن الكتاب:

هل يمكن للدين أن يكون جسراً للسلام لا عائقاً أمامه؟ هل يمكن اعتبار اليهود “مسلمين”؟ في كتاب “اتحاد المؤمنين”، يأخذنا توم واغنر (اليهودي الإسرائيلي) وإلياس نصري بابون (المسيحي الفلسطيني) في رحلة جريئة ورائدة لاستكشاف إمكانية توحيد الأديان الإبراهيمية في دين توحيدي واحد.

يصف الكتاب ولادة تيار ديني إبراهيمي جديد، يبني جسراً بين الأديان، ويكشف عن رؤية مبتكرة ومفاجئة للسلام في الشرق الأوسط. فبدءاً من القصة الصادمة ليهودي “حريدي” يدخل مسجداً طالباً الصلاة، وصولاً إلى قرار إلياس الشخصي بالصلاة في المساجد والكنائس والمعابد للإله الواحد، يأخذنا الكتاب في رحلة مذهلة نحو إمكانية تحقيق السلام بين الأديان.

من خلال قصص شخصية، وتجارب استثنائية، وإعادة تفسير للنصوص الدينية، يقدّم المؤلفان سبيلاً جديداً للتعاون، يرتكز على مبادئ الأخلاق العالمية، والتوحيد، والإيمان بالإله الواحد.

بدءاً من إعادة تفسير للقرآن الكريم تعرّف اليهود بأنهم “مسلمون”، وصولاً إلى اقتراح نموذج فيدرالي إقليمي للسلام، يُعدّ “اتحاد المؤمنين” دعوة جريئة لحوار مفتوح، ومصالحة، وإعادة نظر، من أجل عالمٍ يكون فيه الدين قوة موحِّدة لا عامل تفريق.

هذا الكتاب هو بمثابة بيان سياسي وروحي يقدّم نموذجاً جديداً للشرق الأوسط، يرتكز على الأديان ويمنح أملاً كبيراً للعلمانيين أيضاً. هذا هو الكتاب الثاني في سلسلة “السلام الإبراهيمي”، بعد كتاب “الثورة الإبراهيمية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!