تازة : حملة تضامنية لجمع وإيواء الأشخاص في وضعية شارع و دون مأوى

المتشردين في مدينة تازة

أسية عكور – موطني نيوز 

تشهد مدينة تازة في هذه الايام حملة واسعة النطاق وفي الليلة الماضية الجمعة 17 اكتوبر 2025 قادت السلطات المحلية جمع وإيواء المتشردين والمختلين عقلياً المنتشرين في مختلف أحياء وأزقة المدينة. وتأتي هذه المبادرة في إطار مقاربة إنسانية واجتماعية، تهدف إلى صون كرامة هذه الفئات الهشة، وحماية سلامة وأمن المواطنين، وهي الحملة التي أبانت من خلالها السلطات عن قدر كبير من المسؤولية والجدية في التعاطي مع هذا الملف الحساس.

المتشردين في مدينة تازة

الحملة، التي انطلقت من طرف السلطات المحلية بإشراف مباشر من باشا إقليم تازة وقائد المقاطعة الثالثة جاءت بدعم وتنسيق مع عناصر الأمن الجهوي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وأعوان السلطة، وجمعية شباب فاعل خير والتعاون الوطني حيث جابت مختلف النقاط السوداء التي تعرف توافد عدد من المتشردين والمختلين العقليين، خصوصاً في محيط الأسواق، المؤسسات التعليمية، والأماكن العمومية. وقد تميزت هذه العمليات بالتنظيم المحكم والسرعة في التدخل، ما جعلها تحظى بإشادة كبيرة من طرف ساكنة المدينة التي عبّرت عن ارتياحها لهذه التحركات الاستعجالية.

المتشردين في مدينة تازة

السلطات لم تكتف بجمع هؤلاء من الشارع فقط، بل تم التعامل معهم بحس إنساني عالٍ، حيث نُقلوا مباشرة بعد توقيفهم إلى مؤسسة العمل الاجتماعي بتازة، قصد إيوائهم في ظروف لائقة تحفظ كرامتهم. أما الحالات التي تبين أنها تعاني من اضطرابات عقلية أو نفسية حادة، فقد تم توجيهها إلى مصلحة الطب النفسي بالمستشفى الإقليمي ابن باجة، لتلقي الرعاية والعلاج الضروريين من طرف طاقم طبي مختص.

المتشردين في مدينة تازة

وفي خطوة تعكس الجانب الإنساني العميق في هذه المبادرة، يخضع المستفيدون فور وصولهم إلى المؤسسة الاجتماعية لعملية معاينة طبية أولية، تروم الوقوف على حالتهم الصحية والتأكد من عدم وجود أي أعراض مرضية تستدعي تدخلاً عاجلاً. وبعد ذلك، يتم تمكينهم من حمّام ساخن للنظافة الشخصية، وتوفير لباس جديد ونظيف لهم، في مشهد إنساني مؤثر يعيد الاعتبار لفئة طالما عانت من الإقصاء والتهميش. كما تُقدم لهم وجبة عشاء متكاملة في أجواء يسودها الاحترام والهدوء، ما يساهم في تحسين حالتهم النفسية ويشعرهم بالاحتواء خصوصاً أن تواجد بعض المختلين عقلياً في الشارع العام كان يشكل خطراً حقيقياً على المارة، بسبب ما قد يصدر عنهم من سلوكيات غير متوقعة أو عدوانية.

المتشردين في مدينة تازة

لقد أثبتت السلطات بتازة من خلال هذه الحملة أنها تشتغل بعقلية القرب والمواكبة، وأنها واعية بحجم التحديات التي تواجه المدينة، لا سيما على مستوى الأمن الاجتماعي. كما أن مقاربتها الشمولية، التي تمزج بين البعد الأمني والبعد الإنساني، تعكس نضجاً مؤسساتياً ورغبة حقيقية في إيجاد حلول جذرية لظواهر اجتماعية معقدة.

المتشردين في مدينة تازة

وإذا كانت هذه المبادرة قد نجحت في إخراج العشرات من التشرد والشارع، فإن الأمل يظل معقوداً على استمرارية مثل هذه الحملات، وتطويرها لتشمل برامج إدماج ومواكبة نفسية واجتماعية، تُعيد لهؤلاء الأمل في حياة كريمة ومستقرة. لأن الشارع لا يجب أن يكون مأوىً لأي إنسان، والدولة، بمؤسساتها وسلطاتها، لها الدور الأساسي في حماية الجميع، وخاصة الفئات الأكثر هشاشة.

المتشردين في مدينة تازة

بهذه الحملة، تكون مدينة تازة قد ضربت موعداً مع الضمير الإنساني، وأكدت أن الكرامة لا تُستثنى منها أي فئة، وأن للمؤسسات العمومية دوراً جوهرياً في تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن المجتمعي.

مكان ايواء متشردي مدينة تازة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!