صباح الخير…

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز

في كل صباح، عندما تشرق الشمس، تولد معها فرصة جديدة. فرصة لكتابة قصة مختلفة، لتحقيق إنجاز طالما حلمت به، أو حتى لخطوة صغيرة تقربك من هدفك الكبير. إنها هدية لا تتكرر، ولحظة لا تعوض، فلماذا نتركها تمر دون أن نعطيها حقها؟

انظر من نافذتك، انظر إلى ذلك الأفق البعيد، إنه ينتظرك. إنه ينتظر خطواتك، أفكارك، جهودك. لا تظن للحظة أن ما تفعله مجرد روتين، كلا، إنه بناء مستقبل. كل ورقة تكتبها، كل مهمة تنهيها، كل فكرة تطورها، هي لبنة في صرح نجاحك. قد لا ترى الصورة كاملة الآن، ولكن ثق أن كل جهد مبذول سيأتي ثماره يوماً ما.

هل تشعر أحياناً بأن الحماس بداخلك خفت؟ هل تستسلم لنداء الكسل الذي يهمس في أذنك بالبقاء في منطقة الراحة؟ تذكر أن السفن الآمنة تبقى في الموانئ، ولكنها لم تُبنَ لهذا. أنت أقوى مما تظن، وقدراتك أكبر مما تتخيل. التحديات ليست سوى معابر نحو مراحل جديدة من القوة. اصنع من عثراتك سلماً ترتقي به، ومن صعوباتك وقوداً تشعل به همتك.

لا تنتظر الظروف المثالية، فهي لن تأتي أبداً. الظروف المثالية تصنعها أنت بيديك، بإرادتك، بعزيمتك التي لا تعرف الكلل. ابدأ من حيث أنت، بما تملك، وستجد أن الطريق يشرع أمامك خطوة بعد خطوة. الفشل ليس عيباً، والعثرات ليست فشلاً، إنما العيب الحقيقي هو أن تتوقف عن المحاولة.

أنت لشباب الأمة، أنت عمالها وموظفوها، أنت طلابها وبناة غدها، فيكم تكمن القوة التي تحرك الجبال. لا تستخفوا بقدراتكم، ولا تستصغروا أدواركم. عندما تخرجون إلى أعمالكم ودراستكم كل صباح، فأنتم لا تكسبون لقمة العيش فقط، بل تبنيون أوطاناً، وتصنعون تاريخاً.

احملوا روحكم كل صباح كما تحملون مفاتيح بيوتكم. اجعلوا من شغفكم وقوداً، ومن أهدافكم خريطة طريق. ليكن في عيونكم بريق التحدي، وفي قلوبكم إيقاع الأمل. انطلقوا كما تندفع الأنهار نحو البحر، قوية لا يعيقها شيء، متجهة لا تضل طريقها.

اليوم هو يومك، هذه الساعة هي ساعتك، وهذه اللحظة هي فرصتك. املأها عطاءً، املأها إصراراً، املأها إيماناً بأنك قادر على صنع المعجزات. لأنك، ببساطة، أنت المعجزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!