
الحسين بنلعايل – موطني نيوز
في زمن الانحدار الأخلاقي، حيث تتهافت النفوس وتتنكر للوطن والهوية، تبرز أقلام كالسيوف مشرعة، تفضح زيف المتاجرين بآلام المغتربين. إنهم مرتزقة الظل، خفافيش الليل، الذين يحتمون بأقبية القنصليات وواجهات المساجد والجمعيات، ليُديروا من خلالها سوقاً نخاسية لامتصاص دماء الجالية المغربية بأوروبا.
هؤلاء ليسوا سوى أوغاد ارتدوا عباءة الوسطاء والمدافعين، بينما جلودهم ممتلئة بجراح الغدر. يتكاثرون في الظلام، كالفطريات على جذع متعفن، يبيعون الوهم للبسطاء، ويقايضون كرامة الوطن بمقاعد وهمية في دهاليز السلطة. يصمتون عن الحق حين يعمّ الظلم، وينطقون بالباطل حين يجري التطبيل لأصحاب النفوذ.
إنهم يخافون من الصوت العالي، من الكلمة النظيفة التي تقتحم عتماتهم. يخافون من المصداقية التي تكسر أقفال دهاليزهم المظلمة. لذلك يشنون حربهم البائسة على كل من يقف حاجزاً أمام تجارتهم القذرة. يتهمون الأوفياء بالجنون، والمصلحين بالتآمر، والحقوقيين بالتهويل. لكنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن ساعة الحقيقة آتية، وأن جبل المبدأ لا تهزه رياح الخونة.
لن نترك ساحة الكلمة لهم، ولن نسلم رقاب المغتربين فريسة لمشاريعهم المشبوهة. فالحق لا يُنسى بالتكرار، والوطن ليس سلعة في سوق المساومات. إنهم يراهنون على إسكاتنا، ويحسبون أن التهديد والترهيب سيُثنينا عن مواصلة الطريق. لكنهم يجهلون أن أقلام الحق أقوى من كل خنجر مسموم، وأن إرادة الشرفاء لا تنكسر.
هذه معركة كرامة، معركة وجود. ومعركتنا ليست ضد أشخاص، بل ضد منظومة فساد متجذرة تتربص بالجالية المغربية في بلجيكا وأوروبا. سنكشفهم واحداً تلو الآخر، وسنُسمي الأشياء بمسمياتها: خونة، مرتزقة، سماسرة.
فليستعد خفافيش الظلام..فشمس الحق لا محالة ساطعة.